الخميس، 18 سبتمبر 2025

مقال تحت عنوان{{الْمُتَكَلِّمُ بِكُلِّ شَيْءٍ دُونَ عِلْمٍ حَقِيقِي}} بقلم الكاتبة الجزائرية القديرة الأستاذة{{ماريا غازي}}


الْمُتَكَلِّمُ بِكُلِّ شَيْءٍ دُونَ عِلْمٍ حَقِيقِي

الْمُتَكَلِّمُ بِكُلِّ شَيْءٍ دُونَ عِلْمٍ حَقِيقِيٍّ ظَاهِرَةٌ شَائِعَةٌ فِي مُجْتَمَعَاتِنَا، حَيْثُ نَجِدُ أَشْخَاصًا يَتَحَدَّثُونَ عَنْ أُمُورٍ لَا يَعْرِفُونَ عَنْهَا الْكَثِيرَ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِثِقَةٍ وَاقْتِنَاعٍ دُونَ أَنْ يَكُونَ لَدَيْهِمُ الْمَعْرِفَةُ الْكَافِيَةُ.

الأَسْبَابُ الَّتِي قد تَدْفَعُ النَّاسَ إِلَى التَّحَدُّثِ عَنْ أُمُورٍ لَا يَعْرِفُونَهَا قَدْ تَكُونُ مُتَعَدِّدَةً، مِنْهَا:

- الرَّغْبَةُ فِي الظُّهُورِ: بَعْضُ النَّاسِ يَرْغَبُونَ فِي الظُّهُورِ بِمَظْهَرِ الْخُبَرَاءِ أَوْ الْمُتَخَصِّصِينَ، حَتَّى لَوْ لَمْ يَكُونُوا كَذَلِكَ.
- الْجَهْلُ بِالْحُدُودِ: بَعْضُ النَّاسِ لَا يَعْرِفُونَ حُدُودَ مَعْرِفَتِهِمْ، وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ أَكْثَرَ مِمَّا يَعْرِفُونَ فِي الْوَاقِعِ.
- الرَّغْبَةُ فِي الْمُشَارَكَةِ: بَعْضُ النَّاسِ يَرْغَبُونَ فِي الْمُشَارَكَةِ فِي النِّقَاشَاتِ وَالْحَوَارَاتِ، حَتَّى لَوْ لَمْ يَكُونُوا عَلَى دِرَايَةٍ كَافِيَةٍ بِالْمَوْضُوعِ.

التَّعَامُلُ مَعَ هَؤُلَاءِ الْأَشْخَاصِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ صَعْبًا، وَلَكِنَّ هُنَاكَ بَعْضَ الِاسْتِرَاتِيجِيَّاتِ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُسَاعِدَ:
- الِاسْتِمَاعُ الْفَعَّالُ: حَاوِلْ أَنْ تَسْتَمِعَ بِفَاعِلِيَّةٍ إِلَى مَا يَقُولُهُ الشَّخْصُ، وَحَاوِلْ أَنْ تَفْهَمَ وَجْهَةَ نَظَرِهِ.
- الْأَسْئِلَةُ الذَّكِيَّةُ: اطْرَحْ أَسْئِلَةً ذَكِيَّةً تُسَاعِدُ فِي تَوْضِيحِ الْأُمُورِ وَتُسَاعِدُ الشَّخْصَ عَلَى التَّفْكِيرِ بِشَكْلٍ أَعْمَقَ.
- التَّحَقُّقُ مِنْ الْحَقَائِقِ: حَاوِلْ أَنْ تَتَحَقَّقَ مِنْ الْحَقَائِقِ وَالْمَعْلُومَاتِ الَّتِي يُقَدِّمُهَا الشَّخْصُ، وَلَا تَأْخُذْ كُلَّ شَيْءٍ عَلَى مَحْمَلِ الْجِدِّ.

مِثَالٌ عَلَى كَيْفِيَّةِ الرَّدِ عَلَى شَخْصٍ يَتَحَدَّثُ عَنْ مَوْضُوعٍ لَا يَعْرِفُهُ : يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ "أَنَا لَا أَعْرِفُ الْكَثِيرَ عَنْ هَذَا الْمَوْضُوعِ، وَلَكِنِّي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَبْحَثَ عَنْهُ وَأُخْبِرَكَ فِيمَا بَعْدُ".

- مِثَالٌ عَلَى كَيْفِيَّةِ تَحْوِيلِ النِّقَاشِ إِلَى مَوْضُوعٍ آخَرَ : يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ "هَذَا مَوْضُوعٌ مُثِيرٌ لِلِاهْتِمَامِ، وَلَكِنِّي أَوَدُّ أَنْ أَتَحَدَّثَ عَنْ مَوْضُوعٍ آخَرَ أَكْثَرَ أَهَمِيَّةً".

ماريا غازي 

الجزائر 2025/09/17 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق