عيـن في السماء
قد لاحت عيني الساعة فأذا عقاربها كانت تشير الى الثانية عشر ليلا ، إنه وقت نومي ، سأخلد الى النوم وأَغط ببحر سريري واصطاد أحلامي الوردية ، فجأة انقطعت الأضواء وبات كل شيء قطعة سوداء ، لم أعد أرى أي شيء سوى القمر لكن بدأ نوره يتلاشى في السماء ويغرق ببحر سوادها القاتم ، فظهر مكان القمر عين حمراء دامية ، تحمل بين طياتها امارات الحقد والعدوانية ، بدأ جسدي يرتعش خوفا عندما رأيت قطعاً صغيرة شفافة اللون تخرج من ثنايا جدران الغرفة وتتمركز امام سريري تحت بقعة من الدم ، وراحت تلك العين المعلقة في السماء تطلق ضحكات شريرة ، وشعاع ابيض اللون يَصلي بقعة الدم فإتَحدتْ مع القطع التي تخرج من الجدران وكونت رأس كرأس الأنسان ، ذو عينان واسعتان ، ووجه ينزف دماً حتى بلل الوجنتان ، ونطق الرأس وقال :
_اليوم نهايتك ايتها الفتاة !
_ماذا ؟! يا إلهي ماذا أفعل سيقتلني هذا الرأس المخيف ! نعم سيقتلني !
نظرتُ الى الباب لعلي أخرج منه ولكنه بلمح البصر اختفى وصار جدار صلب تنهمر منه الدماء ، فراودني صوت صديقتي عندما قالت:
_أن الجن يعشق شعر الفتاة الطويل فيأتي ليلا ويتلاعب به !
_رباه لا ، لا اريد أحد يؤذي شعري الطويل !
اه كل شيء من حولي يذرف دماً ، حتى تلك العين المعلقة في السماء اصبحت كغيمة تمطر بالدماء ! ، وهذا الرأس المقطوع يقترب مني والدماء تنهمر من جيده ويغرق الغرفة به !
فجأةٍ لمسَ أطراف قدمي بأنفه الطويل وقال بصوت مرعب:
_سأقطع رأسك وآخذ شعركِ الطويل ! ها ها ها ...
وتحول انفه الطويل الى سكين وقربها من عنقي ليقطعه فصرختُ بأعلى صوتي
_اماااااااااه لا تدعيه يداعب خصلات شعري البني !
لا تدعيه يقطع رأسي !
وفجأة فتح باب غرفتي لتأتي إلي امي مسرعة وتحتضنني وبدأت تقرأ الآيات والمعوذات لأتخلص من رفات هذا الكابوس .
الكاتبة : نبهة الراوي