مُروجُ الشّعْرِ
غدا سنرى حين ينقشِعُ الغُبارُ
بأنّ الجَحْشَ أنْجَبَهُ الحِمارُ
وهذا النّسْلُ غَيّرَ كُلّ شيْئٍ
فساءَ الحالُ واخْتَنَقَ الحِوارُ
كأنّ اللّيْلَ عَسْعسَ في بِلادي
وتحْتَ النّيْرِ كَبّلَنا الحِصارُ
عَمائمُ من بني هُبَلَ اسْتَبَدُّوا
فعمَّ الوَيْلُ وانْتَشَرَ الشّجارُ
تَسيرُ بِنا القُشورُ إلى انْحِلالٍ
تَوَقّفَ في مَحَطّتِهِ القِطارُ
ألا قُمْ يا كُلَيْبُ من النُّعاسِ
فقدْ نَسَفوا الأساسَ من الأساسِ
أماتَ نفوسَنا سقمٌ رهيبٌ
وجَمّدنا الصّقيعُ من النُّعاسِ
ألمْ ترَ أنّنا نشكو ونبكي
على زمنٍ تلوّثَ بالمآسي
نُساقُ إلى شَقاوَتِنا قطيعاً
ونركعُ كالجِمال إلى اللحاسِ
كأنّا للمُغالَطَةِ انْبَطَحْنا
فساءَ الحالُ من وَجعِ النّفاسِ
مروجُ الشّعْرِ تُزْهِرُ بالكتابهْ
فتَنْزَعُ منْ مشاعِرِنا الكآبهْ
تُرَقّي بالمُتابرَةِ المعاني
على وقْعِ الطُّموحِ مع النّجابهْ
وهذا في الحياةِ لنا صراطٌ
به الأقلامُ تَمْنَحُنا الإجابهْ
تسيرُ به العُقولُ إلى ضِفافٍ
فتَكْتَسِبُ التّميُّزَ والمهابهْ
علينا أنْ نَجودَ بما اسْتَطَعْنا
لِنَكْنِسَ من ثقافَتِنا الرّتابهْ
بِنورِ العَزْمِ تَتّسعُ الصُّدورُ
فَتتّضِحُ المسالكُ والسُّطورُ
تُزَوِّدُنا المُيولُ بما أرَدْنا
ومن أذْهانِنا يُمْحى القُصورُ
فنُصْبِحُ في شَهامَتِنا رِجالاً
على الدّهْماءِ في مواطِنِنا نثورُ
ألِفْنا في تَخَلُّفِنا انْحِطاطاً
فَزادَتْ منْ تَعَفُّنِهٍ القُشورُ
وإنّ الجَهْلَ في الإنْسانِ عارٌ
وعارُ الجَهْلِ يَعْكِسُهُ الغُرورُ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق