الخميس، 14 مايو 2020

مقال تحت عنوان {{قلت له}} بقلم الكاتب الجزائري القدير الأستاذ{{لطرش عمر بوثلجة}}

قلت له..
"الأوربيون أقتنعوا بضرورة السماح بإقامة مؤسسات مالية اسلامية رغم أنهم لائيكيون لكنهم في الجانب التقني و المالي و الاقتصادي و بعيدا عن الشق التعبدي يعترفون أن المالية الاسلامية منهجها أنسب لتوفير سيولة مالية و غلق الأبواب أمام أزمة قد تتسبب في خسائر..
ان الفائدة أو خدمات الدين كلها أصبحت تمثل تهديدا و رعبا للمواطنين بل تقيد الانسان و تكبيله الى أن يصير وسيلة و أداة بأيدي أصحاب المال و المؤسسات المالية فلا يتحرر من قيدها و التبعية لها..
لقد قررت في وقت سابق حكومة انجلترا و فرنسا السماح باقامة تلك المؤسسات لما فيها من النفع على الانسان و المجتمع و الاقتصاد..
إن الصلاة جزء من الاسلام و هي قوام الدين لكن هناك ما يتعلق بالحكم و الولاية و شروطها التي يجب أن تتفور في الذي يستحق القيام بذلك نيابة عن الأمة و الشعب و المال الذي يعتبر عصب الأمم و الشعوب و الدول و الذي توضع القوانين التي تراقب حركته حتى لا تتمد آيادي الفساد إليه فتحدث أزمات بسبب ذلك و الحرب التي تعلن من أجل رد العدوان و التحرير و القضاء الذي كل الهدف منه هو اقامة العدل و قمع و منع الظلم و رد الحقوق الى أصحابها و توزيع الثروة بالعدل بين مختلف شرائح و فئات المجتمع فهذه أيضا جزء من الاسلام..
هذا التكامل يقتضي أن نكون الانسان منذ صغره على الأخلاق و الفضائل و نبعد عنه كل ما يبعث فيه التبعية و السوء و الشر و العوج و لأجل أن ينبت على هذه الخصال و الأوصاف لا نجد الا الاسلام الذي يسمو به و يرقى و تخلصه تعاليمه من الجهل و الضعف و الانحراف و الانحلال و يغرس فيه الحب و الخير و الشجاعة و الايثار و الاخلاص و الصدق و الوفاء و حفظ الآمانة..
هذا هو الاسلام الذي أنصحك يا صاحبي أن تتبناه و تعيش وفق تعاليمه علك تخرج من ربق و ضيق و ضنك اللائكية  التي أعيتك و دفعت بك الى اللامعني اللهم الا تبعية و حيرة و طمع و ابتعاد عن الاسقامة و الرشد"..
كان هذا حديث دار بيني و بين صاحب حول الاسلام و أثره في حياة الفرد و المجتمع و أنه قوام الحياة و دوامها و سبب النجاح و الازدهار و السلام النفسي و الاجتماعي..

لطرش عمر بوثلجة..  الجزائر

ليست هناك تعليقات: