الأربعاء، 6 أغسطس 2025

قصيدة تحت عنوان{{ننعى العلم آه شهيده}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{حامد الشاعر}}


ننعى
العلم آه شهيده
فمن  زاد  علما     ثناء   نزيده ــــــــ و من  زاد حلما   جميعا   نريده
نهلت من  العلم  حتى   ارتويت ــــــــ زلالا     إلى    الظامئين   تعيده
فقدناك  يا   من  عليه   شهدت ــــــــ نعيت  شهيدا   و   أنت   شهيده
أقمنا       عليك    رثاء   علمنا ــــــــ و في  فقده  كيف   ينعى   فقيده
مع    السالكين      إليه   كتابا ــــــــ قرأناك في  النوع    أنت   فريده
******
لحد     التوحد    فيه    مضيت ــــــــ و حتى لنا    قيل   ذاك    وحيده
و صمتا  يجيد  الشهيد  و طفلا ــــــــ بتلك     اللآلي      يزين    جيده
عريسا يفيء متى   الظل   فاء ــــــــ يجيء    سعيدا    بذكراه    عيده
به الآن شيخ  الشباب   شغفنا ــــــــ و بالعلم   كان    شغوفا    وجيده
ترى خيره  غيره   لا   تناغي ــــــــ و  بالعلم    عيشك    دام   رغيده
رحلت بعيدا و في الحلم  يأتي ــــــــ قريبا  و  لو  كان    ينأى    بعيده
******
و سر السعادة فيه  و   يدري ـــــــــ بها    حالة     الأشقياء    سعيده
أسى قد   حملنا   بفقدك   عنا ـــــــــ و ندري  فكيف    الليالي    تميده
بعلم حظيت و بالعلم  من  قد ـــــــــ سما   لا  يجاري   النفاد   رصيده
و من كوثر قد سقيت و ما  ذق ــــــ ت  قد  طاب  في الجنتين    ثريده
و للعلم من يجتني لا    يموت ـــــــــ لو   الموت   جاء  سريعاً   بريده
******
و روحا  أفاض   فحين   نعاك ــــــــ قصيدي  و   ألقى   دماء   وريده
حياة     المحبين   للعلم   نور ــــــــ و فيك  يرى   وعده    لا   وعيده
هناك  النعيم  المقيم    به    و ــــــــ الجحيم    لمن    يزدريه   صديده
و درعا لك العلم كان و   سيفا ــــــــ و سيف  العلا   لا    يفل    حديده
ولدت على   دربه   مستهاما ــــــــ و مهما جرى   لا   يشيب    وليده
******
على نهجه  مستقيما    فحين ــــــــ مشيت    طهورا تراءى    صعيده
و مجدا لنا قد  تركت   و   منك ــــــــ متاحا     يرى    للجميع    تليده
و يحيا على الأرض من نال علما ـــــ و أيضا   له في السماء    مديده
و فيه فمن  لم    يجده   خلاصا ــــــــ يرى   بائدا   و    الليالي   تبيده
و مهما يعش سالما من   حياة ــــــــ ففي   خطفها   فالمنايا    تصيده
******
أكيدا هنا قد    جرى    الارتقاء ــــــــ هناك    التلاقي     ولاء    أكيده
تركت   أبا    باكيا   و    البكاء ــــــــ طويل   و  منه   العويل    كميده
أجدت  أداء    الحوار    خطيبا ـــــــــ و كم كنت فصل الخطاب   تجيده
كما   أنت   كنا   و  منا   ثناء ــــــــ فمن  زاد علما  و   حلما    نزيده
و جيشا من  الدارسين   أقمت ــــــــ و عزما  عقدت  و   أنت   عقيده
تركت  بأم    البساتين    قمحا ــــــــ و ظل  على    الراحتين    سميده
*******
و حرا بسورية  لست    تبغي ــــــــ وجودا    إذا    لم   يحرر   عبيده
و نهجا  قويما   فمن    يبتغيه ــــــــ بجدواه  قد    كنت    أنت    تفيده
سقيت و بالحب حتى    عداك ــــــــ و للناس ما    أنت    كيدا    تكيده
و للموت قد ذقت غدرا و بالخط ـــــ ف  يجري  التمرد   دوما   مريده
وجدناك  للخير   فينا   مفيضا ــــــــ و يبقى فمن   كل   زرع   حصيده
*******
و نخلا بتلك الصحاري زرعت ـــــــ فمد        ظلالا     علينا    جريده
و فعلا تركت   و  قولا   بليغا ــــــــ من   القول   لابد     يعلو   سديده
أقمت و بالعلم حكما    رشيدا ــــــــ و يبغي    بلوغ   الرشاد    رشيده
صداك كرجع   التراتيل   منك ــــــــ فما     صيغ    لابد   يعلو   نشيده
و ننعى هنا العلم آه   شهيده ــــــــ و  ينعى  و   من   ثم    آه   عميده
*******
نذوب احتراقا من الحزن ما كا ــــــــ ن  فينا   صعيقا  تلاشى    جليده
قدمت إلى الموت شابا و شاخ ـــــــــ القديم و ما  كان  يرجى    جديده
تركت أبا   في  أساه   و   أما ــــــــ فأين      الوليد   و   أين    حفيده
تركت  له   وطنا   ذا   جروح ـــــــ يقاسى الأسى من   قريب   شديده
لقد كنت  حرا   و ترجو  سلاما ــــــــ فهل    بالسلام    يعزى   شريده
******
تركت فؤاد الحمى  داميا   ش ــــــــ ب   بالنار  حتى    تلظى    وقيده
و أقداره   لم    تعاند    تحدي ــــــــ ت موتا  و عوند    حتى    عنيده
لقد عشت حرا  تنادي     إليه ـــــــــ  و  في الموت لبي   نداء  طريده
يعزيك من قد تراءى هنا قص ــــــــ  ده    و   هناك   تناءى    قصيده
و نعيا لك الشعر مهدى عزاء ــــــــ بقلبي  فقد   صيغ    درا    نضيده
******
نعي شعري و مرثية مهداة كتعزية صادقة و حارة من القلب إلى صديقي العزيز بسام كبرو السوري النبيل و الأصيل 
تخلد ذكرى رحيل ابنه الغالي شهيد العلم و فقيد الوطن كابريل بسام كبروا و قصة موته أثرت فيّ كثيرا بعدما عاشته بلاد الشام مهد الحضارة من معاناة و مآس و فواجع و عذابات و آهات و أعتبر سورية بلدي الثاني و أحبها من أعماق قلبي و أعز قومها الأكارم 
و بكيته رثاء مثل الذين عرفوه لما راح ضحية عمل إرهابي جبان 
و سيبقى ذكره خالدا فما بيننا و لأهله الصبر و السلوان و لنا جميعا و لقد شهدنا له و لأسرته الكريمة هذا الفنان الراحل بحسن الخلق و لذويه المنزلة الرفيعة و لصديقي الغالي بسام كبروا مكانة خاصة في قلبي و لكل أقاربه و أهله لهذا عملت على نظمت هذه القصيدة مباركة مني له و لأصله الطيب و لعمله الحسن و ليبارك الله سوريا بكل طوائفها و يرحم الله جميع الشهداء و جميع الأموات آمين
العرائش في 5غشت 2025
قصيدة عمودية موزونة على البحر المتقارب 

بقلم الشاعر حامد الشاعر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق