بعد فترة من الغياب
عاد ماطرا يزجي السحاب
حزينا ليس كعادته منتشياً باللقاء
قد ايقن لا جدوى من التعلق بسراب
وهم الوصال و اضغاث الاحلام
بعد الشقة بين قلبين اتعبهم الجفاء
في عالمين اختلفا في كل شئ
حتى في حساب السنين و الأزمان
اقترب من نافذتها
طرق بلطف و انتظر
ذاك المتواري خلفها كالقمر
ازداد عنفا بدقاته و امعن النظر
سمعت الدقات و كأن قلبها قد اتاه الخبر
ذاك الطارق هو، و ما أجمل ما يحمله القدر
فتحت نافذتها بشغف المحب المنتظر
رأته و قد أشرقت شمسها
قالت:
اهلا بمن رآه القلب قبل العين و استبشر
اهلا بنور أشرق في ثنايا الروح و اسفر
بدونك لا يوم يعد و لا تاريخ يذكر
قال:
ظمات رؤياك و انا من يطفئ الظمأ
و أضعت دربي و انا دليل كل السبل
الا سبيل وصالك اضعته و انا بقربك
و قفرت روحي و انا ماطر في أرضك
لا بد من وضع حد لهذا العشق بمهده
قالت
أرحيل غايتك؟
هذا ما جادت به قريحتك؟
قال
اعتادي غيابي و اعتادي الفقد
فليس كل مواسمك ماطرة و ترعد
ستكونين ذكرى و عهد في الروح يتجدد
ساروي أماكن اللقاء بغيث يديم ذاك الود
بأنفسنا و يوثق ذاك الرباط و مابه انعقد
من حب نما بين الأرض و السماء و تدفق
تلك النافذة ستكون لي مزارا و للحب معبد
اطوف بين ذكرياته و على محرابه اتردد
قالت و الدمع يملأ المقل:
ساذكرك كلما هبت نسائم و داعبت الشجر
و كل سحاب يساق إلى اجوائنا و منه ينهمر
للمطر رائحة و ذكرياتي هي زخات المطر
ساجدك على أهداب الفجر و كل صبح تكرر
و كل خير اذا ذكر فأنت منه و هل يوجد خير من المطر
يا ربع الروح و ربيع النفس سافتقد كل لحظات الجمال وقت السحر
و ابكي بصمت لكل جميل لم يدمه القدر
عانقها ماطرا بدموعه و الحزن اغرقها
و أمنيات الخير و كلمات الوداع ما اثقلها
قال لها هامسا:
كوني بخير لأجلي و لأجل حب بالروح يفتدى
قالت:
كذلك انت لا تسلو روحاً هي لك أنفاسها و دم بخير لها و لأجلها
غادرا بعض و انتهت حكايتهما
بحزن كحال باقي القصص لكن فيها ما يميزها
من غير عالم و قد عشقها
كمن يعشق من تحت التراب محال لقائهما
فجأة صحا من حلمه و أدرك انه خيال مادار بينهما
فكانت الزخات ذاك العاشق الولهان
و معشوقته ثاوية في مستقرها
اخذتها المنون منه و حالت بين أحلامها
فواضب على مجالسة قبرها
و ينثر الماء على ضريحها....
...... زخات المطر... (11) الأخيرة
مقداد ناصر.... العراق... 7/9/2019
Mukdad #اريج_الذكريات_السلسلة#