"في عتمة الحافلة"
سلسلة قصصية
بقلم :
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
قرين
-١-
كثير ما يحدث أن أعد نفسي لرحلتي الجديدة إلى مدينة العقبة لامضاء بعض عطلتي السنوية هناك.
وبالفعل أذهب؛ لكن، وبعد امضاء أربعة ساعات ونصف الساعة في الحافلة ،وما أن أوشك على الوصول و أرى أشجار النخيل والشوارع ،حتى أشعر بالضيق ،وأسأل نفسي دائما السؤال الملح؛ "لماذا حضرت إلى هنا ..؟! ولماذا لم أمضي إجازتي في عمان ،وفي منزلي ؟"
بعد ذلك ، وما أن أرى وجوه أقاربي المنفرة هناك حتى أشعر بالاشمئزاز ..والضيق ..والرغبة في العودة.
لعلني أردت فقط الذهاب كما يفعل غيري من سكان عمان ،وقولهم المكرر :"أين تريد قضاء عطلتك السنوية هذا العام؟"
كما وأن ذلك فرض علينا!! ،بربكم ماهذا العبث ..؟
ولماذا أمضي إجازتي في مكان ما !؟
ولماذا نفرض على أنفسنا رؤية وجوه لانحبها..؟!! ولا نرغب في رؤيتها.؟!!
وماذا يوجد في العقبة غير ذلك المنفذ الصغير على البحر المسمى "خليج العقبة "،والذي أغلبه مستثمر للتجار الجشعين أو لفنادق الأثرياء والكافي شوبات.
ففي عمان وبعد أشهر من العمل المرهق، أشتاق لنفسي ،للاختلاء بها..بنفسي .
أن أقف ولو للحظة أمام المرآة كي أنظر إلى نفسي، وأن أر تقاسيم وجهي ،وأن أحدث نفسي ،فأن نفسي أحق بكثير للاهتمام بها من النظر إلى الآخرين هناك :"بالطبع أنا أقصد فقط أقاربي اللذين يقطنون هناك والذين هم أشبه بتجمع للذباب على شيء ما ؛ومنهم أيضا صحبة السوء.
لماذا أعد نفسي كما وأني في حفل زفاف ،بحيث أرتد أجمل الثياب، وحذاء جديد ،وأتأنق وآخذ معي عطري وفرشاة أسناني ومشطي ،وجميع مستلزماتي لأذهب إلى آخرين للجلوس معهم ،
أليس ذاتي احق بذلك كله.
ففي منزلي توجد غيتارتي، وكتبي ،وأوراقي وأقلامي ،أتصفح دفاتري القديمة ،وأوراقي الجديدة، وأتفرج على صوري في البوماتي القديمة والجديدة.
واستخرج مقتنياتي النادرة وأفردها أمامي ، وأما في أوقات فراغي؛فأنا اجلس مع نفسي ..أحدثها ..فأن نفسي خير رفيق لي ،وخير جليس ،بالطبع بعد الكتاب، لا بل قبله.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتكرر الأمر مثل كل عام ،أصل إلى شركة الحافلات ..أصعد..أتخذ مقعدي إلى جانب النافذة كي أطل منها طوال الرحلة .
وفي الحقيقة أن أجمل مافي الرحلة هي الحافلة ذاتها،الحافلة فقط ؛الجلوس في الحافلة وسيرها بي دون توقف،ودون أن أصل إلى ماتسمى "العقبة" المسماة خليج ،و البحر الأشبه بالبحيرة.
أتمنى أن أر شيء جديد في حياتي ،ووجوه جديدة ..مختلفة..أكثر رقي ..أكثر تحضر ،وجوه تتاسب ونفسي ..تتجاوب مع ذاتي المختلفة عن دواخل تلك الوجوه.
لكن ماهو الشيء الجديد،وأين يمكنني البحث عنه..لاأدري ..آه عذرا ياشاعرنا الرائع إيليا ابو ماضي ؛ أنا لست أدري ..ولست أدري لماذا أتيت أيضا، أأنا حي أرزق أم ميت.
إجتاحتني رعدة مصاحبة لنبضات شوق ..لم أستطع تفسير هذا التناقض عندما لمحت من جلس ،أو جلست إلى جانبي خصوصا عندما بحلق بي طويلا قبل جلوسه.
"وللقصة بقية "
تيسيرالمغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق