الثلاثاء، 21 مارس 2023

قصيدة تحت عنوان{{ و أمي}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل أحمد درويش}}


 و أمي ...! 

_________
و أمّي مثلُ عينيَّ 
و مثلُ البحرِ و الشطآنْ
و مثل الرمشِ يأويني 
إلى غابٍ ، مليءِ العطرِ بالجوريِّ
 و الرَّيحانْ 
و مثلُ الكحلِ يغمرني 
بلفتاتٍ ، ولهفاتٍ ، وضمَّاتٍ
  و يجعلني حبيبَ الروحِ 
 و الأجفانْ 
و أمي دائماً تهوى أناشيدي 
و تهوى رعشةَ الأهدابِ ، و الوجدانْ
لذيذ قلبُها ، يحكي حكاياتِي 
و بجعلُني مواويلاً
و بجعلني  هوَى الوديانْ
أنا و الله يا أمي 
هديلُ يمامةٍ ناحتْ 
هسيسَ الجمرِ
جمرِ الشوقِ يجعلني 
حكاياتٍ لخفقٍ دائمِ الخفقانْ
أيا أمي 
و أنتِ القمحُ ، و أنتِ الصبحُ 
و انت البيدرُ الغافي بلهفتنا 
و انتِ رعشةُ  الشِّريَانْ 
و أنتِ العطرُ يرشفني 
ونهرٌ دائمُ الجَريَانْ
و انتِ ، أنتِ يا أمي 
شغافُ الروحِ ، و الأجفانْ 
و أنت شهيقُ وجداني 
جعلتيني هوى عشقٍ 
خلقتِ الروحَ في قلبي 
جعلتِِ الشوقَ دفَّاقَاً ..
 كما الغدرانْ 
و إني أنتِ يا أمي 
و فيكِ أكونُ منْ شفقٍ
و من شَغَفٍ 
و فيكِ أكونُ معسولاً بشهدٍ مَالَهُ شَبَهٌ 
سوى الجوريِّ ، و النِّسرينِ
و الزيتونِ و الرُّمانْ 
و اني فيكِ ، يا أمي 
كمثلِ الخفقِ في  الشريانْ
وتبقى فيكِ أهدابي 
كمثل الروح في الإنسان  
أيا أمي 
أنا شغف بذكراكِ 
و أشرب من مُحَيَّاكِ 
و أنتِ في دِما قلبي 
كما البدرُ الذي يهفو إلى شمسٍ 
إلى همسٍ ، إلى غاباتِ دمعِتنا 
إلى عينيكِ ، كُلُّ الشَّوقِ كَحَّلَها 
و لَوَّنَهَا جميلُ  الوردِ في نَيسانْ ...!!

سهيل أحمد درويش
 سوريا _جبلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق