الاثنين، 2 نوفمبر 2020

نص نثري تحت عنوان {{نَفْسُكَ واسْمُكَ}} بقلم الشاعرة الأردنية القديرة الأستاذة {{رجاء عبدالهادي}}


 

نَفْسُكَ ... واسْمُكَ

حينما يكون إسمك جدار صلب ...

يحيط بك من الجهات الأربع ...

فيخفي عنك الصورة الحقيقية للواقع ...

و كلما أردت أن تخرج منه

لا تجد أمامك إلا حرس الحروف ...

يرتقبك فتجد أنك معزول عن العالم ...

و تتمنى أن لك عصاً سحريةً تعيد نسج الحروف ...

فتنسج ذاتك كما تريد ….

حين تدرك أن حروف اسمك قد تحميك ...

من الأمطار و العواصف الخارجية ...

لكنها لن تتمكن أبدا من أن تمنحك سقفا

يحميك من أمطارك الداخلية ...

و لن تقوم بإسكات عواصفك ….

حينها فقط تتجسد أمامك معانٍ

غابت عنك و لم تدركها من قبل….

حينها فقط تكون فعلاً ليلة مطر ….

تتراقص قطراتها على أعلى رأسك ...

فتبتل خصلات شعرك كما ابتلت مشاعرك ...

فيمتزج المادي بالمعنوي ...

و يختلط المحسوس بالملموس ...

فتدرك أنك أنت الراء أنت الجيم أنت الألف أنت الهمزة ...

لكنك ببساطة لست أنت إنما حروفك ….

حروفك هي من تصنع وجودك …

حروفك هي من تصنع حدودك ….

حروفك من تضبط ردودك ….

حروفك و لست أنت ….

حينها فقط تتمنى لو أن لك عصى سحرية تعيد نسج الحروف ….

فتعيد نسج نفسك من جديد و تفرض ذاتك على حروفك ...


رجاء عبدالهادي

      الأردن

ليست هناك تعليقات: