الأربعاء، 9 يوليو 2025

نص نثري تحت عنوان{{عيناك}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{محمد الهادي الحفصاوي}}


‎(عيناك)
‎كلما رأيت لحظك الوسنان
‎تيقظت طفولتي
‎وطويت في كياني سجل السنين
‎فتراني أركض لاهيا 
‎خلف الفراش
‎مابين أفنان الشجر
‎يرتد عمري نحو أحلام الصبى
‎فأهيم ما بين الوهاد 
‎وفي التلال
‎ويميس بي عند  الاصائل
‎في روضك نضِرُ الغصون
‎وأشيد قصرا من رمال
‎وامد للشهب يدي
‎عساني أنظم منها لك
‎عقدا من وضيئات اللآلي
‎وسوارا من جواهر
‎وأرصّع  لك تاجا 
‎وحليّا من يواقيت النجوم
‎كلما رأيت لحظك الفتان
‎أيقنت أن تطهّر الانسان 
‎من الخطايا ممكن 
‎بل يسير 
‎وان كوكبنا قاب قوسين وأدنى
‎من ربيع أبدي..
‎فلا عواصف لا زلازل 
‎ لا جدب لا أعاصير 
‎وان الطير سيعمر مدائن الخراب
‎ويشدو خوالد الأهازيج
‎ويعانق الشفق المبشر بالخلاص
‎وسنى فجر السلام
‎منذ رايت لحظك
‎آمنت ان جنة الفردوس 
‎أرضية الميلاد
‎وأن الموت حالة عرضية 
‎وان الله قد خلق الأنام للخلود
‎وأن العدل في ممالكنا 
‎مخاض قادم
‎ببشرنا بأجمل مولود
‎منذ رأيت تَيْنِك العينين
‎حيث البحر والسماء
‎يتّحدان في موكب مشهود
‎آيقنت ان الله يحبنا 
‎ويحنو على البؤساء
‎وينزع عنا الخطايا
‎ويخبئ لنا 
‎فردوسه الموعود
‎آمنت حين رأيت لحظك الفتون
‎ان  أسانا لن يطول
‎وأن غدا حمّال بشائر
‎وأن حلمنا  ما أفل
‎وغدا يعود
‎لحظُك يا زَيْنَ غيد العالمين
‎محيط بلا ضفاف
‎وسماء بلا حدود
‎هما  دفق الحياة 
‎وأسرار الوجود.
‎                      محمد الهادي الحفصاوي-تونس🇹🇳
‎                                    ( بقلمي) 

‎ 

ليست هناك تعليقات: