تعالَ نقتسم..!!
ــــــــــــــــــ
-#ثم..
وما كان الأمر مزحة..
أكلني الأسى..
ودفعني سيل الحزن إلى أودية الغياب..
كان الأمر موحشا.. أن أسير إلى الجنون..
إلى العدم..
وأنا أعلم تمام العلم أن كل شيء هناك سيتلاشى..
إلا حضورك الجاحد..
لم تشفع عنده المواجع..
ولا ألف فاجعة تُخط في القلب بحبر الفراغ والعتم..
وقصص خذلان كثر، يجمعها دفتر (حياة بلا حياة)..
أيها اللاهي..
كان الأمر أكبر..
كلهم يمضون ليتجاوزوا..
ووحدي..كنت أمضي لأزداد كيل عجز وكمد..
كلهم يمضون إلى (سويا حتى الموت)..
ووحدي أمضي إلى (هو الفراق..ثم الفراق إلى الأبد)..
قلت لي أننا سنفترق.. وسيعود الأمر كما كان..
وها نحن بالفعل.. افترقنا..
لكنك كذبت.. فلم يعد شيء إلى سابق عهد..
لا أنت الذي عدتَ ناسكا يصلي في صفوف الغرباء..
ولا أنا عدتُ أقاتل مع الذين لم يَمسهم جرح..
كذبت..
فلا أنت الذي سافرتَ بي إلى حيث (تنجب الأحلام حياة)..
ولا أنا عدتُ للسير على قدمين كسائر البشر..
إنما أتبعثر.. أتشظى لتجمعني ذكرى..
ويلمني طرفُ حديث..
أتهاوى.. لتسندني أمنيةٌ لم تُكتبْ لها النجاة..
كذبتَ..
فلا أنتَ الذي تركتني في رفقةِ الموج..
ولا أنا استطعت العودة إلى شاطئ الغرق..
أتعرفُ؟!..
حتى الآن لم أعرفْ.. كيف أقنعتَ الطرقاتِ أن تمضي معك..
وتركتني في متاهة النهاية.. وأنت الذي قطعت عهدا أن تعيدني..
أو على الأقل؛ تدلني كيف أعود..
أتعلمُ؟!..
حتى الآن لم أفهمْ.. كيف أقنعتَ السنابلَ الخضراء أن تبلسمَ أوجاعَ المناجل..
كيف أقنعت هذه العصافير البائسة هنا.. أن تستنفر دولة الرصاص؟!..
وكيف أقنعت الغابة في ضلوعي.. أن تجني فأسا عند كل حصاد..
ها نحن افترقنا..
ورغم ألف يمين حلفتها ألَّا أجد النار تستعرُّ في صدري..
فلماذا احترقتُ هكذا؟!..
منذ أغصاني الغضة.. حتى آاااخر يباس..
وما زلتُ..
كنت وحدي، أمضي.. إلى حيث لا أهتم للزمان والمكان والشخوص..
فلماذا ذهبتَ بي إلى حيث أبحث عنك في كل الوجوه..
دون جدوى..
منذ أول لهفة.. حتى انعدام الشعور..
قل لي.. ما الذي دفع لينك ليرجم قسوتي؟!..
وما الذي جنيت حينما خلفت لي حسرة لا تزول..
يا حضرة الآفل..
ألم يخبرك الليل الغارق في الصمت أنني أتألم؟!..
تكلم..
حاور.. جادل..
خاتل.. بكلمة ودمعتين..
كالعادة..
ليس الأمر عليك بجديد..
وهل ينتظر غيره من بور المشاعر؟!..
اذهب.. عليك السلام..
منذ مولد أول بكاء في فم الحكاية..
حتى هرمت دموع آخر فجر.. لم يشهد قدومه ختاما دبَّرتَه عند الخطوة الأولى..
اذهب..
لكن،،،
هبني ذاكرة أفقدها لأستريح..
طالما تجهل كيف تتجاوز..
انتهى..
(نص موثق)..
النص تحت مقصلة النقد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق