" لا تحمل الهمّ "
لا تحملِ الهمَّ إن ضاقت بك السُّبُلُ
فالليلُ يعقبهُ فجرٌ إذ يكتملُ
والجرحُ يُشفى إذا صانتهُ عزّتُهُ
أمّا إذا فُضِحت أسرارُهُ يعتزلُ
لا تُظهرِ الدمعَ إن خانتْكَ قافيةٌ
فالشعرُ يُخفي وراءَ الحرفِ ما يُجملُ
الناسُ إن ضحكوا أو صاحَتْ أمانيهمُ
ما شاركوكَ إذا ضاقت بكَ الحِيَلُ
فاصبرْ على الدهرِ إن جارَ الزمانُ بهِ
فالموجُ يُهزمُ إن صانَ السفينةَ أهلُ
إن المواساةَ لا تُبني لكَ مملكةً
ولا التعازي تُعيدُ الرايةَ العَطَلُ
من باحَ بالسرِّ ضاعَ السرُّ من يدهِ
والصمتُ أبلغُ إن ضاقت بهِ السُّبُلُ
لا تسألِ الناسَ عن داءٍ ألمَّ بكَ
فالناسُ داءٌ إذا ما ضاقَك الأملُ
الهمُّ نارٌ إذا أذكى لهيبَها
زاد اشتعالًا وإن أخفيتَها تُهملُ
والصبرُ درعٌ إذا ما الدهرُ أرهقنا
يبقى الحصينَ، بهِ تُحمى لنا السُّبُلُ
لا تُكثرِ القولَ في شكوى ولا جزعٍ
فالقولُ يخذلُ إن لم يُسندهُ العملُ
إن العزاءَ إذا ما ضاعَ موطنُنا
يبقى سرابًا، وما يُجدي لنا الجدلُ
فامضِ بعزمٍ، ودعْ للناسِ ألسنةً
فالحقُّ يُرفعُ إن ناصرتَهُ الرُّجُلُ
لا تُكثرِ البوحَ في دمعٍ ولا ندمٍ
فالبوحُ يخذلُ، والصمتُ نعمَ السُّبُلُ
إن البطولةَ لا تُبنى على شَكوى
لكن تُشيَّدُ إن صُنتَ ما تعملُ
فالرايةُ تُرفعُ إن ناصرتَ أمّتَها
والعزُّ يُحفظُ إن صانَتْهُ أجيالُ
صفوح صادق-فلسطين

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق