طفولة مُزرية
في صفي يوجد طالب كُل يوم يَحضر متأخر ، فيقوم معلمي بتوبيخهِ وضربهِ بقوة على راحة يدهِ ، بعدها يجلُس في مقعدهِ مطأطأ رأسهُ مصاحبةً دموعهِ ألتي لا تُكَفكَف ولا أحد يتكلم معهُ ولا يملك أصدقاء ، كعادتهِ في اليوم التالي وصل متأخر وقام المُعلم بتوبيخهِ وضربهِ مرة أخرى وكأن المشهد يعُاد ، في صباح اليوم الذي بعدهُ كُنت أتمشى برِفقة أستاذي في أحدى الأزقة متجهين للمدرسة ك العادة فهو يقطن بالقرب من بيتنا لذا والداي يجعلونني أرافقهُ كُل يوم ، بالصدفة رأينا الطالب الذي يتأخر خارجاً من منزلٍ قديم وصغير جدرانهُ مائلة بعض الشيء ، يجر عجوز مترهلة في كرسي مدولب واضح عليها العوق قام بإيصالها عند الجيران فهرع مسرعاً حاملاً حقيبتهُ الممزقة متجهاً الى شارع المدرسة ، ألتفتُ الى أستاذي لنتحدث بشأن ما رأيناه فبدأ غاضب وعينيهُ تكسوهما الدموع ، وصلنا للمدرسة وجلس كُل شخص في مقعدهِ وبدا لي أن الأستاذ ينتظر قدوم الطالب فلم يقم بشرح المادة ، وصل الطالب كعادتهِ فاتح راحة يدهِ ليتلقى ضربتهُ المعتادة ، انحنى الأستاذ اليهِ وأعطاهُ عصاهُ وقال بحزن وبخني أضربني بقدر ماضربتُك فأنا استحق كيف أن أعاقب شخص مثلك كيف؟ تعلمت منك درسٍ لا أنساه لطالما حييِت ، ماذنب طفل صغير بأفعالنا ؟لِما لا نستمع إليهم ؟لما لا نفهم لما تتجاهلون الأطفال لِما ولِما ولِما...... .
كفاكم جرح هذهِ الطيور الصغيرة ،كفاكم قص أجنحتها ،كفاكم خُذلانها .
#نور الهُدى الموسوي
#كتاباتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق