الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{حِكايةُ صَمْتٍ}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


"حِكايةُ صَمْتٍ"

الصَّمْتُ كائِنٌ مِنْ زُجاجٍ داخليّ،
يَراني بشِفاهٍ مَزمومة،
ويَجرحُني بعَيْنَيْن خانَهُما النُّطق.

يَمكُثُ في صدري
غَيْمَةً مُثْقَلَةً بالأسئلة،
ويَترُكني في الهُوَّة،
مُعَلَّقًا بَيْنَ الفَهْمِ والانكسار.

أيمكن أن يكون فراغًا؟
أو كأنَّهُ لامعنى
فَراغٌ يَفيضُ حتّى يملأني بالتصدُّع.

ثَمّةَ شَقٌّ في الوَعْي… في الذّاكرة،
يُؤكِّدُ لي أنَّ الحَصادَ بالمنجَل
ليس إلّا حَزًّا لرؤوسٍ نَبَتَتْ في الصِّياح.

حِكايةُ الصَّمتِ تَهرِسُ الغياب،
وتُطعِمُنيهِ حَنْظَلًا
يَضِجُّ بمرارةِ اللاجدوى.

فأمتلئُ أكثرَ بالرغبةِ في الصُّراخ،
ويتعمّقُ الصَّوتُ المَرجوّ،
كألمٍ لا أريده أن يَشفى،
أو ذَنبٍ تأخّر عنه الغُفران.

يَتْرُكُنا الصَّمتُ… ويَتْرُكُ الإلحاحَ معنا،
فنَمُرُّ على حافَّةِ أَنْفُسِنا،
ونَنزَلِقُ  بلا مُبالاة  نحو الحقيقة…
حَقيقةِ أنَّ لا أحدَ يُعْنى بالمُنكسِرين.

بقلم دنيا محمد. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق