"سرطان الروح "
بقلم الكاتبة:روابي محمد المصاروه (الاردن)
____________________
بينما كنتُ أرى مصابين السرطان
يأخذون علاج الكيماوي
ويتألمون
يستنشقون المرض شهيقا
ويخرجون الألم زفيرا.
ولكن كان لهم علاجا
وهو الكيماوي ويستلقون على سرير المرض لتلقي العلاج المؤلم إلى حد الموت.
بينما كُنت أنا أُعاني من سرطان
ليس لهُ علاجً
فريداً نوعً ما
يستحيل أن يُصيب الطفلُ الرضيع
ولا الأطفال إلى سن الخامس مِن عمرهم
سأتحدث معهُ أتمنى أن تسمعون همساتنا:
السلام عليكم: سرطاني الروحي
أُغربي عن وجهي يا فتاة
ماذا بك؟
أهدا أنني أريد أن أُعرفهم بك
وماذا ستقولين لهم!
أبدئي لكِ أن أخرج لكِ جواباً متيناً أرميك بهِ في أرضاً صحراء خالية من كل شيء.
بينما كُنتُ عائمة في غابة السرطان أرتعش من جلجلة الخلايا الروحية متغطرسة السموم البدنية.
كُنت جثة تسكن على أرصفة الكيماوي السماوي
أسكن زنزانة الصبر
وأمسك سندي الفرج بين أضلعي
خدي الأيمن يحتوي على قلبي العائم بالسرطان
متشتت الألوان فاقد الحياة
وخدي الأيسر يرتعش من جلجلة القرآن.
أنني أتشكل كالزومبي اعضائي متشتتة تخلد على أرصفة الحروب الممتلئة
بالكسرات
بالشتات
بالهدم
بالأوجاع
ألم يستطيعُ أن يستشرفُ حائط قلبي الممتلئ بالزجاج
ألتي يحركهُ سرطان روحي كما يشاء ينخزو حفر الوجع بكل مكان والآثار مخلد للأبد.
عندما أستذكر جسدي المُسْتَضْعَف الذي تعرض للكثير من البَلاَء الذي غرس بكل عضو شعاع الألم
ثم بدأ بقلبي
ثم نبضة
ثم اطرافهُ
ثم إنتشر الورم في كل مكان
مجدداً
أوجع
أَسًى
عَذَاب
شَجًى
إِكْتِئاب
أتسائل بيني وبين ذاتي:هل يمكن أن يانْكَفَـأ
المسكين بناء نفسهُ ؟
هل يُمكن أن تكون روحي كأنني عشرينة .
سرطان تغلغل في حدائق جسدي أَسًى ورود وياسمينةُ
ما كُل هذا يا إلهي هل هذا أنا أيُعقل أنني أخلدُ على قيدُ الحياة.
توقفي كفاكِ حديثاً لقد تحدثتي عني أسمعي هذا
بدأت بقلبك "تفشيتُ" بهِ
أستدرت في بنائهُ وأسقطتةُ
ذهبتُ لحدائقة وحرقتُها
أرصفتةُ رشقتها بالسواد اللعين
جنودةُ قتلتهم
ثم أنتشرت لأسيطر على ما تبقى لكِ أغمسكِ في سرطاني اللعين.
هل تريدين طرح أية أسئلة؟
نعم
ما هذا الوشاح الممتلئ بالآلات الحادة؟
يا فتاة هذا عَقلك لا يعلم هل يتقدم مع الورم
أم يبقى
أم يقاوم
وما توصل له هو أن يستسلم فتخللت بهِ هذهِ السكرات وهي ما تسمى بسكرات الموت الروحي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق