و أمي ...!
_________
و أمّي مثلُ عينيَّ
و مثلُ البحرِ و الشطآنْ
و مثل الرمشِ يأويني
إلى غابٍ ، مليءِ العطرِ بالجوريِّ
و الرَّيحانْ
و مثلُ الكحلِ يغمرني
بلفتاتٍ ، ولهفاتٍ ، وضمَّاتٍ
و يجعلني حبيبَ الروحِ
و الأجفانْ
و أمي دائماً تهوى أناشيدي
و تهوى رعشةَ الأهدابِ ، و الوجدانْ
لذيذ قلبُها ، يحكي حكاياتِي
و بجعلُني مواويلاً
و بجعلني هوَى الوديانْ
أنا و الله يا أمي
هديلُ يمامةٍ ناحتْ
هسيسَ الجمرِ
جمرِ الشوقِ يجعلني
حكاياتٍ لخفقٍ دائمِ الخفقانْ
أيا أمي
و أنتِ القمحُ ، و أنتِ الصبحُ
و انت البيدرُ الغافي بلهفتنا
و انتِ رعشةُ الشِّريَانْ
و أنتِ العطرُ يرشفني
ونهرٌ دائمُ الجَريَانْ
و انتِ ، أنتِ يا أمي
شغافُ الروحِ ، و الأجفانْ
و أنت شهيقُ وجداني
جعلتيني هوى عشقٍ
خلقتِ الروحَ في قلبي
جعلتِِ الشوقَ دفَّاقَاً ..
كما الغدرانْ
و إني أنتِ يا أمي
و فيكِ أكونُ منْ شفقٍ
و من شَغَفٍ
و فيكِ أكونُ معسولاً بشهدٍ مَالَهُ شَبَهٌ
سوى الجوريِّ ، و النِّسرينِ
و الزيتونِ و الرُّمانْ
و اني فيكِ ، يا أمي
كمثلِ الخفقِ في الشريانْ
وتبقى فيكِ أهدابي
كمثل الروح في الإنسان
أيا أمي
أنا شغف بذكراكِ
و أشرب من مُحَيَّاكِ
و أنتِ في دِما قلبي
كما البدرُ الذي يهفو إلى شمسٍ
إلى همسٍ ، إلى غاباتِ دمعِتنا
إلى عينيكِ ، كُلُّ الشَّوقِ كَحَّلَها
و لَوَّنَهَا جميلُ الوردِ في نَيسانْ ...!!
سهيل أحمد درويش
سوريا _جبلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق