الاثنين، 15 سبتمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{أيقونة}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{محمد الصغير الجلالي}}


 أيقونة 


أنا لا أتذكّركِ…
فأنتِ تسبقين الذكرى،
وتأتين من جهةٍ
لا تُقاس بالمسافات.

أنتِ
أقدمُ من الوقت،
وأشدُّ حداثةً من ارتباكِ الضوء
حين يدخل عينيكِ
ولا يخرج.

كلُّ الذين كتبوا عن الجمال
لم يروكِ،
لو لمحوا ظلكِ فقط،
لأحرقوا كتبهم.

حين ظهرتِ،
ارتجّ في الوزن القصيد 
لا اسمَ له،
لكنّه جعلني
أُشكّ في هندسةِ الواقع،
وأعيد ترتيبَ الأبجدية
لتبدأ باسمكِ.

لا وجهَ لكِ،
لكنكِ الحُلم حين يشبه امرأة.
لا صوتَ لكِ،
لكنكِ القصيدةُ
حين تُقال بلغةٍ
لا يعرفها حتى الشعر.

أيتها التي تشبهُ خطأً في نظام الكواكب،
أو مصادفةً في جاذبية الأشياء،
كيف يمكن لعينيكِ
أن تُلغيا قوانين الفيزياء
وتجعلان الزهرة
تتفتحُ في غفلة من الوقت؟

كلما حاولتُ أن أشرحكِ،
انطفأَ القلم،
واشتعلَ قلبي.

أنتِ
فكرةٌ تُحرِّمُ النوم،
وتبيحُ الجنون،
وتُلغي الحدود بين الألم والغبطة،
فهل تراكِ
امرأةٌ… أم زلزالٌ يُسمّى الحُبّ؟

وإن مضيتِ…
فلن أبحث،
سأجلس فقط
في حدائق  اللغة،
وأنتظر رجفتكِ
في القصيدة القادمة.
أ. محمد الصغير الجلالي / تونس 08 جويلية 2025

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق