*خمسون عاما وأكثر...
خمسون عاما واُكثرْ ...
ولا زلت في داخلي طفلا
يترصّد في سٌفرة شاي اُبيه
حكّة السكّرْ....!
بلهفة يسطوا....
فيلثُم ...وينفُثُ...وينثُرْ....!
ويفرح حين يكون الطبيخ بلحم...!
ويمرح في دروب قرانا ويحلمْ
حين ينمو الربيع ويزهرْ.
خمسون عاما واُكثرْ...
وذلك الطفل بداخلي لا يزال
يسابق الريح كجدي الغزال
ويبحث عن عشّ طير عند التّلال
وحين تربو الارض بكماٍُ وتعمُرْ
يجثو على الارض فينقرْ ويحفرْ
خمسون عاما واُكثرْ...
وصوت الطفولة في داخلي
يغنّي ابتهاجا بليل الحصاد
بحبّة لوزعقب الجنْي نسيـها العبادْ....!
واُطرب حنينا لعود القطيع
احن لدفئ الليالي لاُسْهرْ
خمسون عاما واُكثرْ...
والطفل في داخلي يركض حافيا
ليستلقي خاليا الذهن بين المروج
يعدّ النجوم عند المساء
فياُتي الغمام بخير ويمطرْ
خمسون عاما واُكثرْ...
وحتى إن سرق الزمان العمر مني
وبت أكبر...وأكبر...
و حتى وان غزا الشيب ناظريّا
وأمطر الدهر نورا وثلجا
بلون السلام
بياضا على الرأس يزهر
اُظلّ اُلاحق ذلك الطفل فيّا...
واُبقى لروح الطّفولة دوما وفيّا
حتى يمرّ العمر ويعبرْ
خمسون عاما واُكثرّ....
سأظل طفل السواقي وألعب
وأبقى كما الطفل...
وان جزت خمسين وأكثر
وأطرب بخرير السواقي
و اشرب...
يا ليتني في تيكم الأفياء
ألهو واغضب...
لكان المدى من أشواقي يتعب
ياطفل البوادي
عد إلي
إني بشوق ألا تتعب...؟!
لو مرة تزجر...!
لو مرة تعتب...!
إنما الأحلام كؤوس
تعب وتشرب...
إنما الأحلام
دفء أيامي التي تذهب
خمسون عاما واكثر....!!!
*سميربن التبريزي الحفصاوي- تونس✏️🇹🇳
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق