السبت، 20 سبتمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{بحث في الذاكرة}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{مصطفى سريتي}}


بحث في الذاكرة ...

و ها قد أتيتك طيفاً كفيفا أسأل عنك
باحث عنك بين أوراق دفاتري القديمة
في زقاق الحي الذي فيه يوماً التقينا
و حرّ أشواك الورد الذي بعطره انتشينا.

لا زلت أبحث عنك خلف أسماء مستعارة.
 بضلام الدروب أبحث تحت أعمدة الإنارة.
بين ضفاف الواد و كم من كهف و مغارة،
و أسأل عنك التجار ملاك القوافل السيارة.

أرسم ملامح طيفك سراً على لحاء الشجر،
و أكتب عنك أشعار الغزل مجازاً بكل العبر،
غير مسامح لا للعبوس أو القنوط أو الضجر،
كي يحجب عني شوقي و لعا لوجه القمر...

سأبحث عنك بين سطور دفاتر الذكريات،
سأبحث عنك خلف أسوار القلاع و الثكنات،
و أسأل أوراق الخريف و فناجين العرافات،
و أقتفي ريحك في مناديل الورق  بالقبلات.

فيسألني قلبي أذكراك لها حقيقة أم خيال؟
و لم السؤال عن من يبعد عنك آلاف الأميال؟
خرص اللسان عن البوح لتفسير هذا المقال...
و ما الإعجاز في الإجابة عن هذا السؤال؟ 

كوني كريمة و افتحي رسائلي بأمانة،
أسكنيها ثوب الود و المحبة بكل رزانة،
و دعي حقد الصبي يُنسى دون هوَانة.
جبراً لخواطر قلب مكسور دون صيانة.

سأبحث عنك رغم أني وجدتك في أناي،
و أصفح عنك رغم هجْرانك لي في صباي.
فبعدك داء عضال و قربك مني فيه شفاي،
فأنت أفراحي مسراتي ضحكي و بكاي...

مصطفى سريتي

 المغرب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق