الثلاثاء، 8 يوليو 2025

نص نثري تحت عنوان{{رماد اللقاء}} بقلم الكاتبة اللبنانية القديرة الأستاذة{{سهى زهرالدين}}


(رماد اللقاء)

تسلّلت الشمس،
عانقت تلك الصنوبرة.

في أغصانها المتباعدة حكايات:
شوق سنين،
أحلام، وأنين.

جذورها متمكّنة في الأرض،
وأغصانها صلبة، متعالية.

عند إطلالة الفجر،
يتداخل النسيم بينهما،
تتحوّل الأغصان إلى أرواح.

يتسامران،
يضحكان،
في معابدهن ناسك حيران.

تخترق حديثهما أصوات العصافير،
تتدلّل أنغامًا بين وريقاتها الدافئة.

وعند هبوب العواصف،
كلُّ غصنٍ يتمادى مع الريح لعناق الآخر،
لمسُّ وجهه،
يتمادى أكثر،
لينمزج بالعطر،

ليلتقط شالها الأصفر،
لتنتعش روحه أكثر.

أما هي،
فقط تحتاج لغمرة
للحظة،
لتلتقط النور من عينيه.

لكن...
        لكن...

صلابة الجذور تمنع أحلامهما أن يتحدا.

تمرّ الفصول:
ربيع، خريف، وألف شتاء،
ولا يلتقيان.

حتى أتاهما الفرجُ يومًا،
سُمع فيه تنهداتُ الحطب...

اقتربت...
           اقترب...

انمزجا رمادًا،
تبسّما في وجه القدر،
رحلا...

خشوعٌ،
        خشوع...

هي حكايةُ جيل،
عُمر،
روح،

رُكنت بين أغصان صنوبرة.

سهى زهرالدين 

ليست هناك تعليقات: