تدريس اللغة العربية
بين الأخطاء و الخطايا
بين سهولة المعلومات التي يبحث عنها الدارسون في مختلف المراحل الدراسية فيضطر بعض القائمين على التدريس ( وإن كان غير ذي تخصص في أغلب الأحيان ) إلى التغاضي عن تدريس المعلومات كاملة حتى لا يظهر الطالب بمستوى حقيقي فيلقي اللائمة على المعلم و حرصاً من المعلم على بقاء الطالب ضمن قائمة طلابه
و الظاهرة الأشد خطورة هي تصدي غير المختصين للتدريس للمرحلة خاصة المرحلتين الإعدادية والثانوية فتحل الكارثة بشرح المعلومات بصورة مجتزأة بمعنى عندما تجد الكلمة كذا فتكون الإجابة كذا و مع تطور نظام الأسئلة في الاختبارات يقع هؤلاء الطلاب في أخطاء لا تغتفر و قد أثبتت الامتحانات النهائية هذه النماذج
فنلاحظ على سبيل المثال لا الحصر في امتحان محافظة القاهرة العام الحالي للغة العربية كان المطلوب إعراب كلمة ذو ( من الخطايا أن بعض المعلمين يعتبرونها خبر مرفوع و يقولون للطلاب ذلك علماً بأنها عندما تضاف لاسم ظاهر تصبح معرفة بالإضافة وهنا تصبح نعتا لما قبلها)
كذلك معلمو المرحلة الابتدائية يشرحون لطلابهم أن المبتدأ لا يكون نكرة و هذا خطأ فادح لأن المبتدأ يكون نكرة في حالتين أولها إذا كان نكرة موصوفة مثل قوله تعالى :
'' قول معروف و مغفرة خير من صدقة ''
أو نكرة مضافة مثل قولنا : حب الوطن غريزة
كذلك الخطأ الفادح في أن الاسم المعرف بأل بعد اسم الإشارة يكون بدلاً مطابقا و هذا خطأ نحوي فادح و الدليل قوله تعالى : ' فذلكم الله' و لفظ الجلالة هنا خبر مرفوع و كذلك في أحد امتحانات المحافظات طلب إعراب كلمة في جملة :
يدرك ذلك العاقل لا الجاهل
وهي ليست بدلاً مطابقا بل فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمة
و غير ذلك من الأمثلة الكثير
كذلك الخطأ الشائع أن الاسم الذي يقع بعد الجار والمجرور يقع نعتا
و هذا خطأ كبير لأن ما بعده قد يكون مبتدأ مؤخرًا مثل قولنا : في مصر أثار كثيرة
أو مضاف إليه مجرور مثل قوله تعالى :
' فوق كل ذي علم عليم'
تعلموا العلم من أولي العلم المختصين حتى لا تلقوا باللائمة على أبنائكم و تصبحوا مقصرين في حقوقهم
نصر شعبان
معلم لغة عربية
شاعر بالفصحى و العامية
عضو رابطة الزجالين وكتاب الأغانى
المركز الرئيسي في القاهرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق