الثلاثاء، 24 مارس 2020

قصة قصيرة بعنوان {{سكون الأرصفة}} بقلم القاصة العراقية القديرة الأستاذة {{ريم علاء}}

بقلمي ريم علاء
العراق 
_________☆
                  **سكون الأرصفة**

شدني الهدوء ولفت إنتباهي صمت الشارع 
ودفعني فضولي لإختلاس النظر من ثقب الباب 
لأرى ما يحدث ؟ 
فأستغربت بشدة عندما رأيت إبتسامة الشارع وشعوره الواضح جداً بالراحة والسعادة ..!
فقلت له :ما سر هذا الفرح وأنتَ تبدو موحشاً جداً ومخيف
 كأنك مقبرة أشباح مهجورة ..؟
فقال : و كيف لا أشعر بالراحة وأنتم محتجزون في بيوتكم ..لا سيارات ؛ لا دراجات نارية ؛ ولا فوضى ..
تَصدع سطحي بسببكم وتحفرت ملامحي بسبب إهمالكم وسرعتكم وتهوركم 
وتلوثت الطبيعة بفعل عاداتكم الخاطئة التي تتبعونها أنتم وأطفالكم ..
ورمي مخلفاتكم هنا وهناك دون أدراك او إحساس بالمسؤولية ..

فحتى جاركِ العجوز  الذي كان يجمع أصدقائه عند باب بيته ويوقد النار ويخنق المارة برائحة الدخان تاركاً خلفه كومة من الرماد يعبث بها الهواء ويبعثرها في الأرجاء ...
لم يعد يخرج منذ فرض حظر التجوال ..
جميعكم تصنفوننا ضمن الجمادات وعديمي الشعور 
فأين شعوركم ...يا من تملكون الشعور ..؟ 

فشعرتُ بالخجل والأسى لقباحة تصرفاتنا 
وقلت له : حسناً ؛
 أعدكَ بأني سأحاول نشر الوعي والإرشاد ما حييت.

ليست هناك تعليقات: