قراءتنا
كفى بالعلم في الدّيجور نورا
يفسّرُ بالبيان لنا الأمـــورا
فكمْ أضحى الفقيرُ به غنيّاً
وكم أمسى الجبانُ به جَسـورا
تزيدُ بنوره الأفكارُ نُضــجاً
وتبتكرُ الشّعوبُ به المـــصيرا
وتعشقهُ العقولُ فلا تبالي
بغيرهِ كيْ تُنـــــيرَ به الضّميرا
وما التّحْليقُ في الأجواءِ صعبٌ
إذا الإنسانُ قرّر أنْ يطـيرا
فقدنا العلمَ في فقهِ الحسابِ
فصرنا في التّـــعلّمِ كالغُـــــرابِ
قراءتُنا تقهقرَ مُســـــتواها
فنام الفقهُ في جوْفِ الكــــتابِ
نصعّدُ في الجدالِ إذا اجْتمعْنا
وننبحُ في التّواصلِ كالكـلابِ
وإن نحنُ اخْتلفْـــــنا حوْل أمرٍ
تعذّرَ أنْ نعودَ إلى الصّـوابِ
فهل يجدي التّعلّمُ في شعوبٍ
تربّي الطّــفلَ تربـــيــةَ الذّئابِ
رخاءُ العيــــــــشِ ينجبهُ القلمْ
ومن فقدَ اليراعَ فــــــــقدْ ظلمْ
به الإنسانُ حلّق في السّماءِ
وأبدعَ في العلومِ وفي الحــكمْ
فحقّــــــق ثورةً بالعلم أحيتْ
عقولَ النّاس فانهزمَ العــــــدمْ
ونحن اليومَ نجهلُ ما علينا
ونحيا كالقــــطيعِ مــن الغنمْ
فعـــلّم إن أردت بناء شعبٍ
فربّ العرش علّـــــمَ بالقلمْ
كفى بالعلم للإنسان زادا
يجنّبهُ المهالكَ والفســــادا
ألمْ ترَ كيف أصبَحنا صغاراً
وصِرنا في ثقافـــتنا جمادا
مدارسُـــنا تُدارُ بلا ضمير
وقد جلبَ الهراءُ لها الكــسادا
تسيرُ إلى الوراءِ بكلّ عزمٍ
وتزعمُ أنّها تســـــمو اجْتهادا
فيا أطرَ المدارسِ في بلادي
لقدْ تركتِْ لنا النّــــارُ الرّمادا
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق