الأربعاء، 4 نوفمبر 2020

مقال تحت عنوان {{نتنهــــد لكـــن لا ننهـــــد}} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الأستاذة {{پرشنگ اسعد الصالحي}}


 {{ نتنهــــد لكـــن لا ننهـــــد }}


نتنهد لكن لا ننهد 
متألمون لكننا متأملون 
نصد من قبلهم كل شيء ، ولا يصيدون أحلامنا .
في دواخلنا بركان هائل من أقاويل لكننا لا نبوح بأيِّ حرفِ .
جميعنا قلوبنا متشظية تحملنا ما لا طاقة به رغم الحمل الثقيل تدبرنا أمرنا وكنا على أتم أستعداد .
ليت الجميع يفرغُ ما في جعبتنا يغوص في أعماقنا ، 
كم أننا 
جارحون
 متألمون
 منتهون 
فانون 

أطفالٌ نحن لكنهم لا يشعرون بنا أو يتفقدون خوالجنا كم ضاق بنا الألم وضاقت وأنفرجت وأنفرجت .
نحن أطفالٌ في دواخلنا نكابر على الشيخوخة الباكرة لكننا نفهم الحب نغوص في الحياة نلتهم السعادة .
كل ذلك نحن يا سادة نحن نكابر حيث أننا نتحمل كل ذلك البؤس بكامل شقائه وزفراته غير منقطعة كم نلنا الذبحات الصدرية كم وكم لا تحتسب ، خذلنا مرارا وتكرارا ورفعنا كل ذلك للحاكم الاعلى بأنه سيرانا وانه مدرك بما نشعر .
ليتنا نقول لهم لا ننفجر على وجوه كل من كسرونا ولم يعيروا للطفل الساكن في أحشائنا أو تلك البذرة أي أهتمام ، كم أنها ذات إخضرار تسعى للنمو لا للتجرد تسعى للخلود لا للهدم تسعى للاستمرار لا للوقوف تسعى للانبلاج لحظة الإشراق لا للظلام
غرقنا في منفانا وكم كان طعمه (   كالزقوم )
سامة
 قاتلة 
ناحرة
 منهدمة
مشردة
مكتومة
غليظة
دفينة
لا تسمع ولا ترى  قطعت أشلاءنا من جرائها
نحن مجانين نروم لشيء  ليس لنا
نتأمل السعادة غير مستمرة لمستقبلنا
نفنى من أجل أناس لا يرفّ لهم جفن  ويتركونا بكل وقاحتهم الساخرة كم هم غادرون .
ننفجر بكل ما فينا من طاقة مكتومة نووية بل قنبلة موقوتة كالبارود دوما أشتعلت قلوبنا وأنهدمت وأنهدمت .
لكننا في الأخير أدركنا عمق مخاوفنا وكتماننا ومستحقاتنا وديمومة حياتنا أنها الإنطلاق من موجة سلب الى موجة إيجاب . أنها زوبعة تنافرات بعد زوبعة تجاذب
كلنا كاذبون نكذب على أنفسنا بإننا سعداء بل تعساء خرسنا عن الحقيقة وكبتنا كل عزائمنا بكل سبل كنا نحتسب نملك السعادة بل كنا نشحذها بكل قساوة ونتمسك بها بكل ضرس من أضراسنا .
نبكي
 ننزف
 نتدمر 
نسهر
ننهر
نتكور 
بجميع الحكايا الشعبية والفلوكلورية والعصرية نتكور على المآسي سحقنا بأول مدارج التأمل بأول مدارج التنهد .
وكنا ندرك ذلك القاع ليس لنا هؤلاء لن يحتوونا وكنا نقضم الالام بكل أنواعها
تعلمنا كم نحن قاسين على أنفسنا وناهبين لسعادتنا بشتى الطرق
نرقص نرقص نهدم أزقة حينا ونتهاتف بكل ما فينا نحن مخطئون وكنا مانعون نعطي مهلة لأنفسنا بإننا :
سنسيطر 
سنتحكم
سننقاد
سنصرخ
سنقاتل
سننفجر

نخرج كل بؤر أحزاننا شيئا فشيئا
ونزيح ما في صدورنا بجنون غامر
[[ بآخر المطاف سنزهر بالسعادة التي نريدها ]].

بقلم پرشنگ اسعد الصالحي 

6-7-2020 يوليو
يوم الاثنين 2:16Pm

ليست هناك تعليقات: