ننعى
العلم آه شهيده
فمن زاد علما ثناء نزيده ــــــــ و من زاد حلما جميعا نريده
نهلت من العلم حتى ارتويت ــــــــ زلالا إلى الظامئين تعيده
فقدناك يا من عليه شهدت ــــــــ نعيت شهيدا و أنت شهيده
أقمنا عليك رثاء علمنا ــــــــ و في فقده كيف ينعى فقيده
مع السالكين إليه كتابا ــــــــ قرأناك في النوع أنت فريده
******
لحد التوحد فيه مضيت ــــــــ و حتى لنا قيل ذاك وحيده
و صمتا يجيد الشهيد و طفلا ــــــــ بتلك اللآلي يزين جيده
عريسا يفيء متى الظل فاء ــــــــ يجيء سعيدا بذكراه عيده
به الآن شيخ الشباب شغفنا ــــــــ و بالعلم كان شغوفا وجيده
ترى خيره غيره لا تناغي ــــــــ و بالعلم عيشك دام رغيده
رحلت بعيدا و في الحلم يأتي ــــــــ قريبا و لو كان ينأى بعيده
******
و سر السعادة فيه و يدري ـــــــــ بها حالة الأشقياء سعيده
أسى قد حملنا بفقدك عنا ـــــــــ و ندري فكيف الليالي تميده
بعلم حظيت و بالعلم من قد ـــــــــ سما لا يجاري النفاد رصيده
و من كوثر قد سقيت و ما ذق ــــــ ت قد طاب في الجنتين ثريده
و للعلم من يجتني لا يموت ـــــــــ لو الموت جاء سريعاً بريده
******
و روحا أفاض فحين نعاك ــــــــ قصيدي و ألقى دماء وريده
حياة المحبين للعلم نور ــــــــ و فيك يرى وعده لا وعيده
هناك النعيم المقيم به و ــــــــ الجحيم لمن يزدريه صديده
و درعا لك العلم كان و سيفا ــــــــ و سيف العلا لا يفل حديده
ولدت على دربه مستهاما ــــــــ و مهما جرى لا يشيب وليده
******
على نهجه مستقيما فحين ــــــــ مشيت طهورا تراءى صعيده
و مجدا لنا قد تركت و منك ــــــــ متاحا يرى للجميع تليده
و يحيا على الأرض من نال علما ـــــ و أيضا له في السماء مديده
و فيه فمن لم يجده خلاصا ــــــــ يرى بائدا و الليالي تبيده
و مهما يعش سالما من حياة ــــــــ ففي خطفها فالمنايا تصيده
******
أكيدا هنا قد جرى الارتقاء ــــــــ هناك التلاقي ولاء أكيده
تركت أبا باكيا و البكاء ــــــــ طويل و منه العويل كميده
أجدت أداء الحوار خطيبا ـــــــــ و كم كنت فصل الخطاب تجيده
كما أنت كنا و منا ثناء ــــــــ فمن زاد علما و حلما نزيده
و جيشا من الدارسين أقمت ــــــــ و عزما عقدت و أنت عقيده
تركت بأم البساتين قمحا ــــــــ و ظل على الراحتين سميده
*******
و حرا بسورية لست تبغي ــــــــ وجودا إذا لم يحرر عبيده
و نهجا قويما فمن يبتغيه ــــــــ بجدواه قد كنت أنت تفيده
سقيت و بالحب حتى عداك ــــــــ و للناس ما أنت كيدا تكيده
و للموت قد ذقت غدرا و بالخط ـــــ ف يجري التمرد دوما مريده
وجدناك للخير فينا مفيضا ــــــــ و يبقى فمن كل زرع حصيده
*******
و نخلا بتلك الصحاري زرعت ـــــــ فمد ظلالا علينا جريده
و فعلا تركت و قولا بليغا ــــــــ من القول لابد يعلو سديده
أقمت و بالعلم حكما رشيدا ــــــــ و يبغي بلوغ الرشاد رشيده
صداك كرجع التراتيل منك ــــــــ فما صيغ لابد يعلو نشيده
و ننعى هنا العلم آه شهيده ــــــــ و ينعى و من ثم آه عميده
*******
نذوب احتراقا من الحزن ما كا ــــــــ ن فينا صعيقا تلاشى جليده
قدمت إلى الموت شابا و شاخ ـــــــــ القديم و ما كان يرجى جديده
تركت أبا في أساه و أما ــــــــ فأين الوليد و أين حفيده
تركت له وطنا ذا جروح ـــــــ يقاسى الأسى من قريب شديده
لقد كنت حرا و ترجو سلاما ــــــــ فهل بالسلام يعزى شريده
******
تركت فؤاد الحمى داميا ش ــــــــ ب بالنار حتى تلظى وقيده
و أقداره لم تعاند تحدي ــــــــ ت موتا و عوند حتى عنيده
لقد عشت حرا تنادي إليه ـــــــــ و في الموت لبي نداء طريده
يعزيك من قد تراءى هنا قص ــــــــ ده و هناك تناءى قصيده
و نعيا لك الشعر مهدى عزاء ــــــــ بقلبي فقد صيغ درا نضيده
******
نعي شعري و مرثية مهداة كتعزية صادقة و حارة من القلب إلى صديقي العزيز بسام كبرو السوري النبيل و الأصيل
تخلد ذكرى رحيل ابنه الغالي شهيد العلم و فقيد الوطن كابريل بسام كبروا و قصة موته أثرت فيّ كثيرا بعدما عاشته بلاد الشام مهد الحضارة من معاناة و مآس و فواجع و عذابات و آهات و أعتبر سورية بلدي الثاني و أحبها من أعماق قلبي و أعز قومها الأكارم
و بكيته رثاء مثل الذين عرفوه لما راح ضحية عمل إرهابي جبان
و سيبقى ذكره خالدا فما بيننا و لأهله الصبر و السلوان و لنا جميعا و لقد شهدنا له و لأسرته الكريمة هذا الفنان الراحل بحسن الخلق و لذويه المنزلة الرفيعة و لصديقي الغالي بسام كبروا مكانة خاصة في قلبي و لكل أقاربه و أهله لهذا عملت على نظمت هذه القصيدة مباركة مني له و لأصله الطيب و لعمله الحسن و ليبارك الله سوريا بكل طوائفها و يرحم الله جميع الشهداء و جميع الأموات آمين
العرائش في 5غشت 2025
قصيدة عمودية موزونة على البحر المتقارب
بقلم الشاعر حامد الشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق