كلمات وسراب ...
في يوم من أيام الشتاء الباردة بينما كانت تغط في نوم عميق .. سمعت رنين هاتفها وحين أجابت سمعت صوته يقول صباح الخير ...
نادته باسمه
أجاب نعم أنا يا نور العين
قالت : أين أنت ؟
قال : أنا هنا معك
قالت : أتذهب وتتركني وحيدة ؟
قال : رغماً عني .. ولكنني الآن معك دعيني أسمع صوتك وأطمئن عليك فقد اشتقتك جداً .
قالت : ألم نتفق على البقاء سوياً ... الم تعدني أنك لن تبتعد ... لن تغادر ... لن تغيب
قال : صدقيني غيابي هذه المرة لم يكن بارادتي... وأنا ذاهب لم يكن ببالي سواكِ... فكرتُ بكِ... باحساسك ... بردود أفعالك... بغضبك... بحزنك ... ولكن رغماً عني ذهبت
قالت : تألمت جداً في غيابك وبكيتُ كثيراً... تذكرت أحاديثنا ووعودنا بأن لا يغادر أحدنا الآخر ونبقى سوياً طول العمر
قال : لو خُيِرت لاخترت البقاء معك ولك ولكن كما قلت رغماً عني حصل كل شيء
قالت : في غيابك كنت أرجع لأحاديثنا المدونة في هاتفي ... كنت أراك ... أسمع صوتك ... أعيش في ذكريات الحروف وبين الكلمات ... تذكرت أوقات اختلافنا وغضبي منك ... وكيف تراضيني وتدللني ... مواضيعنا ... نقاشاتنا...
لا زلت أعيش أوقات اتصالاتنا مواعيد الشاي والقهوة... أوقات الصلاة ... مرافقتك لي في السيارة ... لا زلت أعيش أدق التفاصيل ...
قال : وأنتِ معي في قلبي واحساسي... لم تغادريني لحظة ..
وخلال الحديث بينهما انهمرت دموع عينيها فتحت أمها باب غرفتها ونادتها هيا استيقظي... فتحت عينيها المغرورقتان بالدموع وقالت صباح الخير يا أمي ...
كل ما عاشته في هذه الدقائق وسمعته من حروف كان حلماً ...
فقد ذهبَ ولن يعود لأنه غادر الحياة ومات ...
رجاء عبدالهادي
الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق