الأربعاء، 6 أغسطس 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


"في عتمة الحافلة "
  سلسلة قصصية 
        بقلم :
 تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
   قلوب تحترق 
        -١-

أدركت الأن وأنا في وحدتي ؛ أن الإنسان لايمكن أن يعيش بلا حب ..لايمكن أن يحيا بلا النصف الثاني ..أن ممارستي لجميع الفنون الجميلة لم يمنحني الاكتفاء أبدا ..بل جعلني متعطشا أكثر إليها.
أدركت  أن القلب يبقى حزين في وحدته مهما تفاخر المرء بكونه خالي الفؤاد،فهو يكذب على نفسه ..أنه يعجب بكل جميلة تمر به ويتمنى لو أنها كانت فتاته،
أنها غريزة وحاجة تميل بها القلوب إلى بعضها ؛وهذا ما يجعلنا بشر .
حتى لو أني امتلكت كل شيء جميل ..وابدعت بكل شيء فأنا لاأكتفي بذلك.
حقيقة لايمكن العيش  دونها ،
أني بلا شك بحاجة إلى أنثى تكون جالسة بجانبي في هذه الرحلة ،
نسمع صوت الرعد فتختبىء في صدري ..ينتابها الفرح تحتضنني..تحزن تحتضنني أيضا كي أخفف عنها حزنها ،
أما أنا ..فلو شعرت بحاجتي للعودة إلى طفولتي احتضنها لسماع نبضات قلبها ؛سبحان الخالق الذي خلقنا لنكمل بعضنا البعض  ..خلقنا لنحب بعضنا البعض هذا الحب الجارف.
بينما كانت الحافلة منطلقة بي في رحلتها التالية ،وكنت في كامل شياكتي كما وأني في موكب زفافي الأول ،وهاتفي الثمين بيدي وخاتمي في أصبعي ، لم أنسى شيئا أبدا، وبينما سماعات الهاتف موصولة بأذني أسمع من خلالها أعذب الموسيقى واجمل الغناء ؛ أن كل ذلك لم يمنحني السعادة ..وإن وجدت فهي بلا  شك  سعادة زائفة ،فأنا أراها إلى جانبي ..أمامي ..في أحلام نومي ..وأحلام يقظتي..أراها تراقصني ..لكن من هي ..لاأدري ..الأهم في الأمر أني أراها معي ..بلا شك أن تلك النعمة من حق الجميع ..ولكن من يقدرها ممن حصل عليها كي يتعامل معها بانسانية وتحضر .
القلب فعليا خال من حب أي فتاة محددة لو إستثنينا الأحلام..لكنه غير خال من الحب، أن كل نغمة منبعثة..كل كلمة تحث على الحب وتحث على البحث عنها والتلفت لعلها تظهر.
إنطلقت موسيقى هاتفي والتي تمدني بغذاء الروح كما مغذي الوريد على سرير المشفى مع انطلاقة الحافلة التي تتمايل لكبر حجمها "وكما أمرر دائما " كالباخرة في عرض البحر، أغمض عيني وأعيش أحلام الحب والمراقصة دون توقف ؛وظهرت..
ظهرت أمامي أمرأة فيها جميع المواصفات التي يتمناها العربي الأسمر .
أكاد أن أبلغ الأربعين من عمري ولم أدخل حياة الرهبنة بعد ولن أدخلها ،ففضلت عدم التأهل أيضا للعيش في القفص الذهبي فأرتأيت العيش عاشقا مسافرا .
عندما إختارت الجلوس إلى جانبي لابد أنها رأت بي ما أراه بها ..أو لنقل أنها رأت مالم تره في رجل أخر،
بلا شك هي لغة القلوب ..لكن جمالها الفاتن كان أكبر مما تمنيت ،الشعر الأصفر كشلال من ذهب ،عيناها الزرقاوتان كعيني دمية ثمينة ،الإنوثة المفرطة..قوامها الجميل كما وأنها عارضة أزياء ،
كل ماحلمت به وما لم احلم به قد تجمع في أمرأة واحدة.
يبدو من لونها ونطقها بأنها ليست عربية،
رفعت سماعة الأذن بسرعة  للخروج من الخيال الجميل إلى واقع أكثر جمالا ،
قلت :
-أعتذر سيدتي ؟
قالت بصوت رقيق يسلب العقل:
-أتسمح لي بأن أكون رفيقتك في سفرك؟
ماأجمل أهل الغرب ..لأن علاقاتهم إن كانت صداقة أو حب ،أو أي علاقة عابرة فهي  لاتحتاج إلى شروط أومقدمات أومكابرات،قلت بلهفة مستترة :
-نعم نعم..بكل سرور سيدتي الجميلة.
-أنا أسمي جانيت؟
-وأنا أسمي غريب.
وهكذا رضيت عني الأقدار..رضيت عني دون رجاء ..دون عناء.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حدث التقارب والانسجام والاحترام والصداقة سريعا  ..وكان الطريق السالك السريع إلى الحب بشكل أسرع مما توقعت ،كما وأننا خلقنا لبعضنا في زمن السرعة .
من الحديث والتودد إلى عناق الأصابع، ومن ثم ممارستها لمواهبها  تحليل شخصيتي وأشعري ،وقصصي  وكانت تردد كل حين :
-ياإلهي..شيء مدهش ..أنت كأنا تماما ؟
-يالسعادتي إذا لن أسمح لمنعطفات الطرقات  أن تفرقنا .
-وأنا أيضا ياعزيزي.
حضرت المضيفة التي كانت متجهمة هذه المرة وحين ترمقني بنظرات حادة  وحين أخر ترمق صديقتي  بنظرات حقد وكراهية لا مبرر لها، فشعرت كما وأن عينيها رصاصات ستخترق صدري، لم تتكلم و أكتفت بالنظرات لم ارغب بطلب أي شيء منها،لكن الأدب يحتم علي  أن أقدم شيء لصديقتي على سبيل الضيافة ،لكن صديقتي  فهمت مابداخلي بسرعة ،ونظرت إلى المضيفة باشمئزاز وقالت لها دون أن تشكرها:
-لا لانريد أي شيء ،والأن  بأمكانك أن تتجاوزينا ؟

                          "وللقصة بقية "

تيسيرالمغاصبه 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق