“نورُ المَولِدِ”
وُلودُكَ، يا بَدْرَ الهُدى، صَبَّ سُحْبَهُ،
فَتَفَّتَحَتِ الأرواحُ تُهْدِي إلى الرَّشَدُ.
تَضَوَّعَ ذِكْرٌ، ثُمَّ ضَجَّ المَلَا بِتِهِ،
فَهَلَّلَتِ الأفلاكُ: للهِ ذا الحَمْدُ.
تَبَسَّمَتْ يا أَرْضُ، واللَّيْلُ مُنْقَشِعٌ،
فأمْسَى لَنا فَخْرٌ، وما نِلْنَا السُّؤْدُدُ.
بِنُورِكَ عُقْدُ العُمْرِ أُوثِقُ صِلَّتِي،
وأَجْدِدُ لِرَبِّي في المَسِيرِ الْعَهْدُ.
وَمِنْ نَفَحَاتِ المَوْلِدِ الزَّكِيِّ ارْتَقَى،
إلى سُدَّةِ الأرواحِ ما يَنْسُجُ المَجْدُ.
إِذا ذُكِرَتْ طَه، انْجَلَى كُلُّ مُبْتَلًى،
وَخُضِّبَتِ الآمالُ: بُشْرَى إلى الخَلْدُ.
وبَابُكَ جُوْدٌ لا انقِطاعَ لِسَيْلِهِ،
فَمَنْ قَصَدَ الأعتابَ نَالَ هُناكَ الجُودُ.
وَمِنْ حِكْمَةِ الهَادِي سَداَدُ طَرِيقِنَا،
فَلِلْقَلْبِ تَقْوِيمٌ، وبِالنُّصْحِ السَّدادُ.
تُرَاقِصُنَا الأفراحُ عِندَ وِلادَةٍ،
فَيَسْقِي رُبَى الأرواحِ في المَوْسِمِ الرَّغَدُ.
ويَزْهُو قَليلُ الزَّادِ في كَفِّ سالِكٍ،
إِذا حَضَرَتْ سُنَنٌ، فَذاكَ هُوَ الزَّهْدُ.
وَيَكْتَمِلُ التَّكْبِيرُ حينَ نُسَبِّحُ،
فَيَرْتَاحُ في الأوْقَاتِ قَلْبٌ إلى الأَبَدُ.
وَبيتُكَ لِلرُّوحِ ارْتِكازٌ ومَدْخَلٌ،
فَتَسْنِدُنا الآياتُ، ذاكَ هُوَ العِمَادُ.
وَعَهْدُكَ صِدْقٌ لا يُخَالِطُهُ وَهَنْ،
فَمَا اخْتَلَّ مِيثَاقٌ، وما أَخْلَفَ الوَعْدُ.
وَتَسْرِي نَسَائِمُكَ الرَّقِيقَةُ مُرْتَقًى،
فَيَطْوِي عَنِ الأرْجَاءِ ما يَحْجُبُ الأَمَدُ.
وَمِنْكَ مَدَدٌ في الشِّدَادِ مُؤَيَّدٌ،
فَيُرْفَعُ عَنْ أَكْتَافِنَا ثِقْلُ المَدَدُ.
وَفِي طَيْبَةٍ شَمٌّ لِطِيبِكَ عِنْدَمَا،
تَحُفُّ الرُّبَى أَغْصَانُهَا، يَطْرَبُ البَلَدُ.
وَيَنْسَابُ ذِكْرُكَ فِي المَسَاجِدِ رَوْنَقًا،
فَيَرْتَحِلُ الضِّيقُ، ويَهْتَدِي المُسْجِدُ.
وَقُرْآنُ رَبٍّ في دُجَى اللَّيْلِ مُهْتَدٍ،
يُقَوِّمُ خُطَى السَّائِرِ: تِبْرًا هُوَ السَّعْدُ.
وَمِنْكَ عُلُوٌّ لا يَبِيدُ وَسُمُوٌّ،
فَأَقْصَى مَرَامِينَا لِوَجْهِكَ يا الصَّمَدُ.
صَلاةٌ وسَلْمٌ ما تَرَنَّمَ مُسْتَهٍ،
عَلى أَحْمَدٍ الهادي، ويَفْدِيكَ مُحَمَّدُ.
✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي
بتأريخ 09.03.2025
Time:1:29pm
https://telegra.ph/نور-المولد-09-04
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق