محاكمة رمزية
بمحاكاة شعرية
على أهله الشعر أبدي عتابي ـــــــــ و كل العناوين يحكي كتابي
فذاك السياسي أدام عذابي ـــــــــ و تأتي المآسي بمجرى مصابي
أضاع حقوقي التي في عروقي ـــــــــ و باع بلادي أضاع شبابي
رماني صريعا بداء الجنون ـــــــــ بصحراء تيهي أراه سرابي
على بيت شعري يمر سحابي ـــــــــ و لن أعلن الشعر فيه انسحابي
،،،،،،،،
و نفسي تقاسي جميع المآسي ـــــــــ بليل بهيم يزيد اكتئابي
تضيع حياتي و يجري مرارا ـــــــــ بوقع الأذى في الليالي اغتصابي
و أنفى حزينا لأرض الأعادي ـــــــــ و يجري بدنيا بلادي اغترابي
و موتي زعيم اللصوص يريد ـــــــــ أغني قصيدي فيبكي ربابي
و سجني وحيدا يحب و يهوى ـــــــــ بوقع الردى قد أدام عذابي
،،،،،،،،،
و قتلي شريدا تمنى و يبغي ـــــــــ و كم يطرق الموت في العمر بابي
يديم هموما و يلقي سموما ـــــــــ بمنحى طعامي و مجرى شرابي
أعاني أنا من جميع السقام ــــــــــ يزيد ببلوى اكتئابي اضطرابي
يمر سحابي فأبدي هزيما ـــــــــ و يجري لمن قبل موتي حسابي
أخاطب قومي بشعري المقفى ـــــــــ على أهله الشعر ألقي خطابي
،،،،،،،،،
رسول المحبة فيها اصطفاني ـــــــــ إلهي من الدهر يجري انتخابي
و أبدي مصيري لأحيي ضميري ـــــــــ و أمري مطاع مهاب جنابي
و تحتي البراكين مثلي ت ثور ـــــــــ و فوق الجبال يمر سحابي
و ضد السياسي رفعت الدعاوي ــــــــــ و يكمل في طرح حكمي نصابي
سمائي رفعت إليها دعائي ــــــــــ و مائي برأسي يزيل خضابي
،،،،،،،،،
و بحر القوافي هوى الريح مثلي ـــــــــ على الرمل يهفو و يغفو عبابي
و لما أصوغ القوافي رياضا ــــــــــ توافي من النار يجري اقترابي
و ألقي ضياء بعين صوابي ــــــــــ أعيد أديما لقلب ترابي
أحب البلاد و كل العباد ـــــــــ لأهل الهوى صرت أبدي عتابي
إذا جنة الأرض يترك قلبي ـــــــــ إلى النار يجري كأعمى ذهابي
،،،،،،،،
و مثل البلاد أنا الروح فيّ ـــــــــ و بعد العمار يحل خرابي
و أسأل لما أغني قصيدي ـــــــــ و عكس التمني يجيء جوابي
جميع الأدلة ضدي و يجري ـــــــــ هباء بقانون نشر عقابي
يموت البغاة بحضن البغايا ـــــــــ و تحرق نار الطغاة ثيابي
تقول بلادي بشدو الهوى لي ـــــــــ أيا حامل الفكر تعوي ذئابي
،،،،،،،،
فما عاد يحرسني البدر ليلا ـــــــــ أيا صاحب الشعر نامت كلابي
فقلت لها لا أحب سواك ـــــــــ بوقع الهوى ضاع مني صوابي
إذا يظهر الحسن فيك و يزهو ـــــــــ فطفلا أصير يسيل لعابي
و أغدو جميلا بدنيا وجودي ـــــــــ و أرمي على كل نهد شهابي
إلى الموت عبدا يكون ذهابي ـــــــــ ليجري من الموت حرا إيابي
،،،،،،،،
أحارب فكرا عقيما و ظلما ـــــــــ و أعطى بأقصى نضالي ثوابي
أنا في بلادي الشريف يكون ـــــــــ إليه الرسول الكريم انتسابي
بأحلى القوافي يكون حضوري ـــــــــ بدهري و عنه محال غيابي
كبدر يراني و أحمل نورا ـــــــــ و أمشي بناري أنير شعابي
أنا كالربيع اعتدالي جميل ـــــــــ إذا الدهر يبغي أقود انقلابي
،،،،،،،،،
و أعلن حربا ضروسا على ك ــــــــ ل طاغ و باغ و أرمي حرابي
بحر الزمان يصير هشيما ـــــــــ وجودي و أشعل عود ثقابي
لأمضي بدربي أمير القوافي ـــــــــ و أملأ بالخمر كل الخوابي
و أفرش حتى يمر الزمان ـــــــــ طويلا ببيت القصيد الزرابي
بلادي أصون بشعري و فكري ـــــــــ و أطلق عطري بتلك الروابي
أراقب بدرا منيرا و شمسا ـــــــــ غدا لمجيء المسيح ارتقابي
،،،،،،،،،،
و بدري المنير المسيح لأجل ـــــــــ السلام تسير و تمضي ركابي
و شمس الحقيقة هاد و مهدي ـــــــــ بنور الشريعة تزهو رحابي
أودع فيه جميع الحكايا ـــــــــ أعض عليه الزمان بنابي
على ساحل الوهم يبدو سرابي ـــــــــ وفيها عرائش همي ضبابي
بشعري أحاكم ذاك السياسي ـــــــــ بفكري أجادل ذاك النقابي
و عن ما به من غموض سؤالي ـــــــــ أبان جوابي بكشف حجابي
،،،،،،،،،،
هذه محاكمة رمزية بمحاكاة شعرية فيها الشاعر الثائر القاضي و الحكم و فيها ذاك السياسي الفاشل و الفاسد المتهم والجاني
وهي ردي القاسي على كل سياسي و حاكم جائر و ظالم يريد إسكاتي للأبد و تهديدي بالسجن و القتل و النفس و غيرها من الأمور المشينة نعم لحرية التعبير و التفكير لا لتكميم الأفواه و قصف الأقلام و إحراق الكتب و الدواوين الشعرية عاشت بلادي حرة أبية و تحية محبة و مودة لكل من تضامن معي في محنتي هذه و زفرتي الأخيرة ليس أوانها الآن وما حانت ساعة موتي الأدبية و هذا زمان خلودي و فيه مجدي الأدبي يبنى والله قادر و صالح و إن الله على كل شيء قدير
في الأسفل صورة للشاعر الإسباني الشهير لوركا أثناء إعدامه و محاكمته و صورة لي أيضا مع دواويني و لي الشرف أني أحاكم بناء على أفكاري و أشعاري و آرائي
الشاعر حامد الشاعر