من البسيط
(دموعي الغريبة )
لا تسألِ العينَ عن دمعٍ وتهمالِ
فالهمُّ ما عاد محسوباً بِأثقالِ
أحزانُ عمرٍ وجلّتْ كلّها خطرؐ
قد بدلت في هجومٍ كلّ أحوالي
لقد مررتُ بأجسادٍ ممزّقةٍ
ولم أرَ الروحَ قد بِيعتْ بِمثقالِ
ترى الجهابذَ في يأسٍ وفي نكدٍ
قد سلّموا أمرهم قهراً لِبلبالِ
حتى العيونُ لقد باتت بلا حورٍ
قد أُكحِلتْ أحمراً وأيّ إكحالِ
يا شامُ فيكِ أناخَ الموتُ ناقتهُ
حتى المنايا لقد غُّلت بِأغلالِ
والبعضُ فرَّ فلا يلوي على أحدٍ
من حدِّ سيفٍ ومن أنيابِ قصَّال
نفرُّ بالعرضِ نخشى فلحساً كَلِباً
فالعرضُ عند كريمٍ سِعرهُ غالي
في كلِّ مصرٍ ترى روحاً مقطعةً
كم تندبُ الدارَ في شوقٍ وتهمالِ
صرنا كمثلِ اليتامى عيشنا غَصصؐ
كم نرقبُ الجدَّ من بابٍ بأقفالِ
يا دارُ قد دارتِ الأيامُ في وصَبٍ
على شبابٍ مشى تيهاً بإذبالِ
كم زفرةٍ تدمي الحشا وتحرقهُ
والقلبُ ناءَ بِحملهِ لِأهوالِ
أشتاقُ يا دارُ والحنينُ يقتلني
ليسَ الجريحُ ولا الثكلى بأمثالي
نبكي على فرقةِ الأحبابِ في نَشَجٍ
قل للنحيبِ فلم تعملْ بِإجزال
نبكي على نسمةٍ مرّت على عَجلٍ
على الديارِ ولو مرّت بأطلالِ
هل أعربَ الدمعُ عن شوقي وعن كمدي
فَسِلْ أيا دمعُ عن حبٍّ وإجلال
بقلمي
د.عبدالمجيد مواس طوقان
١:بلبال: هو الوسواس والهم
٢:قصال: الأسد
٣:فلحس:من أسماء الكلب
٤:الجد: الحظ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق