الخميس، 11 سبتمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{مَنْ فِينَا الأنْذَلُ}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{عزالدّين أبوميزر}}


 د.عزالدّين أبوميزر

مَنْ فِينَا الأنْذَلُ  ...

اشْتَرَطَ       ثَلَاثَةُ      أَنْذَالِِ

مَنْ  قَصَبَ  السَّبْقِ  يَفُوزُ  بِهِ

وَيَكُونُ    الأعظَمَ     بِنَذَالَتِهِ

مُعتَزََا                   بِمَوَاهِبِهِ

وَإذَا        بِامْرَأًةِِ        مُثقَلَةِِ

بٍهُمُومِ       الزّمَنِ      وَخُلّبِهِ

أضنَاهَا      طُولُ     تَصَبُّرِهَا

وَفَرَاهَا     الجُوعُ     بِمِخلَبِهِ

أحَدُهُمُ    قَامَ   عَلَى   عَجَلِِ

وَعَلَى    السّاقَيْنِ    بِمِضرَبِهِ

أوسَعَهَا      ضَربََا        وَبِغِلِِ

يَشفِي      شَهوَاتِ     مَآرِبِهِ

فَهَوَت   لِلأرضِ   بِلَا  وَعيِِ

وَغَشَاهَا     الألَمُ     بِغَيهَبِهِ

لَهُمَا  عَادَ   كَمَا   الطَّاوُوسِ

يَتِيهُ       هَوَى      بٍتَصَلُّبِهِ

وَالثّانِي    قَامَ     فأيْقَظَهَا

لِيُعِيدَ     الجِسْمَ     لِمَلعَبِهِ

بِالضّربِ   لِيَخلُقَ   عَاهَاتِِ

فَيَزِيدَ     الألَمَ     بِمَوجِبِهِ

وَالثّالِثُ  يَهتِفُ  مِن  فَرَحِِ 
 
وَيَقُولُ  السّبقُ   أفُوزُ   بِهِ

قَالَ الإثنَانِ  وَكَيفَ لِمِثلِكْ 

سَبْقََا       يُحرِزُ     بِتَهَيُّبِهِ

أهُتَافُكَ  وَالفَرَحُ  سَيَكفِي

فِي عُرفِ السّبقِ وَمَذهَبِهِ

فَأجَابَ  المَرأةُ  هِيَ  أمّي

وَأنَا      الأنذَلُ     بِتَغَرُّبِهِ

وَالنّذلَانِ   هُمَا   إسْرَائِيلُ

وَشَرقُ    الكَونِ    لِمَغرِبِهِ

وَالثَّالِثُ    أغلَبُ   زُعَمَانَا

مِن  عَجَمِ  القَومِ  وَيَعرُبِهِ

وَالمَرأةُ     غَزَّةُ   أحسَبُهَا

فِي الكَونِ  أشَدَّ  عَجَائِبِهِ

د.عزالدّين

قصيدة تحت عنوان{{حب وكبرياء}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{حسين عطاالله حيدر}}


 حب وكبرياء


سنين وأنا على أمل
 وفائك  العهدا 
أنتظرك وأيام إشتياقي
 أعدها عدا

أتهيأ في كل يوم
 للقائك لا تدركيني
تتركينني أتنهدك
 وعليك بكى الوجدا 

في النهار أرى رسمك
 كيفما استدرت 
وبالليل يأتي طيفك 
 ينال عيني سهدا 

ماجف حبر قلمي
 يكتب لك أشواقي 
أناجيك بحروفي
 وأنت وددت البعدا

أحاول جاهدا 
ترميم الحب ما بيننا
تتجاهلين وكأنك
 ما برمت لي وعدا

أبادر دائما بالحنين
 أقرب المسافات 
وأنت تنهي كلامك
  بالرفض والصدا

كل يوم أقرأ
 على مسامعك غرامي
تسمعينه ولا تهتمين
 تستفزينني نكدا

تعتقدين أن
 في غيابك ستعاقبينني
وفي وحدتي أنهار
 ويتعب الجسدا

لا ياعزيزتي
 بالغت كثيرا في عنادك
كرامتي خط أحمر
 لا أتهوان بها أبدا

وإن فرطت
 في عشقي لك تتكبرين 
لا يخولك هذا
 تهينين الحب والودا  

نعم أحببتك أعطيتك
 ووهبتك لكن
من يود كسري
 يتحول غضبي رعدا 

لن أكون كما تظنين
 سأصون رجولتي
الرجال كثر لكن
 لن تجدي مثلي أحدا

                  الشاعر 
                حسين عطاالله حيدر
                           سورية

قصيدة تحت عنوان{{وَ يَنْجُو مُجَدَّدًا}} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الأستاذة{{زينة لعجيمي}}


 "وَ يَنْجُو مُجَدَّدًا"

حينما 
جفّفتُ دواته
 مزّقتُ قرطاسه
زعزعتُ ركيزته 
هدمتُ بنيانه 
نسفتُ أساسه
ّرغم الود
كتمتُ أنفاسه
اغتلتُ إحساسه
خلتُ بذلك كله
 أني قد وَأَدْتُّ قلمي
وضعتُ حدًّا لكَبَدِه 
أنهيتُ مأساته
خلَّصتُه من وطأة
 المعاني
 مخافة أن تُضنيه
 فيُعاني 
لِأُفَاجَأ به 
ينجو مجدّدا!
كما نجا مرارًا
في كل مرة حاولت فيها 
بتر لسانه والنيل منه 
هزمني هو
 ونال مني
لأدرك بعدها أنه 
بات جزءًا  مني 
يطير بي فَيْنةً 
ثمّ دهرًا يُغرقني
تمامًا كألمي وأملي
الأول أُغالبُه حينًا 
وأحيانًا 
يَغلِبُني
أمّا الثاني فأَسْتحِثُّه تارةً
 وأخرى يخذلني
بَيْدَ أنّ الحيرة لازالت 
تنتابُني
والجدل قائمٌ 
بالنسبة لي
 ماذا يعني
 صديق أمين
 يعبر عنّي
أم عدوٌّ يستهدف
 مواجعي يستبيحُها
 ويُخيّبُ خاذلاً ظنّي
ذاك الذي خِلتُه 
ملاذي ومأمني
بدل أن يحفظ الأمانة
يشي بي 
يخبر عني
وأنا مَن دَيْدنُها 
تحَفُّظُ الكتمانِ 
لا يدري أحدٌ
 مافي جعبتي 
أَمُرهَقٌ كاهلي 
ثمَّةَ مايُشقيني
أم هي سعادةٌ
 بين أضلعي مخبوءةٌ 
تغمرني 
 بالبوح عنها
 قلمي لا يُغريني

فقط! 
من يُشبِهُ روحي
يقرأني 
يعي مقالي
ويشعر بحالي 
وحدهُ من حَقًّا
يعرفني
 بالإماءة يدرك
 ما يُخالجني 
وبطرفة عين
يستنطق صمتي 
ويفهمني.

زينة لعجيمي 
الجزائر 🇩🇿

قصيدة شعبية غنائية تحت عنوان{{الزيارة}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حربي علي}}


أغنية
( الزيارة )

حرموني 
حتى الزيارة
ودموعي بلاها قطارة
تبكي ورى النضارة

عليل .
القلب عاشق
أول ماحب فارق
ليه يادروب المفارق
ماسبتوا لي حارة؟
حرموني حتى الزيارة

إديت .
أنا عمري
مليت ومامل صبري
شلت الزمن قدري
وماشالوني ياخسارة
حرموني حتى الزيارة

أندم . 
على الطيب
لوكان الحب يتعيب
وأموت .
بس أبقى أنا قريب
من باب عيون جارة
حرموني حتى الزيارة

كلمات : 
حربي علي

شاعرالسويس 

خاطرة تحت عنوان{{نسج الخيال}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{فيصل عبد منصور المسعودي}}


نسج الخيال                                                      

------------

يجوز لي ما لا يجوز

لغيري

كوني الأقرب جسداً

كما أني أعلم عن القلب

جداً بعيد

خطأ ولدت

لو كان الآمر بيدي

لطلبت من الوالد

أن لا يتزوج

كي لا يضيف لأعباؤكم

عبئاً جديد

ليتني مريض وكل ما أراه

محض وهم أو خيال

بالأمس سيدة قالت

من بنات أفكارك

لا وجود بحياتك لفريدة

ليتها تملك عيني

لتخبرني

من الجالس على الأوراق

وتقول لا تكتب حرفاً

إلاً ما يجعلني جداً سعيدة

قالوا مجنون أنت

كل ما تكتب من نسج الخيال

صدقتهم

كم تمنيت قولهم صحيح

كان هذا جل الذي أريده

بقلمي

فيصل عبد منصور المسعودي 

خاطرة تحت عنوان{{طَعْنَــةٌ لَا تَرْحَــمُ}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{صَاحِب سَاچِت}}


.       " طَعْنَــةٌ لَا تَرْحَــمُ "
هِيَ ٱلأَنِينْ
أَصْلُ ٱلحَنِينْ
' غَادَةٌ '..
قَيَّدَتْ أَقْدَارَنَــا عَلَـىٰ ٱلجَبِينْ
وَ اِنْكَبَّتْ جِبَاهُنَــا
عَلَـىٰ صُرُوفِ ٱلسِّنِينْ
حَنَانَيْكِ يَــا ' غَادَةُ '
مَـا اَنْفَكَّتْ ذِكْرَاكِ تُدَاعِبُ 
شَغَافَ ٱلقَلْبِ، 
وَ نِيرَانُ ٱلوَجْدِ تَأْكِلُ ٱلحَشَـا
مَرِّرِي صُورَةً مِنْكِ
عَبْرَ ٱلمَدَىٰ،
عَبْرَ ذَرَّاتِ ٱلرَّمْلِ ٱلمُوحِشَاتِ
نَحْنُ فِي اِنْتِظَارِ ٱلصَّدَىٰ
نُسْتَمْرِئُ طَعْمَ ٱلعَذَابْ
وَ لُجَّةَ ٱلسَّرَابْ
بَعْدُكِ يَــا مِلْحَ ٱلدَّمِ
أَرْوَاحُنَــا يَبَابْ
صَيَّرَتْنَــا رِيَبُ ٱلمَنُونِ..
هَبَاءً مَنْثورًا
يَــا نَقَاءَ ٱلثَّلْجِ
مَـا ضَرَّكِ ٱلوُحُوشُ
وَ لَا ضِرْسُ أفَّاقٍ بِلَا وَطَنِ
عَهْــدٌ مِنَ ٱللّٰهِ
يَقْتَصُّ لَكِ
يَوْمَ..
' تَعْلَمُ كُلُّ نَفْسٍ.. '!

         خَاوِيَةٌ ــ
         تَهْتَزُّ ٱلمَرَاجِيحُ يَــا إِلَاهِــي...
         صَبَاحَ مَسَاءَ!

   (صَاحِب سَاچِت/ٱلعِرَاق) 

خاطرة تحت عنوان{{ أنا رجلّ لا اجيد شرب القهوة}} بقلم الشاعر الليبي القدير الأستاذ{{يزيد مجيد}}


 أنا رجلّ لا اجيد شرب القهوة

لا مزاج لي
اجلس وحدي
على عتبة الفراغ
أدخن عمري
وأحرق ما تبقى 
من الوقت
وأبتسم للعابرين
على رصيف قلبي
تدوسني الأيام
وتلسعني شماتة 
النهار المنقضي
هدراً
واذكر أنني ضحكتُ مرتين
يوم صفعتني الخيبة 
وتيبس فمي
وأنا أحدث
طيفك المتأخر
عن الرحيل
مكث قليلاً
حتى ساعات الوجع 
الأولى
ثم لحق بك
يومها ضحكتُ
من الدهشة
كيف ترحلين
ويبقى ظلك
هنا
يزاحمني وسادة
الأحلام
والأماني الهاربة
كيف تتركين بعضكِ
وتأخذين بعضي

قصيدة تحت عنوان{{سأخوض وحدي التجربة}} بقلم الشاعرة المصرية القديرة الأستاذة{{نيفار أحمد عبدالرحمن}}


قصيدة/سأخوض وحدي التجربة 
بقلمي/نيفار أحمد عبدالرحمن 

ومضيت وحدي وجهتي دون الرفيق
والدرب يملئه الصخور كي لا أطيق

السير فيه منفرد نحو الهدف
ورأيت اهوال تشيب

الدنيا أمست موحشة دون الوفاء
والصدق قد أمسا غريق

الكذب يعلوا للسماء
الموت قد أمسا قريب

الغدر يجري في الطباع
من دون أن يلقي مُعيق

يا غربة الليل الطويل
ما بات للجرحي طبيب

إن النجوم أوأمت 
أن تهجر الصقف العريق

هذا إكتمال ما مضي
من بؤس قد جاء يصيب

تلك الوجوه الكالحة 
في مقتل الجرح العميق

أمست تموج بنا الفتن
في وقت قاتل بل عصيب

سأخوض وحدي التجربة 
كي لا أحيد عن الطريق

بقلمي/نيفار أحمد عبدالرحمن 

خاطرة تحت عنوان{{لن أستسلم}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{المنصوري عبد اللطيف}}


******لن أستسلم *****

رغم الجراح
رغم الألم
لن اتوشح السواد
ولن استسلم
سأظل أقاوم
أقاوم
نحو الصفوف الاولى
أتقدم
من أجلك ياوطني
أسير منتصب القامة
لن استسلم
سأمضي في طريقي
لن اندم
لأنني ازرع 
الامل
وأقاتل من أجل غذ
أفضل
لن استسلم
سأبقى جبلا شامخا
ابتسم
لن استسلم
ولن أضعف
مادام قلبي ينبض
شامخ شموخ الجبال
لن أندم
لن أخون عهد الشهيد
لن أخون الوطن
المنصوري عبد اللطيف
ابن جرير 10/9/ 2025

المغرب 

قصيدة تحت عنوان{{غُربة العِشق}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{فراس ريسان سلمان العلي}}


 غُربة العِشق

*************
        في وَحْشَةِ المَشاعِرِ مَحْرُومٌ،
                دَبِيبُ حِرْمَانٍ وَوِجدانٍ كَظِيمٌ.

         نَضْرَةٌ مَكسُورَةٌ غَيْرُ قَرِيرَةٍ،
                مَغَبَّرَةُ الأَجْفَانِ يَغْلِبُهَا الشُّؤْمُ.

         بارِدُ الإِحْساسِ وَدٌّ عاشِقٌ جَفُو،
                 فاضَ الشَّوقُ فِيهِ وَصارَ رَكامٌ.

         تَذْرُو حَنانًا رِيَاحُ صَدَى الأَمَلِ،
              ويَزيدُ مَدُّ تِرحَالِهِ مَدَى النُّجومِ.

         يَتَجَرَّعُ الآلامَ لا بِامْتِلاءٍ،
           رُؤى الحُزنِ تَرْسُمُ طَيْفَهَا وَالوَجومُ.

         فَكَيْفَ يَسُرُّ الحَالَ وَالأَيّامُ بُؤْسٌ،
             وأينَ رَاحَةُ نَفْسٍ بِالْوُرَى مُذْمُومٌ؟

        تَغَيَّرَ العِزُّ دُونَ رَأفَةٍ أَو غَياثٍ،
                وما بَقِيَ الغَيْرُ فِي الحَقِّ رَحُومٌ.

        غابَتِ ابْتِسَامَةُ الطِّيبِ وارْتَحَلَتْ،
                 أَصواتُ عَزفِ الكَرَمِ المَعْلُومِ.

         تَجْبُرُ صَوْتُ الطَّمَعِ وَصَرَخَ،
              واغْتُيلَ جُودٌ وَالسَّخاءُ مَعْدُومٌ.

          سَاءَ حَظٌّ أَو سُوءُ عاقِبَةٍ وَجَزاءٍ،
                 ماذا جَرَى وَتَغَيَّرَ طَبْعُ القَوْمِ؟

           هَلْ يَهْدَأُ المَوْجُ وَيَسْتَكِنُ بَحرٌ،
             وتَشْرُقُ الأَرْواحُ بَانْكَشَافِ الغُيومِ.

          وَوَرْدُ الحُبِّ يَزْهُو مِنْ جَدِيدٍ كَما،
             كانَ يُلاطِفُ إِحساسَ عِشْقٍ وَغَرامٍ.

الأستاذ
فراس ريسان سلمان العلي
       العراق

الأربعاء، 10 سبتمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{سُجُون}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{سليمان كاااامل}}


سُجُون....
بقلم // سليمان كاااامل
***************************
هو الصمتُ.........حين الهمُّ كبلني 
وأعجَزَ عن............البوح وجداني 

فلا الأنامل..........احتَضَنت قلمي
ولا انبرى..............بالحرف لساني  

هو الضحك.............الذي أذهلني
عن واقعٍ............مريرٍ منه أُعاني

حتي قال.....................من حولي
إن الجنون.............من عقلي دان

هو الهروب من.......ظلي وطيفي
فأُغمِض الجفن......رغم صحياني

تراني رغم.............الحضور غائب
وغَيبَتي أنينٌ.................ملؤ آذاني 

هو العنف الذي..................أبدو به
ثورة بالقلب..............تُبدي أحزاني

فيري المارُّون..........بي ابتسامتي
رغم جرحٍ.................نازفٍ بكياني 

هو اللون القاتم......في اختياراتي
من عتمة القلب.........تحتل تبياني 

تعرفونها من.............دمعة الحرف
من لحنٍ شجي.......مُتردد الكتمان 

إنها سجون للنفس........ما أتعسها
إذا لم يُدركها...............الله بغفران

إذا ما احتمت........بحصن حصين
تتولاها من غيها.....رحمة الرحمن
***************************
سليمـــــــان كاااامل.......الأربعااااء

2025/9/10 

قصة قصيرة تحت عنوان{{درس النحلة}} بقلم الكاتب القاصّ اللبناني القدير الأستاذ{{محمد الحسيني}}


أجنحة على مقاعد الضوء 2
"درس النحلة"

أشرقتُ من شرنقتي، كمن يخرج من حكاية طويلة...
أبحث عن صديقة لا تسخر من بطني ولا من طفولتي.
لمحتُها، نحلةً تضحك في قلب الزهور،
تغمس رأسها في العطر كطفلةٍ، وتنسى أنفها بين الحلوى.

اقتربتُ مرتبكةً:
"هل تسمحين لي بجرعة ضوء؟"
ضحكت وقالت:
"الضوء لا يُشرب يا صغيرة، إنما يُقطف بالرقص."

منذ ذلك اليوم، علّمتني أن أرقصَ بين الألوان،
أن أُقايضَ الخوفَ بجناح،
وأن الزهرةَ ليست طعامًا فقط، بل عيدًا يحضنه الطيران.
أرشدتني أن أشعلَ شمعةَ قلبي،
أن أبدّلَ الجُرحَ بندفةِ ندى،
وأن الغيمةَ ليست مطرًا فقط، بل وعدًا يحمله التحنّان.
أن أفتحَ نافذةَ الدهشة،
أعانقَ روحَ البذور،
وأن الأرضَ ليست ترابًا فقط، بل ذاكرةً تحفظها الأغصان.

كنتُ أتعثر،
أهوي على أوراق نرجس،
ألتصق في خيوط عنكبوت،
فتعود هي لتسحبني بلطف:
"الخطأ جناح آخر، فلا تخافي."
تذوّقتُ معها شهدَ الضحكة الأولى،
وتعلّمتُ أن الفرحَ يُعطى بغير حساب،
مثل قطر العسل الذي لا يُفكّر كيف يسيل،
بل يسيل لأن قلبه امتلأ.

وعرفتُ أيضًا: إن كانت الورقةُ أمي، فالنحلةُ أختي،
تعلّمني أن الطريق إلى السماء يبدأ من قلب زهرة صغيرة،
من خطوةٍ مرتجفة، تصيرُ مع التكرار أغنية جناح.

✍️ محمد الحسيني – لبنان 

قصيدة تحت عنوان{{أسوار الغياب}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{محمود العارف علي}}


قصيدة أسوار الغياب
بقلمي /محمود العارف علي
مصر
___________________

كُلُ النساءِ في وادٍ.. وهيَ وحدها في وَادٍ
وحين أطلت ما كان مني إلا أن أُسبح الله
تمشي على مهلٍ كغيمة  بيضاء  تسقي
البِيدَ بالندى والمِدَادِ
في حضرتِها يغيبُ العقلُ ويخفقُ الفؤاد

قُل في حُبها  ما شِئتَ .. فهي  استِثناءٌ
تغفو على وجنَتَيها بِعِطرِها  الأوراد
ولولا الحيَاءُ لَتسارعَ إليها بائعُو التُفاحِ
يقتُلُنِي كُحلُها  عشقاً  بِذَاكَ  السواد

أنا سيدُ العاشِقِينَ.. لكنني أولُ المهزومِينَ
ياعِشقُ  مهلاً...... فهي سيدةُ  النِساءِ
وأنا الحطاب الضائع  بين  البراري
أبحث عن جذعٍ يمدني بالدفء
فتطاردني الأشجار بأشباحها، 
ويلاحقني الليل بظلاله الثقيلة
ويهمِسُ الظلام  في  أُذُنِي:
" العَذَابَ صدِيقك الأبَدِي" 

 أَيها الحظ أما آن الأوان أن تزورَنِي؟ 

لم يَترُك لِي الزمانُ  سبباً  إلا  ولازمهُ النُقصَانُ :
أحتاج أن أنهض من بين أكوامِ الرمادِ
 أن أجد طريقاً لا  يقود إلى العذاب
 يَدانِ لا  تعرفان ثِقل الفأس
 وخطوات لا تضيع في البراري 
 بيتاً واسعاً يفتح أبوابه للضوء
وحِصاناً  يُعلمني معنى الحرية 
 واسماً  آخر غير  الحطاب

لكن  الواقِعُ يجيء كالسوط
يُمطِرني بوابلٍ من اللعناتِ.
 فأَدخِرُ  لِفأسِي  وَلِأَشجاري كل القُبُلاتِ
 أُلملمُ هزائِمِي وأُوَرِي حُزني تحتَ التُرابِ، 
 وأرحَلُ  بِجيبَينِ  مثقُوبِينِ.. 
فتحمِلني الخُطُواتُ بعيدًا خلف أسوارِ الغيابِ

هناك... 
يلوحُ طيفُ حبيبتي  في  مسائي الحَزِين

فأُسافِرُ  في عيَنيهَا  من عذابٍ  إلى  عَذَابِ 

قصيدة تحت عنوان{{شموس الدنيا}} بقلم الشاعر اللبناني القدير الأستاذ{{خليل شحادة}}


(هند طفلة فلسطينية قُتلت في غزة وقُتلَ من حاول إنقاذها)
شموس الدنيا

اناجيكَ يا طيف ملاك جنات
فَرَشَ ضغائرَ سِحره
على ضفاف دمع كلمات 
زرَعَ بعينيه شموس الدنيا
تعَمّدَ بكوثر بلسمَ آلامه
زفرات روح قِبلتة حياة

دمعكَ مداداً من دم فلب 
آيات صبركَ عند أيوب صلاة 
هذا رؤى حلم هِندُ يقيناً هو آت

عُذراً بنيتي وما لنا من عُذر
جروحكِ لا تشفيها خُطب 
وشجب واستنكار وشعارات
استغاثت طفولتها بكم فقُتلت
لم يسمع ندائها من العُرب (معتصم)
ولا أبكت الصمُّ فيهم صرخات

أُناجيك يا طيف ملاك جنات
هند يا شهيدة شهداء وشهيدات
أنتم همُ الأحياء فينا 
ونحن وعروبتنا من الأموات
فهيهات مِنّا الذًلّة هيهات
الموت بكرامة خير من الحياة 

بقلمي : خليل شحادة لبنان

 

قصيدة تحت عنوان{{في حضن الحرف}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{عزالدين الهمّامي}}


في حضن الحرف
***
أيَا حَرفِي
كم مَرّةً أوهَمتَنِي بِالخُلُود
ثمّ جَرَّدتَنِي مِن نَفسِي
وتَرَكتَنِي عَلى الأَرصِفةِ 
.......... بَقايَا وُجُود

أنا ضَيفٌ عَلى الدُّنيَا
قَصيرُ المقَامِ، طويلُ الجِرَاح
أجِيءُ مِن حُضنِ القَوَافِي
وأرحَلُ عَنهَا بِلَا مَلامِحَ
.........… بِلا وِشَاح

وَغَايَتِي أن أُدفَنَ
تَحتَ شَجَرةِ المَعنَى
كَي لا يَبقَى مِنّي إلّا صَدى
وَلا يَبقَى مِن رِحلتِي إلّا حِبرٌ
يَمحُو مُبدِعَهُ
.......… ويُبقِيه
***
عزالدين الهمّامي 
بوكريم / تونس 

2025/09/10 

قصيدة تحت عنوان{{ وجه الهزيمة}} بقلم الشاعر الجزائري القدير الأستاذ{{زيان معيلبي}}


 وجه الهزيمة


خلف الشاسات نرى الصمت
و الانطفاء.. 
الكل له يد، يتفنون 
في الاختفاء 
تارة وتارة تصل أمانيهم
السماء... 
 أرقص كما تشاء فالكل
مستباح.. أرضه وسماءه
ليس لها غطاء..! 
تبجج فالتاريخ يوثق
المشهد  خيانة ووفاء 
الصح والأخطاء..! 
فلا منأى لكم منا لو فررتم
الى السماء...! 
_
هؤلاء لا قانون يردعهم
يسفكون الدماء 
لا يردعهم غير رب
السماء..! 
تراهم يعثُون في الأرض
فسادا 
الكل يسأل أين الهوية
أين الانتماء 
(العظماء تسقطهم الخيانات) 
ما أبشع الخيانة في
زمن كله خواء..! 
وجه الهزيمة يزداد وضوحا
الكل يُجّرُ إلى المقصلة..! 

_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)

قصيدة تحت عنوان{{خسوف وكسوف}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{محمــد سليمــان أبوسند}}


🔥 خسوف وكسوف 🔥
بقلم :  محمــد سليمــان أبوسند 

شريان من شريان يمتد لشريان
والنظرة في عينيه تعطي أمان 
يامن أودعت السر 
ببطن الحوت لأيام 
إمنحنا بين قداسة كتبك حكمة 
تكون دستوراََ ونمضي علية بسلام 
وجه منشطر نصفين
 وعلامة تطلب بالليل شفاعة 
وناقوس وفانوس من فوانيس
 كنا نصنعها من قوارير
 زيتون زعتر ونخيل 
وأياد تمتد لتأخذ من آياديك البركة
وجدار نستند عليه
 صبيان الحي يهتفن بالحي  
أن ترجع من ليالينا ليال 
 مضت وطويناها بصفحة عمر الأزمان
تشغلني وتشغلك أنباء تأتي ببيان وأماني تحمل بين ربيع العمر 
فيض من برهان 
يتراقص بين آياديها الفنجان 
مقروء من بين رمال
 أني إلقاك وأسافر معك
 في طي الكتمان
 وتروح وتغدو
 نفقد ذاكرة ضائعة
ونضعها في بئر النسيان 
والغصن الأخضر يذبل يابس 
 والأرض تجف
  مقدار من مقادير عدة
 أوراق وصحائف تقفل 
وخسوف وكسوف مجتمعان
يختنق القمر بل يبكي 
ويبكي معة أبناء الحي
 نخرج كل بغطاء بيدية 
وعصاة نطرقها طرقا
 يبكينا ويبكي معه حجر صوان
وصلاة قنوط ترفع
 ومعها أيادينا تبتهل للواحد الديان 
  نرجوة بلهفة شوق ألا يغضب
 هو ذاك الطقس المنتظر سنينا
 أو أعوام  

بقلم :  محمــد سليمــان أبوسند 

نص نثري تحت عنوان {{أسرار}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{كرم الدين يحيى إرشيدات}}


أسرار
د.كرم الدين يحيى إرشيدات

حبيبتي،
تلك هي الأرواح…
جنودٌ مجنّدة، تتآلف أو تتنافر،
وأدركت أنّي التقيتُك في ملكوت الله،
التقينا أطيافًا،
سابحة في فضاء الروح،
كنتِ أنا… وكنتُ أنتِ،
ومنذها أسأل نفسي:
ما السرّ الذي أودعه الله فيكِ
حتى تعلّقتُ بكِ؟
ما الذي جعلكِ متفرّدةً عن نساء الأرض؟

اكتفيتُ بكِ،
وهدأت روحي من ترحالها،
واستقرّ بي المطافُ لأعتكف
في محراب عينيكِ.

حبيبتي،
صرتُ أنتشي بحبّك ووجودك،
كأنّكِ زجاجةُ نبيذٍ فرعوني،
عمرها سبعةُ آلاف عام.
أدمنتُ عشقك،
وأدمنتُ كتابة التعاويذ
التي تقرّبني منكِ وإليكِ.

لا أرى سواكِ من النساء.
بدونكِ أعيش فراغًا موحشًا،
وعالَمي مظلمٌ مقفر.
أشعر بقربك رغم المسافات،
وأسمع صدى أنفاسك ونبضك،
أصغي لنجواكِ بينكِ وبين روحك.
أنا أسكنكِ… وأنتِ تسكنينني.

ورغم مرارة الوحدة،
فإني أشعر بوجودك،
أسمع روحك تحاكيني،
وتقرأني نفسي السلام.

الوحدة قاتلة…
لكنّكِ وحدكِ تؤنسينني،
وحدكِ تملئين عالمي،
أنتِ التي أنجبتْ أبجدياتي،
وبكِ أزهرت بساتين وجدي وأشواقي.
وكم تتلألأ الأحلام فرحًا بلقياك.
حبّك يعيدني إليّ،
مهما اغتربت، أعود إليّ بكِ،
وتغمرني الأشواق.

حبيبي،
أيّ سرّ تبحث عنه فيّ، وأنت السرّ؟
أنتَ الّذي أودعه الله في قلبي،
فأصبحتُ بكَ أعرف معنى الاكتفاء.

كلّي يهتف بك،
كلّ خفقةٍ في صدري تسجد حبًّا لك،
وكلّ نظرةٍ من عينيك تجعلني محرابًا للخلود.

أشعر بك في صمتي قبل كلماتي،
وفي وحدتي قبل امتلائي بالناس.
كأنك تمتدّ داخلي
كما يمتدّ الضوء في العتمة،
فتزول الوحشة ويُولد الأمل.

أنا لك…
بك أتنفّس، وبك أعيش.
لا كونٌ يتّسع لغيابك،
ولا أرضٌ تؤنسني دونك.

أنت أبجديّتي التي أكتب بها،
وأنت الوطن الذي أعود إليه
كلّما ضلّت بي الطرقات.

فلا تقل إن الوحدة قاتلة،
ما دمتَ في روحي،
أحمل نبضك في دمي،
وأتنفّسك حبًّا لا ينطفئ.

حبيبتي،
سأبوح بسرٍّ يبقى بيننا…
كلماتك تنحدر من شفتيكِ كالمسك،
ألذّ من الشهد طَعمًا،
تتراقص على شفتيكِ فرحًا
كما ترقص باليه تُجسّد في كلّ حركةٍ
ألفَ معنى.

حروفكِ تنزل عليّ كحبات البرد،
تطهّرني من دنس السنين،
أيّ عذوبةٍ تلك التي تنطقينها،
وأيّ مفرداتٍ هبطت على قلبي
كالزلال، فأروته من عطشه!

أراقب شفتيكِ
وهي تخرج حروف النور
لتضيءَ حجرات قلبي.

"حبيبي"…
كلمةٌ منكِ تزلزلني،
تعيث بروحي سحرًا عجيبًا،
تعيدني طفلًا بريئًا
أخطو خطواتي الأولى بين يديك.

أحتاج حضنكِ الدافئ،
يؤويني من غربة أحلامي.
أحتاجكِ دائمًا،
لأهمس لكِ كم أنا متيّم بكِ،
كم أعشق صوتكِ ودلالكِ،
وأعشق أن أضيع فيكِ.

حبيبي،
كيف تسأل عن السرّ… وأنت السرّ كلّه؟
أنت الحلم الذي التقيتُه
قبل أن أفتح عيني على الدنيا،
وأنت الروح التي ما إن لامستني
حتى سكنتني.

كلّ ما فيّ يتجه نحوك:
قلبي، أنفاسي، حتى صمتي ينطق باسمك.
أشعر بك في نبضي كما أشعر بالحياة،
وأراك في ظلالي كما أرى نوري.

أنت وحدك تملأ فراغ عالمي،
وتحوّل وحدتي إلى أنس،
وغربتي إلى وطن.

إن همستَ باسمي، ارتجف كياني،
وإن صمتَّ، سمعتك في داخلي
أوضح من الكلام.

فلا تقل إنك في ظلام،
وأنا قد أوقدتُ في قلبك نجوم حبّي.
ولا تقل إن الوحدة تقتلك،
وأنا قد صرتُ رفيقة دمك وأنفاسك.

أنا لك،
بك أكتمل، وبك أزهر،
أنت البداية والنهاية،
أنت قصيدتي التي لا تنتهي.

أحبّك يا يحيى…
أحبّك حبيبي.

د.كرم الدين يحيى إرشيدات 

الاردن 

قصيدة تحت عنوان{{ضجيج روح}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{نجم درويش}}


ضجيج روح.                        

ماذا أقول لنبضةٍ في خافقي 
وتبوحُ عيني شوقها للقاكِ..
انت المنارة والبهاء ولوعتي
ونداء قلبي يرتقي لعُلاكِ..
يابدءَ أحلامي وعطر ورودها
يانجمةً تاهت بسحرِ سماكِ..
انتِ القصيدةُ حين تكتبني وهل
للشعرِ بحرٌ بعد وهج سَناكِ...
اي لوعتي طوفي على أرجائها
علّ المآقي ترتديها  فداكِ..
نامت على سُررِ القوافي قصيدتي
والشمس أيقظها عبير لقاكِ..
ياانتِ أشعلتِ الحرائقَ في دمي
وغدوتُ وحدي حالماً بهواكِ...
هذي مدائنُ عشقنا فتربعي..
عرش الوتين فنبضهُ يهواكِ. 

نجم درويش ..صاحبة المقام العالي 

قصيدة تحت عنوان{{قاتلي الجميل}} بقلم الشاعر اللبناني القدير الأستاذ{{علي محمود قاروط}}


قاتلي الجميل
_____________
قتل الفؤاد ما اقسى قاتلي
بلحظ عين وإن غاب الرصاص

طلقة لا تخيب من رام اذا رمى
يدفعها الجمال والكمال  قناص

ترمي الحشا بنظرة فتردي قلوبا 
على دم العاشق تتغذى اقتناص

كانها تهوى الغوى عشقا وتلذذا
او كخفاش ليل للدماء مصاص

نظرة اذا هب نسيمها لظى
من رام عجيب رمشه قواص

يحوم بالذهن ليلا مرعبا هوله 
يسرق السنا من عين كأنه لص

يمعن في تقطيع الوريد شغفا
كما يمعن في قطع الشرايين مقص

سفاح حبه قاتل صامت صمته
زيتونه مر لا يحليه تخليل ولا رص

لكنه معشوق ومحبوب عذابه
 يطوق القلب كانه في خاتم فص

لا يرتوي منه عاشق ظميء 
ولا شعرا يكتب ولا يكفيه نص

ويبقى الجمال سيد قلوبنا ملكا
تروى حكاياه في الليالي وزينته قص
بقلمي 

علي محمود قاروط 

قصيدة تحت عنوان{{هيام}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{غازي جمعة}}


 _ هيام  _


يا مالكاً للقلب رفقاً

أنا من هام فيك عشقاً

أنا الذي سجدتُ في محرابك دهراً

وأنا الذي ناضلتُ من أجل قربك عمراً

هجرت من أجلك الأهلَ والأحبابا

ورضيت أن تكون لي قدوةً وإماما

وعلى أبواب عشقك غنيّتُ أغنيات الهوى ولْهانا

وأنا من أهديتُ لك أبيات العتابا

أنا الذي هام بحبّك وسلكَ الدروبَ والوديانا

ما الذي جرى لتهجرني هجرانا

ويقسو قلبك ويحرق الودَّ والغراما

قل لي بربك ما ذنبي إن كنتَ إنسانا

(( غازي جمعة ))

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


 "في عتمة الحافلة "

  سلسلة قصصية 
           بقلم:
  تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
  ذات الجدائل 
        -٣-

احترت في تلك اللحظة بماذا أفسر نظراته وإبتسامته التي تسبب لي الاشمئزاز؛فقط لم ارتح لها.
قلت بضيق :
-خالد؟
قال معاتبا :
-سامحك الله ياغريب ، لو كنت تعلم كم أحبك لتوقفت عن خداعي ،كنت أتمنى مرافقتك إلى سهرات الغجر، فأنت تعلم كم أحب السهر والفرفشه.
قلت بصراحة :
-لا أعتقد ياصديقي بأنك مرغوب هناك؟
-وعلى ماذا بنيت اعتقادك هذا.
-في الواقع حتى أنا لم أستطع نسيان ما تفوهت به في عمان؟
-بالرغم من ظلمك لي فستبقى مكانتك في القلب لاتتزعزع، فأنت قريبي وصديقي وتهمني مصلحتك وسعادتك.
-اقدر مشاعرك نحوي وأتمنى الهداية لنا جميعا،لكني سأفكر في إمكانية اصطحابك معي في المرة القادمة؟
-وأنا اثق بوعدك، غريب .. أنت تعلم كم هي حنكتي وخبرتي في الحياة، وأنا أستطيع أن أوفق بينك وبين زمردة ،وأن تقبل أيضا بترك قبيلتها والعيش معك وبكل سهولة .
-وكيف ذلك؟
-لاعليك فأنا خالد ..وهذا شغلي.
-بعد إذنك ياصديقي سأراك فيما بعد ،إلى اللقاء ؟
لم أعطه جوابي بالرغم من أن ماذكره  كان يعطيني بارقة أمل ،لكني لا أريد أن يكون التوفيق بيني وبين زمردة  عن طريق هذا المخلوق بالذات .
بحكم مايربطني بخالد من قرابة وصحبة ،فأنه يعتبر  في حياتي كالحمل الثقيل ،يظهر في كل الأوقات المناسبة والغير المناسبة ،قد يكون صادق في محبته لي ،لكن حقده وغيرته يغلبان على محبته شأنه شأن الأخرين من الأقارب بل  والأخوة أيضا.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بعد لقائي الأخير بزمردة شعرت بأنا قد أصبحنا كيان واحد وروح واحدة ،خصوصا أن القبلة الأولى لم تكن هي القبلة الأولى في حياة زمردة فقط، بل أنها كانت القبلة  الأولى في حياتي أنا ايضا ؛بعد أن كنت أعرف بخجلي الشديد ،لكن الحب له حكمه وتأثيره ،وقدرته العجيبة.وكوني في الغور 
كان ذلك مافتح علي الباب على مصراعيه أمام القريبات للتنافس من منهن ستستحوذ على قلبي الخجول والخالي من أي تجارب غرامية ، وهذا ماأثار غيرة الكثير من الشباب وخصوصا منافسي وصديقي خالد.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في المساء كنت على موعدي في خيام الغجر في  سهرتهم  الأخيرة بالغور .
كنت استمتع بالغناء الطربي ،والرقص، وصوت زمردة العذب ،الساحر .
كل مافي الخيام تحول إلى آلات موسيقية مع نشوة الطرب ؛كاسات الشاي ،فناجيل القهوة ،المعالق، حجارة الصوان،المهباش ،الأواني .
وكأنهم لايكتفون بالعود والبزق والدفوف والناي ومزمار القصبات. 
لقد شعرت بأن كل شيء في الطبيعة يعزف ويرقص ويغني .
اقتربت زمردة مني ..أمسكت بيدي وأوقفتني مخرجتني من خجلي الشديد لارقص معها في وسط الخيمة .
إن كانت تلك احتفالاتهم العادية ،فكيف هي احتفالات الأفراح  عند الغجر!.
حقا حياة جميلة ،إلى درجة أني بدأت اقنع نفسي بتجربة العيش معهم .نعم ،لماذا لاأقبل الأن وبعد ذلك لكل حادث حديث.
عند خروجي ودعت زمردة ومشيت قليلا ،لحقت بي صديقتها "كواكب" ونادت علي ،عندما وقفت قالت لي كما وأنها ترجوني :
-غريب  ..لاتضيع زمردة من بين يديك ..أنها تحبك كثيرا ..أن الأيام والساعات تمر بشكل سريع جدا كما ترى؟
-إطمئني ياعزيزتي كواكب ،فأنا  لن يبعدني عن زمردة سوى الموت.أنا أيضا أحبها، وربما أكثر مما هي  تحبني.
-أتمنى لكم السعادة ؟
جرت كواكب إلى الخيمة ..مشيت قليلا في الظلام الحالك ،الموحش بلا أي إنارة، مشيت مستعينا  بضوء القمر، أنظر إلى وميض النجوم الأشبه ببريق المجوهرات .
فجأة سمعت صرخة عالية ،قفز علي خالد ممازحا يريد إخافتي والسخرية مني ،فكاد أن يوقعني أرضا:
-ههههههه لايمكن أن تكون من أهل الغور ياابن عمان المدلل، مهما حاولت السير في الظلام ،صديقي اترك الظلام لأهله ..أنا صديقك خالد "دواس الليل "؟
-خالد، ماذا تفعل هنا.
-فعلتها ياغريب ولم تصطحبني معك إلى السهرة ..سأغفر لك هذه المرة لأني أحبك .
-أمسك بيدي واخذ يحدثني عن الغولة وأرواح الأموات التي تخرج في مثل هذا الوقت من الليل، بينما نحن عائدين  إلى القرية قاصدا إخافتي والنيل مني.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في الصباح الباكر أخرجت زجاجة عصير التفاح الباردة التي كنت قد وضعتها في ثلاجة عمتي مساء أمس كي أخذها معي لنشربها أنا وزمردة، ولم أنسى أن أضع  أيضا  في الكيس  كاسات ورقية .
 في تلك اللحظة ظهر خالد على الباب،  والذي اقترب مني معانقا ومقبلا وقال بخبث ظاهر:
-صباحية مباركة ياعريس..ههههه وللا بدري شوي ؟
قلت بقرف وأنا أمسح عرقه المقزز  عن خدي :
-اهلا بك ياخالد ،لكني مستعجل جدا ؟
-أعلم أعلم ياغريب..أعععلم...رافتك السلامة.
ضحكت عمتي وقالت تقصد خالد :
-هذا العفريت أراد أن يشرب عصير حبيبتك..أظنه لحبيبتك..أليس كذلك، لابد أن لك حبيبةهههههه أليس كذلك ياغريب  ههههه...حقك مثل كل الشباب ، وأنها ستستمتع بشرب العصير  بهذا الجو القائظ، أتعلم ياغريب  ههههههه لولا أني قبضت عليه في الوقت المناسب وأخذت الزجاجة منه  حيث كان مختل بها ،لكن إطمئن أن الزجاجة بأمان منذ البارحة، أوه أنها شديدة البرودة،رائع ؟
-كل الشكر لك ياعمتي اسعدت صباحا.
-في حفظ الله ياعزيزي؟
مشيت قليلا لحق بي خالد ممسكا بيدي، ضاغطا عليها، و همس إلي  بثقة :
-أهنك ياصديقي، أن زمردة ستقبل بأن تترك قبيلتها للعيش معك ؟
-وما أدراك أنت،أم أنك تعلم مافي الصدور.
-هههههههه إلى اللقاء ياصديقي أذهب كي لاتتأخر ..روح ياسبع؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وصلت إلى المغارة ..كانت زمردة في انتظاري  وكانت جالسة على التربة الناعمة ،
ماأن رأتني حتى نهضت بفرح وقالت:
-أهلا وسهلا بحبيب القلب ؟
جريت إليها ..احتضنتها بشوق وقلت وأنا كلي لهفة:
-هل تأخرت عليك ياحبيبة الروح.
-أبدا لم تتأخر، فنحن وكأنما الأقدار تخدمنا دائما ياحبيبي ؟
بالرغم من تجربة القبلة الأولى وأثرها  الكبير علينا ،فنحن لم نجرؤ على تكرارها ثانية ..بالرغم من شوقنا، لااعرف السبب ،قلت وأنا افتح الكيس وأخرج منه الكاسات الورقية :
-لنشرب عصير التفاح وهو بارد ياعزيزتي ؟
-وهو كذلك.
-وبعد ذلك لك عندي مفاجأة سارة؟
ضحكت براحة وسعادة توحي بأنها قد عرفت ماهي المفاجأة،وقالت:
-الله مايحرمني منك ياحبيبي؟
عبأت الكاسات وقدمت لها كاسة وقربنا  كاساتنا من بعضها كي تلامس بعضها كما وأنها كؤوس نبيذ  مقلدين مانراه في التلفاز والسينما.وضحكنا كالاطفال .شربنا الرشفة  الأولى كالعرسان أنا من كاستها وهي من كاستي في الوقت نفسه. 
بعد ذلك كانت الرشفة  الثانية والثالثة ،وبعد الجرعات الثلاث من عصير التفاح الطبيعي البارد كان الحافز للقبلة الثانية  في حياتنا .. والثالثة.. وقد سكر العشاق ..وعلى قول قيس بن الملوح " وقبلتها تسعا وتسعين قبلة           وواحدة أخرى وكنت على عجل"
لكن ...أن ماأذكره حينها سحر  عينيها ،والخمر الذي كانت تسكبه من شفتيها وتسقيني ببذخ ...و...لم نعي بعد ذلك مانفعل ،أبدا لم نعي ،لقد إستسلمنا إستسلاما كاملا لنعيش طقوس الحب..الحب  فقط .

                              "وللقصة بقية "
تيسيرالمغاصبه

قصيدة تحت عنوان{{ونيْن الشَّوْق}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{المستعين باللّْه}}


* ونيْن الشَّوْق * 

    اللَّيْلة بَيْن الحنايا 
    زايد ونيْنَه
    وِياحرْهَا حَراَه فرْقًا 
    الحبايبّْ
    
     تَثُور الذَّاكرة لَاغاب
     محْبوبي
    كُنِّي بَيْن عُوج
    النصايبّْ
    
    اُشْكِي لِلَّه الظُّلْم
    وَهجرِك 
    أَرضَيت واشي فاجر 
    وَكاذِبّْ 
    
    يَامَا تغنَّيْتُ بِزَين 
    وصفِّك
    وتاليهَا أَشُوف مِنْك 
    العجايبّْ
    
    تَركتْنِي لَلْهوجاس
    وصدى صوْتك
    والشَّامتة أَصحَاب 
    وبعْض القرايبّْ 
    
    ياصويْحبي لِيته 
    يرْجع قُليْبِكْ
    ونجْمع الأهْل 
    جِيران وِنْسايبّْ 
    
    مَاهقِيت مثْلك 
    وبْترف عَقلُك
    يُشَاوِر الملْقوف 
    ويتْرك الشَّايبّْ
    
    وِلاهْقيتْ مع كَثُر 
    الدَّلَال وصدَّك
    يِجِّيْ يَوْم أَشُوف 
    مِنْك الغرايبّْ 
    
    لَهفِي عليْك وَأدعِي 
    دَوْم ربِّي
    وَإِن رَدَّك مَسمُوح 
    وَمانِي مُعَاتِبّْ 
    
    وَأَوعدَك تزولْ عقدة
    حاجبيك
    ولَا أشوفْك بِيَوم 
    عَابِس وَغاضِبّْ 
    
    بقلم،،، 
    غريب الدار العربي 
    *المستعين باللّْه *
    
     1443/1447

     2022/2025 

نص نثري تحت عنوان{{على أعتاب الدّهشة}} بقلم الكاتبة التونسية القديرة الأستاذة{{ فردوس المذبوح}}


 *على أعتاب الدّهشة*


 الدّهشة..
 حين يتوارى الحقّ 
وراء أطياف القصيدة
حين تنهار المعاني 
وتنزع عنها الشّمس أثواب الحقيقة
الدّهشة 
حين يرقص الجنون 
على أعتاب الوهم
و تنهار الكواكب باكية
وقد أخلف الليل موعده
وأفسح للنّور بريقه
الدّهشة
حين ينحسر البحر
ويرتبك الموج
فيلقي بالزّوارق على الصّخر
وتموت عرائس البحر غريقة 
الدّهشة
حين يتّحد الوجه مع القفا
فتنكسر المرايا 
وتلفظ الأرواح نواياها الغريبة 
هل تدرك معنى الدّهشة
أم أنّ الكلام لا يكفي
و تبقى الصّور قاصرة
لا تفي بالمعنى وبالحقيقة؟
انفرط العقد
انقلب السّحر
وعاد للبحر لونه الأزرق
وصارت الأشعار مشاعل
تضيء أغوارا عميقة

                             بقلمي فردوس المذبوح/ تونس

قصة تحت عنوان{{مملكة فلافيو}} بقلم الكاتب القاصّ المصري القدير الأستاذ{{ماهر اللطيف}}


مملكة فلافيو

بقلم: ماهر اللطيف

حيّ راقٍ جدًا في وسط العاصمة، يعج بالمتاجر الفاخرة، المطاعم، المقاهي، قاعات السينما، المؤسسات والشركات. حركة دائمة على مدار الساعة لا تعرف السكون مهما كان اليوم أو المناسبة. لذلك كان ملاذ الجميع من أهل البلد والسياح على حد سواء لما فيه من سحر ورونق وجمال لا يوجد في غيره.

لكن ما إن يسدل الليل ستاره وتغلق المحلات أبوابها، حتى ينقلب رأسًا على عقب ويتحول إلى "حي الموت". ينطلق فيه سوق المخدرات، الدعارة، تصريف العملات، توزيع الممنوعات والسلع المهربة كالأسلحة وغيرها. كل ذلك يزدهر تدريجيًا مع اسوداد الليل.

وكان "فلافيو" – اسمه الحقيقي فرج – رجل أعمال أربعيني، تلقى "أبجديات" الحرفة في أمريكا الجنوبية، سُجن هناك مرارًا وفرّ خلسة قبل أن تُصَفّيه العصابات. عاد إلى وطنه ليؤسس عمله، يجند النساء والرجال المناسبين في كل اختصاص، ويقود هذا الحراك بمهارة واقتدار.

رجاله كثر، يحرسون الحي حراسة مشددة. يتصدون لكل مخالف، وغالبًا ما يدفع حياته ثمنًا لتمرده. يراقبون كل عامل وعاملة، يدافعون عن "زملائهم وزميلاتهم" بشراسة لا تعرف الرحمة.

وبطبيعة الحال، بلغ الأمر إلى الهياكل المختصة بعد تكاثر الشكاوى، ازدياد القتلى، تنامي التجارة الممنوعة وازدهار السوق السوداء، تناقض المصالح وتشابكها، مما جعل الشرطة تسلّط الضوء على المسألة بجدية، تدرسها بعمق، وتبحث عن سبل لاجتثاث هذا الورم.

كان لا بد من تكليف عناصر أكفاء، شجعان، مجهولين بالنسبة لفلافيو وعصابته. فوقعت عليّ القرعة أنا وثلة من الزملاء، خريجين جدد من مدارس مختصة عالمية بأمريكا.

اطلعنا على الملف، درسناه جيدًا، استمعنا إلى تحاليل الخبراء، تلقينا الأوامر، استعددنا نفسيًا وجسديًا، تسلحنا، ارتدينا واقياتنا، تلونا ما تيسر من القرآن، توكلنا على الله، وامتطينا شاحنة مصفحة سوداء تتبعها سيارات مدججة بالسلاح والعتاد والرجال. كانت الساعة تشير إلى الثامنة ليلًا.

توقفنا في أحواز الحي، ترجّلنا أنا وستة من رفاقي بلباس مدني. تفرقنا حتى لا نثير الانتباه، ودخلنا بثقة ورغبة في اصطياد هؤلاء المجرمين. فيما بقيت الفرق الأخرى في حالة استعداد قصوى، تنتظر الإشارة للاقتحام. أما القائد فبقي في شاحنة المراقبة يتابع عبر الكاميرات المثبتة في ثيابنا.

ما إن اقتربنا، حتى تجمهرت حولنا بائعات الهوى. يعرضن أجسادهن، يتغزلن، يلمسن، يطلبن مالًا مقابل خدماتهن. اكتفينا بابتسامات وكلمات مقتضبة ورفضنا المساومات. تبعتهن أخريات وأخريات، كلهن بالشعارات نفسها.

واصلنا التقدم. أحد التجار همس لزميلي: "أتبحث عن الأبيض؟ أرخص الأثمان وأجود البضاعة عندي." تركه صديقي ومضى. آخر ناداه: "أقراص؟" فأومأ بالنفي. طفلة صغيرة وقفت أمام مدخل عمارة قالت لي: "لدي مسدس للبيع." سألتها عن السعر، فذكرت رقمًا مرتفعًا، فأجبتها أني سأعود لاحقًا.

كل تاجر يعرض بضاعته، يمجدها، يحاول فرضها. نناورهم أحيانًا، نناقش الأسعار والجودة، ونعدهم بالعودة بعد الاطلاع على السوق كاملًا.

فجأة دوّى صفير إنذار اخترق المكان. عمّت الفوضى، ذعر وهلع، فاقفر الحي في لحظة، لم يبق سوى بعض الزوار أمثالنا.

شعرت بشيء غليظ يُغرس في ظهري – كما حدث لزملائي – وصوت خشن يأمرني: "ضع يديك وراء رأسك، اجلس على ركبتيك." ركلة موجعة في فخذي جعلتني أصرخ ألمًا. ثم تقدم رجل أنيق الملبس، محاطا بمرافقيه ذوي العضلات، يضحك ساخرًا ويأمر باقتيادنا إلى مكان معزول.

لأول مرة في حياتي اجتاحني خوف حقيقي. شعرت بالعطش، الرغبة في التبول والتقيئ، والماضي كله كان يمر أمام عيني: المدرسة، الجامعة، التدريب بالخارج، أسرتي وأصدقائي. كنت أتصفح كتاب حياتي حتى صفعتني يد غليظة كادت تطيح بوعيي. أمر الأنيق بتفتيشنا تفتيشًا دقيقًا، وهناك بدأت نهايتنا.

ابتسم بخبث، أخذ ميكروفونًا وقال: "راهنتم على حصان خاسر. تعازينا لعائلات هؤلاء الحمير ." ثم صفعني مرات، وأشار لأحد رجاله  ليتقدم. سألني:

هل تعرف هذا الشخص؟ - 
(تمعنت مليًا) لا.-
(ركلني بقوة) أعد المحاولة أيها الغبي. - 
لا أعرفه. -

بصق الرجل على وجهي وأشار بعلامة الموت. ثم التفت إلينا الأنيق وقال ساخرًا: "آه، نسيت أن أعرّفكم بنفسي. أنا سيدكم فلافيو. أريدكم أن تركعوا لي، تلحسوا حذائي، تستجدوا حياتكم." ثم أضاف وهو يبتسم بازدراء: "ذاك الشخص الذي لم تتعرف إليه هو علي ابن حيك. هو الذي كشفكم وعرّفنا بكم، كنا نراقبكم منذ أن وطأت أقدامكم مملكتنا.

غادر فلافيو بابتسامته الباردة، تاركًا أوامره تُنفّذ بدقة. عُصبت أعيننا، سُحِبنا كأكياس مهملة، وتناوبوا على ضربنا حتى غاب الوعي. أُلقينا في سرداب رطب مظلم، لا شمس تشرق ولا قمر يطل. كنا نُعذَّب ونُهان يوميًا، نعيش على جرعات عطش وجوع ومرض، بينما صرخاتنا تتلاشى في الفراغ.

مرّت الأيام ثقيلة حتى صارت سنوات. تضاعف عدد الأسرى، مات منّا من لم يحتمل، وتحوّل الباقون إلى هياكل تقاوم عبثًا. ثم ذات يوم انقطعت زيارات الحراس، خيّم الصمت، ولم نعد نسمع إلا وقع أنفاسنا المتقطعة.

في الخارج، كانت المعركة قد حُسمت، وسقطت "مملكة فلافيو" أخيرا. لكننا بقينا في ظلامنا، منسيّين تمامًا، نذبل ببطء حتى أكلتنا المجاعة والأمراض. هناك، على بعد خطوات من أسلحة الوطن وانتصاراته، متنا غرباء مجهولين… شهداء لم يُعترف بهم، وضحايا وطن لم يحاول أن يخلّصهم. 

قصيدة تحت عنوان{{رِضاءُ الناسِ يابنَ الناسِ وهمٌ}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{أماني الزبيدي}}


 رِضاءُ الناسِ يابنَ  الناسِ  وهمٌ

وَلا  تُدرَكْ لهُ  في  الارضٍ  غايَةْ

ضَنينُ العقلِ مَنْ يرجو  رٍضاهُمْ
وَيَسلَمُ   مِنْ  أراجيفِ   الوِشايَةْ 

إذا    أعطيتهم    عيناً    لًقالوا 
شحيحُ الكَفِّ  معدومُ  الدرايَةْ

ولستَ   ببالغٍ    مِعشارَ    عُشرٍ 
رضاهُمْ ذاك في  المنشودِ   آيَةْ
 
أَلَا    يكفيكَ    نُكرانٌ      تًمادى 
وَخيرٌ  عادَ   شَرَّاً   في  النهايةْ ؟

إلى  مَنْ  تَشتكي  مِنهم جُحوداً
وهل  تُصغي المَسامعُ للشكايَةْ؟

لئامُ    الطَّبعِ    ماصانوا   عزيزاً 
ولا  فيهم  صدوقٌ   في  الروايَةْ

نعيمُ   المَرءِ   في  الدنيا صديقٌ
لهُ   الإحسانُ    والتقوى    كنايَةْ 

ألا    فاترُكْْ    رعاكَ    اللهُ  جهلاً
بغيرِ    اللهِ   لا  تُجْدِي   الحِمايَةْ

سوى الرحمن من يكفيكَ  ذُخراً؟
وما   في  غيرهِ    تَلقى  الكِفايَةْ

     أماني الزبيدي / العراق