عَـهِـدتُـكِ راحـتـي
أتَـيـتُـكِ عـاشقـاً حتى كُـفِـيـتُ
كـأنِّـي في وِئـامِـكِ أسـتَـمِـيـتُ
فـأنـتِ الآن تَـمتَلِـكيـنَ قـلـبـاً
فـمـا عَـرَفَ الجفـاءَ وإن سَـهَـوتُ
لقد ذابَـت عليكِ الـروحُ حتى
رَضيتُ بِـمـا سَـلوتِ ومـا سَـلَـوتُ
عَـهِـدتُـكِ بَـلـسمـاً لِـلروحِ دومـاً
عَـهِـدتُـكِ راحــةً مَـهـمـا أُذِيــتُ
فَـديتُـكِ يـا مُنى العَينينِ روحي
ولـو لـي ألـفُ روحٍ قَـد فَـدَيـتُ
وقـد مَـلَّـكـتُـكِ الـعَـينَينِ حتى
بَـقِـيـتُ بِـلا عُـيـونٍ لـو أبِـيـتُ
فَـلـولا اللهُ في روحي لَـذابَـت
عـليكِ حشاشتـي أو قـد أمـوتُ
ومهما اسـتـحـالَ بِـنـا اقـتـرابٌ
فـإنِّـي في مَـحـبَّـتِـكِ الـثَـبُـوتُ
لَـعَـمـرُكِ لـم أزَلْ فيكِ اِهتمـامـاً
ولا أرضـى سِـواكِ إذا دُعِـيـتُ
فَكِدتُ أُجَـنُّ من حُـبِّي لِـسُعدى
ولـولا الـعَـيـبُ فِـيـهـا قد نَـعـيـتُ
وقـد قـالـوا لِـيَ العُـذَّالُ يـومـاً
فَـكـم هَـذا بِـهـا حـقـاً بَـخِـيـتُ
حَـريٌّ أن أموتَ كَـمَـن تَـصابَى
ولـكِـنَّ الـمَـحـبَّـةَ لا تَــمــوتُ
وساقُوا العيسَ من بغدادَ قوماً
كَـذا قـد سِـيـقَ قلبي إذ حَـدوتُ
وهَذا القلبُ يعصيني ويمضي
إلـيكِ ، فَـإنَّـنـي مِـنـهُ ضَـنِـيـتُ
فَـليتَـكِ تَـعلَميـنَ بِـمـا أُعـانـي
ولـولا حـالـتـي زَحـفـاً أتَـيـتُ
فمـا تَـنفَـكُّ روحي منكِ يومـاً
وكيفَ لها السُّكونُ أوِ الـمَبِيـتُ ؟
وكيفَ لها بِـأَن تـرتـاحَ حـيـنـاً ؟
فَفِـيهـا من بِـلاغَـتِـهـا الـسُّكـوتُ
يُجَشِّـمُـنـي الهوى قُـربـاً وبُـعـداً
ويَـمـنَعُـنـي هُـيـامـي إِن خَـلـوتُ
فمـا مَـلَّـت عيونـي من خَـيـالٍ
يَـمُـدُّ الـقـلـبَ صَـبـراً إن بَـكَـيـتُ
ولو راعيتِ لِـلـصــبِّ اِهـتـمـامـاً
وراعـيـتِ الـهـوى ، حـقَّـاً رَعَـيـتُ
لـقـد ذُقـتُ الصبـابـةَ والتنائـي
وقـاسـيتُ الأَسـى حتى كُـفِـيـتُ
هَـواكِ يُـلاعِـبُ الأحساسَ سِـرَّاً
فَـيُـعـلِـنُ عن تَـواجـدِهِ الـسُّـكـوتُ
فَـقِـلَّـةُ حِيلَـتي وهَـوانُ نفسي
فَـإنِّـي أسـتَـغِيـثُ بِـمـا بُـلـيـتُ
رَفَـعـتُ يَـــدَيَّ للهِ مُـكِـبَّــاً
يُـمـازجُ في صَـلاتَــيَّ الـقُـنـوتُ
فَـيا ربَّ الورى اِجـمَـع شَـتـاتـاً
فـمِـن كُـثـرِ اشـتِـيـاقـي قد دَعَـوتُ
يـاسر محمد الناصر