"في عتمة الحافلة "
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يدك
-٤-
مساء يوم الجمعة تعمدت أن أذهب
إلى شركة السفر في وقت متأخر من الليل للسفر في الحافلة القديمة.
ودون أن أحجز مقعدي قبلها بيوم كما تجري العادة.
وكانت غايتي من ذلك أن التقي ثانية بها ..أو
"بيدها "على الأقل ،لربما كانت تعرفني وتعلم
بموعد سفري.
كنت حريص على أن أضع في جيبي مرآة كي
أستعين بها في التلصص إليها فيما لو تكررت اللحظات الجميلة ،
وعسى أن أرى وجهها بالمرآة دون أن تعلم .
هكذا لن أكون مضطرا للإسدارة إلى الوراء.
وصلت إلى الشركة ..عرفتني الموظفة على الفور،
إبتسمت وقالت :
-لماذا حظك هكذا يا أستاذ ..ثم كان عليك أن تحضر قبل السفر بيوم لحجز تذكرتك؟
لكن أنا أيضا إبتسمت متظاهرا بالأسف الشديد،
قالت متابعة :
-طبعا ..حافلة الليل أليس كذلك ؟
-نعم.
- كيف كانت رحلتك ليلة الجمعة الماضية؟
-لقد كانت رحلة جميلة ومريحة.
-أ....و..لم يزعجك أي شيء؟
-أبدا لم يزعجني أي شيء إلى الأن.
كان زميلها يستمع إلينا بالرغم من إنهماكه بالعمل،
شكرتها وغادرت.
توجهت إلى الحافلة التي كانت تبدو قبل إضاءتها كالمنزل المهجور.
كان قائد الحافلة ينظر إلي نظرات إستغراب ودهشة عندما رآني أعود للسفر في نفس الحافلة.
حضرت المضيفة وهي تحمل لوازم السفر الخاصة
بها هي والسائق من ساندويشات ومقات القهوة المغلقة.
والأكواب وغير ذلك،
قال لي بينما هي كانت تنظر إلي بأهتمام:
-كيف كانت رحلتك السابقة؟
-جيدة وفي منتهى الراحة.
-حسنا ،كالعادة لاداعي لوضع حقيبتك في الصندوق ،
خذها معك وضعها إلى جانبك ؟
صعدت ومعي حقيبتي ،مشيت في الممر حتى
وصلت مقعدي السابق رقم "٣٢" ووضعت حقيبتي
على المقعد الذي بجانبي ،
نظرت إلى بقية المقاعد ..لكني لم أرى أحدا غيري،
أطل علي قائد الحافلة من الباب وقال :
-أتريد شيئا قبل إغلاق الباب ؟
-لا..لكن ألا يوجد غيري في تلك الرحلة ؟
إبتسم وتلفت في الحافلة بطريقة تمثيلية وقال بإشفاق :
-لا..لكن ..ربما يحضرون..أو ..أو ربما يصعدون من عند نقطة التفتيش..ربما؟
أقفلت الأبواب وإنطلقت الحافلة الضخمة تتمايل
كما وأنها باخرة شراعية تتلاطمها الأمواج،
بعد نصف ساعة توقفت الحافلة في نقطة التفتيش..أنفتح الباب ..خرجت حامل حقيبتي ..
درت إلى خلف الحافلة حيث شرطة التفتيش..
لكني لم أرى أي مسافرين ،سأل الشرطي قائد الحافلة:
-مسافر واحد فقط؟
أجاب:
-نعم واحد .
بعد أن إنتهى من تفتيش حقيبتي ورؤية بطاقتي الشخصية وعدت إلى الحافلة ،إبتسم
قائدها وقال :
-ابقى في مقعدك لأنه يوجد مسافرات في الخلف يخفين رؤسهن
صعدن قبل قليل ؟
قلت في نفسي لربما صعدوا وأنا خلف الحافلة،
لكني حمدت الله،
ثم نظر إلى المضيفة وكتم ضحكته وإستدار ،صعدت إلى الحافلة ..تلفت لكني لم أر أحدا.
أقفلا الباب خلفي
وصعدا إلى حجرة القيادة كانت
الحافلة مظلمة من الداخل ،بعد مرور ساعة على
إنطلاقتنا سمعت أصوات الهمسات
والوشوشات كالعادة حينها شعرت بالراحة وإنشراح الصدر.
مرت ساعة بأكملها لم أسمع خلالها سوى
الهمسات والوشوشات الخافتة،
كنت حين اضع يدي على قلبي فوق الموضع الذي وضعت يدها عليه في الرحلة السابقة.
وحين أخر كنت أدخل يدي بين فتحتي
مقعدي ومقعد حقيبتي وكانت يدي "العاشقة"
كما وأنها تنادي يدها بشوق ،
بعد أن كدت أشعر باليأس سمعت حركة وأنفاس على المقعد الذي ورائي مباشرة،
ومن شدة شوقي ولهفتي إليها كدت أن أستدير ،لكني تراجعت ومديت يدي إلى
جيبي وأخرجت المرآة ورفعتها ببطء حتى وصلت
إلى وجهي، ومن ثم مررتها إلى فوق كتفي كاشفة مقعدها تماما.
"يتبع..."
تيسيرالمغاصبه