*بدوي أنا...
من عمق الأرياف أتيت
أشعث حافي القدمين نشأت
إبن القفر وجنح الليل
وفي العتم أهوى السفر والإسراء
بدوي انا...
جئت من منعطف في زاوية
عند الحقل..
ورعيت وحرثت وزرعت
وقلبت الأرض عن عقب...
وسقيت أرضي من عرقي
فازدادت مع المطر إرواء
بدوي أنا...
وعنيد مهما عصفت ريح الدهر
وتمدنا ولفحتنا رياح المدن
مهما الصخب قد ألهانا
مهما أغرتنا الأضواء
أثبت مهما عسر الأمر
أظل في بطن الوادي
بعد مرور السيل العرم
جاثما كالصخر الصماء
بدوي أنا...
وإذا ما الليل جن عليا
وإذا ما ٱرتاب الصمت حولي
وتغربت و ٱستوحشت...
أزداد كالليث زئيرا...
وأزداد كالذئب عواء...
لو نائبة حلت يوما في قريتنا
ستكون صدورنا حصونا و دروعا
وقصائدنا هي المطر والانواء...
أَوْ نائحة غصّت شهقا مِن دمعتها
سَيُرَجِّعُ وَادِينَا الْأَصْدَاءْ
بدوي أنا...
أهوى أن أدعى بٱسم أبي...
يا التبريزي....يا التبريزي...
وَبِالوطن و الوكر نُسَمِّي الْأَشْيَاءْ
أهوى السفر في نوادينا
وأبث نثري وأشعاري
وبالبوح والشعر أزداد جمالا و بهاء
كل الكلم الذي جاء
خارج نظم الشعر وعبق الوطن..
ضاع عنه طريق الفجر
وبعثر أنوار الفجر...
وذهب في الريح هباء
عشقنا الأرض حين تعبنا وٱرتحنا
وقلنا شعرا...
حين جنينا وحين رعينا...
وحين حصدنا...
وإذا متنا من تعب ومن أرق
فنحن أموات أحياء...
نحن المطر ونحن السيل
ونحن من نمكث في العمق
وغيرنا. غوغاء وغثاء...
نحن من شعر الإبل نصنع سكنا
ومن طين الأكواخ نصنع وطنا
ونهيم بالليل إذا جن
ونناجي البدر إذا طلع
ونزداد نقاءا وصفاء...
نحن من الشهب نصنع حلوى للأطفال
ومن أهداب الشمس أرجوحة
وحين ينوح حمام في "حضيرتنا"
نَقُولُ "الْعيثة" غَنَّاءْ
ونحن عشاق الأرض والأوطان
إذا ما شحب منا الوجه
وإذا ماغارت منا العين
وَنحن إِذا قرع النّاس طبول الْحرب
لَا نخشى هول القفر والبيداء
بدوي أنا...
سميربن التبريزي الحفصاوي -تونس🇹🇳
((بقلمي))✏️
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق