الاثنين، 3 نوفمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{أعجازُ نخلٍ}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


أعجازُ نخلٍ

أكيدٌ أنّنا أدنى الرّتبْ
وفي تفكيرنا اخْـــتنقَ الأدبْ
ثقافتنا يُكبّــــــلُها هراءٌ 
يُسمّــــــى عندنا أدبُ العربْ
وعجْزُ لساننا أقوى دليلٍ
يؤكّدُهٌ انحــــطاطٌ في الرّتبْ 
كأنّ شعوبنا أعجازُ نخلٍ
تُعامَلُ في الخلائقِ كالــحطبْ
تُصفَّدُ بالتّسلّط في زمانٍ
به الإنسانُ كافحَ فاكـــــتسبْ

سألتُ رؤوسنا سرّاً وجهرا
وقلتُ لــهم أريدُ العيـــشَ حـرّا
وفي يُمنايَ حِبْرُ الكفِّ جارٍ
بأحرفه انتخبتُ النّظمَ شــعـرا
مشى وركضتُ نحْو الفجْر نَجْري
وكان اللّيلُ ليلاً مُكفـهرّا
وقلتُ لهُ يعزّ عليّ أنّي
رأيتُ بك دُجى الظّلـــماء فجرا
فلا تحزنْ فقدْ رافقتَ حُرّاً
وحبرُكُ في يَدي سَـيظلّ فخرا

ألمْ يحزِنْكَ ما فعل القرودُ
ونزعــمُ أنّنا عربٌ أســــــودُ
حرامٌ أنْ يُراقَ دمُ الأهالي
ونرضى بالذي ارتــكبَ اليهودُ
تصيحُ ثعالب الإسلامِ غشّاً
وَيُشحنُ من أراضيــها الوقــودُ
وإنْ أنت انْتقدْتَ القومَ ثاروا
وجاءَ الزّجرُ تصحـبهُ القيـــودُ
كأنّ شـــعوبنا من قومِ عادٍ
يُعاقبُها الصّـــــــــهاينةُ القرودُ

سترْجُمُ أحْرفي المُتملّقينا
وتهجو بالبـيان المُجـــرمينـــا
تركنا الذّلّ في الأوطان عاراً
وسرْنا في دُروبِ الواهميــنا
سمحْنا للضباعِِ بقتل شعبٍ
وآزرْنا الـــــغزاة المارقيـــنا
يهدّدُنا ويوعــــــــدنا أبوهُمْ
فيرْعِبُنا وعـــــــيدُ الظّالمــــينا
كأنّ وعيدَهُم أضحى ابتزازاً
ودعماً للعُداةِ المُـــــــعتدينا

أيا من أراهُ يُسْرعُ في خُطاهُ
وعـيـــــــنُ الله ساهـــرة تراهُ
أما تخْشى من الجبّارِ يوماً
بمـــا تسعـــــى يدوّنهُ الإلهُ
أتعصي الله ظُلماً كلّ حينٍ
وتنسى في المـــماتِ غداً لقاهُ
فتندبُ حسرةً وتضيقُ صدراً
وتبكــــي نادماً ترجو رضاهُ
تعضّ يدَيْكَ منْ ندمٍ ويأسٍ
ولنْ يجدي أسى الباكي بُــــكاهُ

محمد الدبلي الفاطمي 

ليست هناك تعليقات: