قصة قصيرة بعنوان
(( طيفا لإيفارقني ))
أيمي تعيش في منزل يقع في حي سكني جميل
في أيام الربيع الجميلة مابين يوم دافىء ويوم منعش فيه شيء من قرصات البرد
وأحيانا سمائه الملبدة بغيومها
والشمس ترواغها لتبث أشعتها ما بين هذه الغيوم التي تنزل زخاتها ليلاً
المنعشة وتغلغل في الروح وتثلج الصدر بعد اطفائها وإخمادها للحريق المتوهج وهو يقطن خفايا صدورنا
في مكان سري لا يمكن لأحد أن يعلم به سوى النزعة الطاغية في عيوننا
في ذلك اليوم بالتحديد ..
بعد أن أكملت أعداد الطعام أنا وأختي سارا التي تصغرني ب 5 أعوام،، حيث قمت بأعداد حساء العدس التي كان يحبها والدي بشدة ونادت أختي الجميع لتناول العشاء وقمنا بجلسة عائلية ما أن تأخر الوقت وتوجه كل منا على حده ليخلد الى النوم أخذت بالماء الى غرفة والدي قبل نومه ،،
فامسك يدي
قائلاً لي :
لما كل هذا الحزن الذي اراه في عينيك ياصغيرتي ؟؟
أطرقت برأسي
لاشيء أبي .. سوى إرهاق جسدي .. سأخلد للراحة ..!!
_تصبح على خير،، احلام هنيئة ،
_وانت بخير وسعادة دائمة
_فهبطت وقبلت رأسه
غادرت غرفته ورددت مقبض باب غرفته خلفي
وأنا متوجهة لغرفتي ،، وإذ بي أرى باب الغرفة المقابلة لم يغلق بأحكام خشيت تسلل البرد .. فوجدتها مازالت مستيقظة تذاكر تحضيراً للامتحان
توجهت نحو المطبخ أعددت لها كوباً من الحليب الدافىء
فعدت به إليها
_عزيزتي سارا ..!!
_أحضرت لك كوباً ساخناً
_اووه .. شكراً لك أختي كم أحبك ..
_هل تحتاجين الى مساعدة ؟؟
_احتضنتني وهي مبتهجة
_لا يا عزيزة قلبي
_اذاً سأدعك تكملين المذاكرة
توجهت بخطوات متعبة هرمة تجر أذيالها خائبة
جلست اطالع أصدقائي الذين لم يخذلوني يوماً أصدقاء مختلفين من نوع آخر عكس العالم الذي أعيشه وأنا سارحة بين طيات ألاوراق
وبعد أن أسدل الليل ظلامه وأنخفضت درجات الحرارة وأنا مازلت أقرأ
لم يبق أحداً مستيقظ سواء أنا وساعتي الموضوعة أمامي على مكتبتي
تلك الساعة التي أزعجت بعقاربها دقات قلبي
لكونها تدق معها بالتزامن ...
ماهذا الصمت القاتل وما هذه الوحدة الرهيبة
لبرهه سقطت دمعة تليها أخرى بلحظات
لتصبح سيل فوق وجنتي الوردتين
همهت روحي لحظتها إليه تذكرت أبن قلبي.ذا الوجه الحسن بعينيه العسليتين وشعره المسدول أطرافه على كتفه
كأنه قمراً في ليلة تمامه يغازل ضوء الأثير المتوهج ..
مازلت أذكر ذقنه الذي كان مزين بلحى خفيفة ..
ذات ليلة وعدني بأنه سيجلب لي لعبتي المفضلة ذات الحروف المقطعة التي أجد فيها تسليتي ..
ومازالت عقارب الساعة تزعجني وأنا أسترجع شريط الذكريات
أيتها الساعة اللعينة .. أوقفي عقاربك
كأني بها تدس السم وهي تدق على مسمعي ..
وقع تساقط شديد ؟؟
ماهذا ؟؟
تحركت من مقعد مكتبتي خائفة اقتربت من النافذة واذ ارى
هطولا غزيرا للأمطار
مع هبوب رياح لطيفة نسماتها لاعبت خصلات شعري ذات اللون البني
وبعثت في روحي البسمة مع هبوبها أثلجت صدري أطبقت جفن عيني توجهت بخطوات بطيئة خطوة تجر أذيال الاخرى
وكأن شيئاً ما يشدني نحوه
لا أعرف ما هو ؟
كل ما أعرفه ...!!
هو عند إطباق جفن عيني ... شعور غريب تسلل لقلبي ... مااشعر سوى
شيئاً ما يضع يده حول خصري .. ويشدني الى صدره وبه
يقول لي :
أنا هنا أنا معك لنرقص ولتكن قطرات المطر شاهدة على حبنا المزدهر في أوج ربيعة ..
ولتكتب نديات الصباح حجم تولع بك ..
وضع يده اليمنى بين خصلات شعري وهو يهمس في أذنيي لم أرحل عنك مازال طيفك يلاحقني في كل الأماكن ..
ثم نفخ على عيني فقال :
افتحي عينيك .. لأرى انعكاس صورتي فيهما
ما أن فتحتهما ... تراجع الى الوراء سحب يده اليسرى من خصري ويده اليمنى من بين فردات شعري
واستمر بتراجعه الى الوراء
حتى أحسست كأنه رأى شيئاً قبيح ...
مسكت يداه سحبتهما نحو صدري وأنا اضغطهما بشدة
إياك .. إياك .. أن تغادرني مجدداً
_رد علي بتهكم لما عيناك حمراوتين ولما وجهك شاحب ولما كل هذا الضجر الذي يطغى على ملامحك ..
لم أكن شجاعة لأبوح عن مكنونات قلبي ودهاليز روحي وخباياها فكيف لعيني لا تبكيانه وهي
تشتاقه بين الحين والأخر ..
_لم أكن قادرة على أن أبوح عن كل هذا سوى أني ركضت نحوه
فأرتميت على صدره .. ووضعت رأسي بمقربة من قلبه ودقاته كأنها عقارب الساعة المزعجة تلك الموضوعة على سطح مكتبتي ا
ولم أشعر إلا وأنا أفيق من غفوتي لاجد نفسي محتضنة الساعة ..
وكأن كل ما ذكر لم يكن سوى حلم ..
تأففت ..
استدرت بنظري نحو النافذة
فوجئت بهطول المطر حقاً
وددت لو لم يكن حلماً
فبدأت بتكرار خطواتي لعله
يكون هذه المرة حقيقة
خرجت تحت المطر وإذا برياح قوية تحتضنني علمت أنه هو قد قدم .. لينتشلني من أحزاني .. إنقاذ روحي من الضياع ..
ما أن فتحت عيني لرؤيته
وأنا أرجو أن يكون واقف أمامي
لم أجده ..
فهو غادرني منذ زمن الى عالم آخر .. بعد أن خطفته أشباح المنايا ...
#حنان_النشمي ✍