نُفكّر في الحطام
حذار أن تعيشَ بلا نسبْ
كما فعل الكثيرُ من العـــربْ
ألمْ ترََ أنّهم في كلّ قُــــطْرٍ
تسيلُ دِماؤُهمْ وبلا ســـــببْ
يُقاتلُ بعضُهم بعضاً قتالاً
كأنّ القوم ليــــــسَ لهــــمْ أدبْ
وأُضرِمتِ الحرائقُ في بلادٍ
بها الإنسانُ قدْ فقدَ النّـــــسبْ
حذار فاليهودُ طغوا علينا
لأنّا في الخــــلائقِ كالحـطبْ
نُفكّر في الحطام وفي النّساءِ
ونقْنعُ بالتّـــــقوْقُعِ في الوراءِ
نقولُ بأنّنا عربٌ بــــــــناةٌ
ونهْــدمُ في القديمِ من الـــــبناءِ
وهذا في ثقافتنا انحطاطٌ
يدلّ على الخساسةِ والغــــــباءِ
تشوّهَ كلّ ذي طعْمٍ وفهْمٍ
ولم نعثرْ على وصْـــــــفِِ الدّواءِ
فيا أهل المعارفِ في بلادي
متى التّغييرُ يَصلحُ للشّــــفاءِ
ألا كونوا شعوباً طامـــــحينا
وكونوا كالبــــــناةِ الأوّليــــنا
تريدونَ التّقـــــدّم دون علمٍ
وهذا الرّأيُ رأي الجاهـــــــلينا
لعمري ما التّقدّم كان صعباً
ولكنّ التّســــلّط يزْدَريـــنا
سقطنا فانبطحْنا للأعادي
وهذا حالُ كلّ المـــــســـلمينا
أروني دولةً فينا استطاعتْ
مُواجهةَ اليهـــودِ الطّامعــــينا
نُفَتّشُ في القذارةِ كالذّبابِ
ونبدعُ في التّـــحرّشِ كالكلابِ
ألم تر في شوارعنا البلايا
قد انتــشرت كــــنارٍ في الرّقابِ
فُجورٌ لوْ تزايدَ صار داءً
وسبّبَ في الكثيرِ من الصّــــعابِ
فعودوا عن مرافقة التّدنّي
وعودوا في الفعال إلى الصّـواب
فأنتمْ إنْ أردتمْ كان خيراً
ورقمُ الفوزِ يظـــهرُ في الحـسـابِ
أراد المسلمُ الإقلاعَ عِلما
ولم يدركْ على الإطلاقِ سـهما
يُشارُ إليه بالإرهابِ خوفاً
وَيُتّهَمُ اتّــــــــهاماً صار سُـــمّا
يُهاجمُ في الحضارةِ كلّ يومٍ
وَيُسجنُ نائماً في اللّيل دهْـــــما
كأنّ الدّينَ في وطني تلاشى
وحلّ محلّهُ التّلفيقُ رجْـــــــــما
وربّي لا يُغَيّرُ ما بقـــــــــومٍ
إذا هم ناصروا الإفسادَ دعـــما
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق