نَفْسُكَ ... واسْمُكَ
حينما يكون إسمك جدار صلب ...
يحيط بك من الجهات الأربع ...
فيخفي عنك الصورة الحقيقية للواقع ...
و كلما أردت أن تخرج منه
لا تجد أمامك إلا حرس الحروف ...
يرتقبك فتجد أنك معزول عن العالم ...
و تتمنى أن لك عصاً سحريةً تعيد نسج الحروف ...
فتنسج ذاتك كما تريد ….
حين تدرك أن حروف اسمك قد تحميك ...
من الأمطار و العواصف الخارجية ...
لكنها لن تتمكن أبدا من أن تمنحك سقفا
يحميك من أمطارك الداخلية ...
و لن تقوم بإسكات عواصفك ….
حينها فقط تتجسد أمامك معانٍ
غابت عنك و لم تدركها من قبل….
حينها فقط تكون فعلاً ليلة مطر ….
تتراقص قطراتها على أعلى رأسك ...
فتبتل خصلات شعرك كما ابتلت مشاعرك ...
فيمتزج المادي بالمعنوي ...
و يختلط المحسوس بالملموس ...
فتدرك أنك أنت الراء أنت الجيم أنت الألف أنت الهمزة ...
لكنك ببساطة لست أنت إنما حروفك ….
حروفك هي من تصنع وجودك …
حروفك هي من تصنع حدودك ….
حروفك من تضبط ردودك ….
حروفك و لست أنت ….
حينها فقط تتمنى لو أن لك عصى سحرية تعيد نسج الحروف ….
فتعيد نسج نفسك من جديد و تفرض ذاتك على حروفك ...
رجاء عبدالهادي
الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق