صحراء العشاق
تلك المفاتن التي تسير لها قوافل العشاق
وتتلظى من حرارة الشوق فتظمأ
تبحث عن واحة نحر لترتوي شفاها
كل القوافل تسير في صحرائها تتحرى
ترجو ماء عشق لمناها فلا تشقى
آه من وجنتها على مد الأيام تتعرى
وتخرج تجاعيد بجمالها لم تبقى
ترك الزمان أثر عاشق لكل الخطى
هي تلك المهرة الشاردة كالمها
التي لها الصيد يضع الشراك يتمنى
من وجنتها حتى قوامها يغزا
هي تلك النائمة في أحلامها القصوى
تضع مفاتنها تتبهرج لتسابق الهوى
آه من نارها تلسع صحرائها الكبرى
تحرق الليالي وتسرق الفكر لتحظى
ببئر يروي عطشها وتنهل النشوى
تغرف كأساً يثملها من رحلة تغنى
ونار عشقها تسعر لقافلة ركبانها تشقى
تسعى المرور على ذاك الجسد المسجى
وعلى تلك المفاتن والتضاريس السمرا
ومن نظرات عينها المكحلة بالفطرة
وأنفها الدارس كتل ناعم الندرة
آه من صحرائها نارها على شفى حفرة
تسقط من صبا لها من أول نظرة
تشتاق لمن يزرعها لتتنفس عطرة
فكل من مر ترك له عندها ذكرى
وهي تبكي من غدر وشباكها جمرة
هي القاتلة وترجو جنة وهي صحرا
بقلم موسى العقرب
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق