..... مَلْحَمَةُ الزَّمَنِ الْأَخِير
(أسْفَاُرُ كُورُونَا)
- 7 - سَيُولَدُ كَوْنٌ جَدِيدٌ
لِيَكُنْ يَوْمُ الْقِيَامَة..
وَلْيَكُنْ دَمَاراً عَادِلاً
لَا يُشْبِهُ مَا مَرَّ مِنْ حُرُوب وَمِنْ نَعِيم..
فَمَرْحَى بِهَذَا الْخَرَابِ الرَّهِيب
وَمَرْحَى بِهَذَا الْمَخَاضِ الْحَمِيم..
سَيُولَدُ كَوْنٌ جَدِيدٌ عَمَّا قَرِيب
سَيُولَدُ مِنْ ضِلْعِ مَنْ أَكلَتْ تُفّاحَتِي
إِنْسٌ صَغيرٌ لَطِيفٌ حَلِيم
ِلِيَدْفَنَ تُجَّارَ اللَّحْمِ البَشَرِيِّ
وَأَوْثَانَ الدَّمِ وَالرَّصَاصِ الْمُدَوِّي
وَخَرَائِطَ الإِسمَنْتِ وَالزَّفْتِ المُبِينِ
لتَعبِيدِ الطُّرُقِ الْحُرَّةِ
وَالْمُوصِلَةِ يُسْراً إِلَى أْوْطَانِ الْعَبِيدِ..
وَأَطْفَالَ الْأَنَابِيبِ
وَأَقْرَاصَ الْفيَاغرَا
وَمُخَدِّرَ الكُوكَا الْمَحْشُوِّ بِالدُّولِارِ والنَّبِيذ..
وَالسِّلَاحَ النَّاعِقَ فِي اللَّيْلِ الْمُرِيب..
لِيَكُنْ يَوماً كَنُزْهَةٍ فِي الْجَحِيم
تَجُوعُ فيهِ رَاقِصَاتُ النِّفْطِ الْمُقَدِّسِ سُدىً
وَتَعلُو الْمَآذِنُ وَالْكَنَائِسُ فَوْقَ حَدِيدِ أُورْشَلِيم..
سَيَبْكِي مُزَيّفُو النُّقُودِ وَالْحُدُودِ
وَخَرَائِطِ التَّارِيخِ الصَّغِيرِ وَالْكَبِير..
وَيُصْبِحُ مِنْ حَقِّ الْأَشْجَارِ أَنْ تَحْيَا وَأنْ تَحْيَا
وَأنْ تُثْمِرَ بِالْحُبِّ وَبِالْخَيرِ الْعَمِيم..
وَمِنْ حَقِّ الْعَصَافِيرِ أََنْ تَبْنِيَ أعْشَاشَهَا فِي القَلْبِ أَوْ فِي الْأَثِير..
وَمِنْ حَقِّ الْأَرضِ أَنْ تَنَامَ فِي الْأَرْضِ هَادِئَةً
مِثْلَمَا كَانَتْ تَنَامُ فِي قَدِيمِ الْقَدِيم..
سَيُصْبِحُ مَتْنُ الْحِصانِ أَشْهَى وَأَغْلى
مِنْ طَائِراتِ الْبوِينْغِ الْمَهْجُورَةِ
كَكَهْفٍ مُخِيفٍ غَرِيب..
سَيُصْبِحُ الْحُبُّ أَعلَى مِنْ نَاطِحَاتِ السَّحَابِ
وَنسْمَةُ الْهَوَاءِ أسْمَى مِنْ مُرَتَّبِ رُولَانْدُو وَمِيسِي
وَمِنْ شَرِكَاتِ التِّبْغِ وَالشَّرَابِ..
سَيَخْرُجُ الْبَدْرُ بَاسِماً
لِيَكْتُبُ فِي اللَّيْلِ شِعْراً لِلْأَرْضِ فِي النَّسِيب..
وَرُبَّما يطْلُبُ المُشْتَرِي يَدَ الزَّهْرَةِ مِنَ الشَّمْسِ
فِي الْعَاجِلِ الْقَرِيبِ..
وَقَدْ يَكُونُ مِنْ حَقِّ النُّجُومِ أَنْ تَحْتَالَ فِي أَعرَاسِ اللَّيَالِي
حِينَ تَرَى يَدَ السَّحَابِ
تْغْسِلُ بِالمَاءِ وَالصَّابُونِ لِلسَّمَاءِ الْأَدِيمَ الجَميل..
د.العلمي الدريوش
القنيطرة - المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق