الخميس، 21 أغسطس 2025

نص نثري تحت عنوان{{ رضاك هو عيدي}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{كرم الدين يحيى إرشيدات}}


 رضاك هو عيدي

د. كرم الدين يحيى إرشيدات

حبيبتي،
سحابةُ صيفٍ كادت أن تُغرقنا،
لكنّ حبَّك كان مظلّتي، وصدرُك مأواي.
لم أخشَ المطرَ ولا الغرقَ، ما دمتِ قربي،
فالغيومُ تمضي، ويبقى في قلبي صفاؤك.

قررتُ أن أرحل،
وألا أنظر للوراء أبدًا،
أن أغرس سكينًا في قلبي…
ولكن،
ماذا أفعل بكِ أيّها القلب؟
لم يحتمل الفراق،
فأعلنتُ بيني وبين نفسي اعتزالك،
لكنني ضعفتُ أمام حبي وأشواقي،
عدتُ إليكِ…
لم أستطع إخماد نيران أعماقي.

كلّ الطرق تأخذني إلى عينيك،
تشدّني كالسحر،
وأنا العاشق أهيم باسمك،
ألهث بين نبضات قلبك،
كطفلٍ وجد الأمان.

أنتِ حبيبتي، حياتي،
أنتِ الهوى والنبض والأشواق.
كيف أرحل وأنتِ وجهتي ومساري؟
كيف أرحل وأنتِ عناوين أشعاري؟

يا لحن قلبي،
ما عدتُ أملك سوى حبّي،
يسري في دمي وصدري.
خُذي بيدي،
فالحياةُ دونكِ وحشةٌ لا تُطاق،
وفي بحور عينيكِ اكتملت أشواقي.

أحبّك حبًّا عجز الحب عن احتماله.

حبيبي…
ما كان ذنبًا ولا خطيئة، بل قدرًا ساقنا لبعضنا،
سرًّا من أسرار الله جمع روحين،
فأوقف الدنيا لحظةً،
وأسكت عقارب الزمن احترامًا لنبض قلبينا.

أتعلم؟
لو عاد بي الزمان، لاخترتك ألف مرّة،
ولو خُيّرت بين عمري كلّه، ولحظةٍ منك،
لاخترت لحظة اللقاء،
التي جمّدت الكون،
وأطلقتنا أحرارًا في فضاء الحب.

حبيبتي،
أحيانًا أحتاج أن أبكي، أن أتحطّم،
كي أُوهم نفسي أنني بخير،
أكذب على قلبي،
وأتظاهر بالفرح والسعادة.
لكنّكِ راسخةٌ بأعماقي رسوخ الجبال،
وكلما حاولتُ نزعك، أفشل.

أيقنتُ أخيرًا أنّكِ في المكان الصحيح… في قلبي.

كيف أقتلعكِ وأنتِ نبضه؟
كيف أطردكِ وأنتِ سكينته؟
لقد حاولت خداع نفسي بالنسيان،
لكن خطواتي تعود إليكِ دائمًا.

أيقنتُ أنّ حبّك قدري،
ليس عابرًا ولا مؤقّتًا،
بل حياة كاملة.

حبيبي…
إن كنتَ عيدي، فأنتَ العمر كلّه،
وبك يطيب الهوى ويتجمّل.

أنتَ الأمانُ إذا دهتني غصّة،
وأنتَ الرجاءُ إذا خطوبٌ تنزل.

ما لي سوى قلبٍ يحنّ إليك،
يهفو لصوتك، وفي يديك يكتمل.

أنتَ الهدايا والمنى إن جئتني،
أنتَ السعادةُ، وأنتَ الفؤاد المقبل.

فابقَ معي، يا روح عمري دائمًا،
فالحب في عينيك بدرٌ يكتمل.

حبيبتي…
كل كلمة منك تسكنني، كأنها دعاءٌ مستجاب في ساعة صفاء.
تغمرني بصدقها ودفئها،
حتى يغدو العالم أصغر من قلبك، وأوسع من حضنك.

رضاكَ ليس عيدًا وحسب، بل هو عمري كلّه،
هو سرُّ فرحي حين يبهت الفرح،
ونبض روحي حين يتعبني المسير.

كيف لا، وأنتَ من علّمني أن الحب قدر من الله،
لا يُقاوَم، ولا يُنكَر، ولا يذبل مهما اشتدت الريح.

أعدك…
سأبقى لك وطنًا وأمانًا،
سأحمل قلبك كما تحمل الأم وليدها،
فأنتَ فرحي وأمسي وغدي،
وأنتَ وحدك العيد الذي لا ينتهي.
احبك حبيبتي

د.كرم الدين يحيى إرشيدات
الاردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق