الأربعاء، 21 أبريل 2021

قصة قصيرة تحت عنوان{{اللصقة}} بقلم الكاتب القاصّ السوري القدير الأستاذ{{مصطفى الحاج حسين}}


 ///  اللصقة ...


                             قصة : مصطفى الحاج حسين .  

      كان زملاؤه في الجامعة ، يسمونه " اللصقة " فما من مرّة رأوه مقبلاً نحوهم ، إلاّ وسارع أحدهم لتنبيههم ، قائلاً في حذر :
- جاء اللصقة .! .

      فينسحب بعضهم قبل وصولهِ ، بطريقة ذكيّة قائلين :
- لنهرب .. قبل أن يحلّ بلاؤهُ علينا .

       وسبب هذا يعود إلى ظروف " عبد الله " القادم من الريف ، ليتابع دراسته في كليّةِ الآداب.

       جاء إلى حلب من قرية " عامودا " الواقعة على الحدود الشرقية ، محمّلاً بآمال عظيمة وطموحات عالية ، وأحلام غزيرة ، وموهبة متقدةٍ، مخلّفاً وراءه أباً طاعناً في الشيخوخة
  لا يقدر على فعل شيء، سوى تحدّي " عزرائيل " ، فكثيراً ما شاهد والده ، يعارك ملك الموت ويرغمه على التقهقر ، في حين يبقى العجوز متمسكاً بروحه المهترئة .. ولولا عمل أمّه وشقيقاته في حقول الآخرين ، لما تمكنت العائلة من العيش .

       كان " عبد الله " في كثير من الأحيان ، يندم لأنّه لم يسمع كلام والدته ويترك الدّراسة ، فهو بشكل دائم في حاجة وعوز ، ولو لم يكن ينزل إلى " باب أنطاكيا " حيث معرض العمال، للبحث عن رزقه ،لما تمكن من اجتياز السّنوات الثلاثة
 الماضية بسلام .. وخاصة بعد أن حرم من القرض الجامعي ، بسبب رسوبه في السنة الماضية . في كلّ عام وخلال فصل الشتاء ، كان يمرّ بمثل هذه الضائقة ، فالعمال المختصون لا يجدون عملاً في هذه الأيام الباردة والماطرة ،  لولا طموحاته وأحلامه القوية ، لترك الجامعة منذ أمدٍ بعيد . ومن حُسنِ حظّهِ أنّه يقيم في بيت زوج شقيقته الذي يعملُ في الخليج ، كان يضطر إلى الاستدانة من أصدقائه ، ريثما يجد عملاً فيردّ إليهم دينهُم ،وكانت ظروفه السيئة ترغمه على فرضِ نفسه ضيفاً مكسور الخاطر ليتناول الطعام في منازل أصدقائه ، جاهلاً أن أصدقاءه يطلقون عليه لقب " اللصقة " ، ولكنّهم رغم كلّ سخرياتهم التي يطلقونها وراءه ، يعاملونه باحترام وودّ ، وذلك بسبب شاعريّتِهِ الكبيرة .. " فعبد الله " شاعر موهوب ، له حضوره في الملتقيات الأدبية التي ترعاها
الجامعة ، وكان معظم زملائه يشاركونه ذات الميول، لذلك هم يحسدونه لتفوقه عليهم في الشّهرة ، وامتداح النقاد والتفاف المعجبات حوله..ولمّا كانوا عاجزين عن النيل من شاعريته .. أخذوا يسخرون من نقطة ضعفه الوحيدة ، ألا وهي سوء حالته المالية  ، وعوزه الدائم إليهم  ، لذلك وصفوه بال " لصقة " .

      وفي هذا الصباح الممطر ، استيقظ " عبد الله" مهموماً مكروباً ...فهو في حالة إفلاسٍ لا مثيل لها،مضى عليه أكثر من عشرين يوماً دون أن يتمكّن من العمل.. فالأمطار لا تنقطع
  والعمل في ورشات البناء معدوم ..و " عبد الله " يقتصد .. في كلّ شيء يقتصد ...في عدد وجباته القميئة ، في نوعية وكمية سكائره .. في حلاقة ذقنه .. وشرائه لتذاكر باصات النقل الداخلي ..في الصحف والمجلات ..وتردده إلى المقصف المركزيّ .. ومرافقة صديقاته اللواتي اضطر أخيراً أن يستدين منهنّ رغم شعوره بالخجل . وعاد أيضاً لبيع الكتب التي تمكن من جمعها خلال الصيف ..فهو في كلّ شتاء ، يضطّر لبيعها من جديد ، حتّى أنّه في الأونة الأخيرة ، اضطّر إلى بيع ساعة يده التي هو بأمسّ الحاجة إليها . ومع هذا فقد وقع يوم أمس بين فكّي الإفلاس ، ونام ليلته وأمعاؤه نتضوّر من الجوع .

    نهض من سريره المنحني والمزعج في صريره، واتّجه نحو المطبخ النتن الرائحة، وراح يبحث عن لقمة يسدّ بها رمقه ، رغم علمه بأنّه يبحث عن لا شيء .. عنده زيتوناً ولا يوجد خبز ، ولديه سكّر ولا وجود للشاي .. ويملك قليلاً من البرغل في حين أن السّمن والزيت غير متوفرين ، فكيف له أن يتدبّر أمره ؟! .. فكرة أن يستدين من الجيران خبزاً ليست واردة ، لأنّه استدان منهم في مرات سابقة وكثيرة وعجز عن ردّ ما استدان لدرجة أن رفض جميع جواره أن يعطوه رغيفاً واحداً يوم أمس .وتساءل :

- (( ماذا أفعل ؟.. أمعائي تزقزق طوال الليل ، صرت أخجل من طلب الاستدانة ، أنا مدان للجميع ، مامن شخص أعرفه إلاّ واستدنت منه ، ديوني لسبعة وثلاثين شخصاً ، بمبلغ / 4645/ ليرة سورية .. فإلى متى سأظلّ معتمداً على الدين
؟!.. أخذ أصدقائي يتهربون منّي ، " يطنشون " إذا ما شكوت لهم سوء حالتي المادية ، حتّى أنّ صديقاتي اللواتي كنتُ أخجل أن أظهر فقري أمامهنّ ، أصبحت مداناً لتسعٍ منهنّ ، بما فيهنّ " انتصار " التي تحوّل حبّها لي إلى دروسٍ في الاقتصاد 
والاعتماد على الذات .)) .

            ولأنّ " عبد الله " جائع ولا يملك حلّاً لمشكلته سوى اللجوء إلى أصدقائه ، فقد قرر أن يذهب إلى صديقه" بشير " ، الأكثر رفاهيةً من الجميع ، سيداهمه في بيته قبل أن يغادره ، ويتناول معه فطوره ، ويطلب منه بضع ليرات .

       أسرع بارتداء بذّته الجامعية العتيقة ، وخرج مسرعاً ، فكان المطر بانتظاره ، ولأنّه لا يملك نقوداً ولأنّ باصات النقل الدّاخلي تتأخر في المجيء ، قرر أن يذهب سيراً على قدميه ، من منطقة " الأعظمية" إلى حيّ " الجميلية"غير عابئ بسقوط 
المطر فوق رأسه الأصلع بعض الشيء .

      في تمام السابعة والنصف ضغط على زر الجرس ، وهو يأمل ألاً يكون " بشير " قد تناول فطوره ، وانتظر برهة
والحياء  يلسعه ، كم مرّةً يفرض نفسه . 

         مامن أسبوع إلاّ ويحلّ عليه ضيفاً ثقيلاً ، اللعنة على الجوع ، لو لم يكن " بشير " أفضل أصدقائه لما زاره هكذا .. عاود الرّنين مرّةً ومرّتين ، وقلبه ينبض من شدّة توتره وخجله
 وسمع وقع أقدام تقف خلف الباب، واختفى بصيص الضوء المنبعث من العين السحرية ، فغضّ بصره حتى لا تلتقي عينيه بعين الناظر ، وفجأة سمع صوتاً أنثوياً يسأل :

- مَن ؟؟ .

تنحنح " عبد الله " .. وقال :
- أنا صديق بشير ، هل هو موجود؟.

     لم بأته الجواب .. بل أبصر الضوء ينبعث من حدقة العين السّحرية ، فأدرك أنّها دخلت لتنادي أخاها " بشير " .. مضت لحظات اعتقد أنها توقظه، ولهذا عذرهم عن التأخر، سمع وقع
 الخطا من جديد ، أبصر العين السّحرية تظلم ، وعاد صوت الأنثى يخاطبه :

- مَن حضرتُكَ ؟.
بادر يُجيبها على الفور ، والحرج بادٍ في نبرات صوته :

- أنا صديقه .. عبد الله الحجي .

      وابتعدت عن الباب مرّة أخرى ، وانبعث الشّعاع من العين
 السّحرية .. غابت في هذه المرّة مايزيد عن الدقائق الثلاث ، لدرجة أنّه شعر بالضجر والندم على مجيئه في هذا الوقت المبكر ، فكّر أن ينسحب ولكن فات الأوان ، فها هو يسمع وقع الخطى ، ولابدّ أنّ " بشيراً " استيقظ ، وتفاجأ من زيارته غير المتوقعة .

       لكنّ الباب لم يفتح ، كلّ ماحدث أنّه سمع ذات الصوت الأنثوي :
- بشير غير موجود ، لقد خرج في السّادسة والنصف .

       لعن نفسه لأنّه فكّر في هذه الزيارة ، وتيقّن أنّ صديقه موجود في الداخل، أحسّ أنّه أهان كرامته ،ليس من المعقول أن يبقى متطفلاً على أصدقائه ، لدرجة أنّهم باتوا يسدّون أبوابهم في وجههه ، داهمته موجة من الانفعال ، فامتزجت دمعته التي طفرت من عينيه بحبّات المطر ، المنسابة على وجهه الشّاحب .

    سار في الطرقات حاملاً خيبته في صدره ، ومعدته تتقطّعُ من شدّة الجوع ، ولمّا كان لا يملك سوى سيكارتين ، قرر أن يدخّن واحدة منهما .. وتساءل :

- (( أين أذهب ؟ .. هل أتوجّهُ إلى عبد الناصر ، الذي استدنت منه خمسين ليرة منذ أكثر من شهرين ، ولم أردٌها إليه حتّى الآن .؟ )) .

       ولأنّه لا يملك إلاّ هذا السبيل ، فقد عزم على زيارته ، فمنزله قريب بعض الشيء ، يقع في " الحميديّة " .

            لحسن حظّه لم يعتذر سكان البيت عن عدم وجود
صديقه ، فها هو " عبد الناصر" أمامه بشحمه ولحمه يفتح الباب ، بينما يمضغ شيئاً ما .

       استقبله " عبد الناصر " وأدخله غرفته الخاصّة ، وقبل أن يتّخذ مكانه على الأريكة، بادره " عبد الناصر " قائلاً :

- أشعل مدفأة الكهرباء وتدفأ ، ريثما أكمل فطوري مع أهلي .

      كم ودّ أن يسأله صديقه ، إن كان قد تناول فطوره . وأخذ يقارن بين عادات المدينة والريف ، هناك ما إن يحلّ الضيف ، حتّى يهرع أصحاب البيت لإحضار الطعام .

       وبعد أن أشعل المدفأة وأخذ يدفء جسده الهزيل ،تناهى إلى سمعه ، صوت " عبد الناصر " من الداخل .. قائلاً :

- أرجوك ياأمي دعيني أقدم له الفطور .

وجاءه صوت امرأة منفعلة تزعق :

- والله أنا ماعندي مطعم لك ولأصدقائك ، قلت لك افطر معنا ، وإلاّ ستبقى جائعاً .

       انصعق " عبد الله " ، دارت به الغرفة ، وكأنّ صفعة قوية باغتته فجأة على رقبته، هل بلغ الأمر إلى هذه الدرجة ؟؟!!.. هل أصبح مزعجاً لأسر أصدقائه دون أن يدري ؟؟!!.. ينبغي عليه أن يخرج من هذا المنزل،وبأقصى سرعة ، لقد بات يقرف من نفسه ،.كان يجب أن يسافر إلى أهله ، قبل أن ينفق أجرة 
المواصلات ، فالامتحان لا يهم ، فليرسب هذه السّنة كما رسب في السّنة السّابقة ، كرامته أهمّ من دراسته .. اللعنة عليه يوم فكّر أن يتحدّى ظروفه ، ويتابع إقامته في حلب ، حتّى يتقدّم لامتحان الفصل الأول ..إنّه غبي عديم الإحساس
  كان على والده أن يوافق على بيع قطعة الأرض البور التي يملكها ، فهو رجل عجوز لا يقدر على العمل بها ، و " عبد الله " يطمح أن يكون أستاذاً كبيراً ، فمن سيعمل في الأرض ؟.

      وتمنّى أن يقصف الله عمر والده ، الذي طالت حياته أكثر ممّا ينبغي .وحيداً كان في الغرفة مع أفكاره ، في حين كانت
أمعاؤه تنهشه بعنف وجنون ، وشعر بالدوّار، وأحسّ أنّه يوشك على التقيّئ .

      وفتح عليه " عبد الناصر " حاملاً صينية عليها كأسان من الشّاي السّاخن ..في حين كان يبتسم ويردد :

- أهلاً وسهلاً .

           وضغط على نفسه ، أجبر ذاته على الجلوس، وتظاهر بعدم سماعه بما دار من حوار ، فهو على كلّ حال ممتن من " عبد الناصر " .

       ودّع صديقه فور انتهائه من احتساء الشاي ، كان عليه أن يمشي تحت وابل المطر الذي تضاعف انهماره .. بينما كانت النار في أعماقه تغلي من مرارة القهر والشعور بالذلّ والإهانة ، راح يحدّث نفسه :

- (( هل كان عليّ أن أشارك " حمود " في بيع الدخان المهرّب 
؟! .. حتّى أتمكّن من العيش دون أن أحتاج الآخرين .)) .

          سيتخذ قراره بعد أن يسدّ رمقه ، آلام الجوع تمنع عنه القدرة على التفكير ، سيذهب إلى " عماد " يطلب منه عدّة ليرات تكفيه للسفر إلى أهله ، لا حلّ أمامه إلاّ هذه الطريقة .. أصدقاؤه منقطعون عن الدّوام ، بسبب اقتراب موعد الامتحانات .

       قبل أن يدخل باب العمارة ، برز " عماد" أمامه حاملاً مظلّة سوداء .فرحّب به ودعاه أن يصل معه إلى الفرن ليشتريا خبزاً ويعودا إلى البيت . 

     ساعة ونصف و " عبد الله وعماد " يقفان تحت المطر وسط هذا الازدحام ، حتّى تمكّنا أخيراً من الحصول على أربعة كيلو من الخبز .

       من شدّة تلهفه على قطعة من الخبز السّاخن ، أسرع ليتناول الخبز عن " عماد " ، وقبل أن يصله ليلتقط قطعة ويلتهمها، وقف أمامهم والد " عماد " وبعد السلام .. قال الأب :

- هات الخبز ، واذهب لتسديد فاتورة الكهرباء ، ثمّ عودا إلى البيت .

             أحسّ بخيبة كبيرة ، فأخذ يردد في طيات نفسه الجائعة :

- (( كم كان حظي سيئاً ، لماذا لم يتأخر والد " عماد " دقيقة عن الوصول إلينا ؟! .)) .

       لقد خطر له أن يتناول رغيفاً ، لكنه في النهاية خجل ، لو كان " عماد " بمفرده لكان الأمر أسهل .

       في الطريق راودته فكرة أن يستدين من " عماد " مبلغاً بسيطاً يكفيه لشراء " صندويشة " ، وتذكّر أنه مدان " لعماد " بأكثر من ثلاثمئة ليرة ، فأحجم عن الكلام ، لأنّه خجول .

           تابع طريقه مع " عماد " آملاً أن يتناول عنده وجبة الغداء، بعد أن يسددا فاتورة الكهرباء ، لم يكن يتصوّر أنّ تسديد الفاتورة،.سيحتاج لكلّ هذا الوقت .. الازدحام كان هائلاً .. ومن جديد كان عليهما أن ينتظرا الدّور ، ولم ينتهيا من أداء المهمة حتّى انتصف النّهار .

       أخيراً سيعود مع " عماد " إلى بيته ليتناولا الغداء .. كان يمشي ولسان حاله يقول :

- (( ياالله .. متى سنصل ؟ .. ريقي فرط ،  أمعائي تتمزّق ، أمّا أقدامي فلم تعد قادرة على حملي .)) .

      انتبه " عماد " إلى حالة صديقه ، تفحّص وجهه ، ثمّ سأله :

- مابك يا " عبد الله " .. ولم وجهك مصفر؟!.

       وكاد أن يصارحه بحقيقة جوعه ، فهو يتوقّع أن يغمى عليه .. لكنّه فضّل الصمت:

-(( لماذا أفضح نفسي ، طالما أنا ذاهب معه ، لأتناول الغداء .. هل من الضروري أن أطلعه.على حقيقة وضعي التعس ، لا لن أتكلم.)).

       وعند المنعطف .. أي بالتحديد، عند تقاطع الطرق الأربعة الرئيسية ، أذهله " عماد " عندما مدّ له يده مودعاً ، وابتسامة
الحرج على شفتيه :

- أنا آسف يا " عبد الله " ، عندي موعد هام وضروري مع خطيبتي ، لن أستطيع أن أدعوك إلى زيارتي الآن .

        امتقع لون وجهه أكثر ، واضطربت شفتاه حينما رددّ :

- بسيطة .. أزورك في وقت آخر .

       وبعد أن تصافحا ومضى كلّ في سبيله. خطر له أن يتشجّع فينادي " عماداً " ليستدين منه بعض الليرات ، أسرع خلفه مهرولاً غير عابئ بأنظار المارة :

- عماد .. يا عماد .

       استدار " عماد " ، توقف حينما شاهد " عبد الله " يتبعه ، ويناديه .. واقترب " عبدالله " والاضطراب والخجل يسيطران عليه :

- عماد .. أريد منك أن تقرضني بعض النقود.

    ابتسم " عماد " ، أطلق زفرة قويّة خرجت من أعماقه ، راح يتأمل أنامله في حيرة .. ثمّ قال :

- والله يا " عبد الله " لا أعرف ماذا أقول لك، أنا جد آسف، وأقسم لك أنّي لا أحمل معي سوى بضعة ليرات ، لن تكفيني لو دعوت خطيبتي إلى فنجان قهوة .

     أحسّ بندم شديد ، وبانفعال مرير ، وأخذ يلوم نفسه لأنّه عرّض حاله لمثل هذا الموقف المهين :

- (( غبيّ أنا ، كان عليّ أن أوافق " حموداً " وأشاركه في تهريب الدّخان .. " حمود " أصبح مهرباً كبيراً .. جيوبه امتلأت خلال فترة قصيرة .. أمي تقارن بيني وبينه بشكل دائم ، تلومني بدون رحمة ، تقول : 

- انظر إلى حمود .. يدرس ويصرف على نفسه وعلى أهله ، إنّه رجل .. أنت يافرحتي عليك لحظة تريني صورتك منشورة في الجريدة ، وكأن الشعر سيمنع عنّا الجوع ؟!)) .

       سار بمفرده ، واجهات المحلات تتحدى فقره ، وتفقأ عينيه ببريقها الأخاذ ، ومرّ بالقرب من مطعم .. شاهد الفروج المشوي يتلوّى فوق النار ، فرددّ :

- (( أنا لا أطمع بتناول الفروج ، " صندوشة " فلافل تكفيني .. اللعنة عليّ يوم أغضبت " حمود " ، لقد أخطأت يوم شبهته بالجرادة ، كان أكثر ذكاء منّي . ولكن كيف لي أن أكون
شاعراً ، ومهرّب دخان في آن واحد ؟!.. كان يجب أن أرفض عرضه المغري .. فأنا لا أقدر أن أكتب قصيدة ، إن لم أكن راضياً عن نفسي . )) .

       شعر بشيء يشبه الغصّة في أعماقه تقهقه وتسأل :

- وهل أنت راض عن نفسك الآن أيها الشاعر المبجّل ؟! .
- ليتني أعرف عنوان " حمود " ، سأبحث عنه لا شك . أمّا الآن عليّ أن أذهب إلى المدينة الجامعية ، سأطلب " انتصار " وأصارحها بحقيقة وضعي .. إنّ أحشائي تتقطع .. تتمزقُ .. تتعاركُ .. تقرقرُ .. تعوي.. تنهشني .)) .

       وتوقف ، تحيّر .. وتساءل :

- (( هل أعاود الكَرّةَ من جديد ؟.. وأذهب إلى " انتصار " التي أحبّها أستجديها بذلٍ وانكسار ؟!.. وهل ستتكرر نفسُ المسألة . )) .

          توجّه إلى " المنشيّة " ، انتظر طويلاً ، وهو يرتعش من شدّة البرد والجوع على السواء .. بعد زمن جاء باص المدينة الجامعيّة ، اكتظّ بالركاب ، ولأنّه لا يملك تذكرة في هذه المرّة 
حدث أن توقف الباص ، وصعد إليه المفتشون، أخذوا يطلبون التذاكر من الركاب ، حاول أن يختفي ، أن يتملّص ، أن تنشق الأرض وتبتلعه ، أن يقذف بنفسه من النافذة المكسورة ، فلم يفلح . ها هو المفتّشُ ببذتهِ الزّرقاء يقف أمامه ويطالبه بالتذكرة ..وحتّى ينقذ نفسهُ من هذه الورطة السّخيفة ، بادر
على الفور وناول المفتش هويته الشّخصية ، ليقوم بحجزها ريثما يذهب إلى الصندوق ويسددّ الغرامة .
 
     ودمدم في سرّه : 

- (( أنا لا أصدّقُ الذي يحصل معي ، هل هذا اليومُ يومُ النّحس ؟؟!!.)) .

       لم يجد " انتصار " في غرفتها ، أخبرته إحدى زميلاتها في الوحدة الرابعة ، أنّها خرجت منذ ساعتين ، ولا تدري إلى أين ؟.

       تسمّر في مكانه ، واقفاً ينتظر مجيء صديقته " انتصار " ، مضت أكثر من نصف ساعة ، فأدرك أنّها لن تأتي .. فجرّ قدميه المنهكتين وابتعد .

       رفع رأسه المبلل بكامل صلعته ، نحو شرفات الوحدة الرابعة ، فتلاقت عيناه الغائرتان بالفتاةالتي أبلغته بخروج " انتصار" ، تقف مع ثلاث فتيات في الطابق الثالث يتغامزن ويضحكن بشدّة .

     فانتفض قلبه كسمكة قذفها الصياد فوق الرّمل ، وغصّت حَنجرتهُ بألمه فأراد أن يبصق ، وإذ به يجهش في بكاء مرّ .

       عاد أدراجه من المدينة الجامعية ، سيراًعلى الأقدام المنهكة والمتورمة ، والدنيا مظلمة في عينيه الزائغتين ، من شدّة الجوع :

- (( الموت أهون من أن أصبح سخرية ، كان يجب أن أسافر ، اللعنة على الجامعة ، كنت أطمح بالشهرة والمجد ، وها أنا تحوّلت إلى سخرية .. بنبغي لي أن أجد " حمود" سأعمل
معه ، صدق " حمود " في قوله :

- معك قرش تساوي قرش . )) .

       ولأنه لا خيار له إلاّ بالبحث عن صديق يطعمه وينقذه من جوع هذا اليوم ، قرر أن يعود إلى منزل صديقه " بشير " الذي ذهب إليه صباح هذا اليوم ..فما أدراه .. لعلّ " بشيراً " كان بالفعل غير موجود في البيت ،أو ربما كان نائماً فلم يشأ أن يستيقظ باكراً. على أي حال " بشير " أفضل من جميع أصدقائه .

       استطاع أن يلتقي " ببشير " ، وما إن استقبله حتى ضحك ، وقال :

- أنا آسف لأني لم استقبلك صباحاً .. كنت نائماً حقاً . 

          ابتسم بينما كان الأمل ينبعث من أعماقه في حصوله على الطعام :

- كنت واثقاً أنّك موجود في البيت .

       دخل إلى غرفة الاستقبال الفخمة ، وإذ به يصطدم بعدّة أشخاص موجودين . فرمى السّلام وجلس شاعراً بالحنق من حظه السيء . قال " بشير " :

- أعرّفك على شركائي في التجارة .

- ابتسم مندهشاً :

- هل أنت تعمل إلى جانب دراستك يابشير؟.

قهقه " بشير " وأجاب :

- بالطبع .. أتريدني أن أكون مدرساً في المستقبل ؟!.

اتّسعت دهشته .. وسأل :

- إذاً لماذا تتابع دراستك ؟!.

- حتّى أرضي غرور بابا وماما ،هم متمسكون بالشكليات ، الشهادة الجامعية ضرورية في تقاليد عائلتنا .

       واستطاع " عبد الله " أن يرسم على شفتيه ، ابتسامة المجاملة في حين كان يسأل :

- وبماذا تتاجر " يابشير " ، شغلني معك إن كنت أنفع .

       وانفجر " بشير " بضحكة مجلجلة ، صارخاً في هياج :

- أنت لا تنفع ياصديقي في شيء ، سوى في الشعر ، لأنّك رومانسي .

      احتج " عبد الله " وأراد أن يقنع صديقه بأنه ليس رومانسياً ويصلح للعمل :

- قل لي بماذا تتاجر ، لأبرهن لك أنّي إنسان عملي . 

      احمر وجه " بشير " وقطّب وجهه وأشار بيده إلى الرجل البدين ، الجالس قرب التلفزيون الملون :

- اسأل " أبا درغام " عن نوع تجارتنا .

       فما كان من " أبي درغام " إلاّ أن ابتسم، وتكلم بصوته المتهدّج :

- نحن يأستاذ نتاجر بشراء البطاقات التموينية .. فما رأيك ؟ .

       انصعق " عبد الله " وأراد أن يتكلم ، لكنّ صوت " بشير " أوقفه :

- مارأيك ياصديقي ؟ .. أنا مستعد أن أدفع لك خمسمئة ليرة ، على كلّ بطاقةٍ تشتريها لي .

وسأل " عبد الله " في حيرة :

- وكم تدفع ثمن بطاقة الشّخص الواحد ؟.

- بألفين وخمسمئة ليرة ، باستثناء ما ستتقاضاه أنت .
وجم " عبد الله " برهة ، ثمّ رددّ :

- هذا حرام .. أنا بالفعل لا أصلح لمثل هذا العمل .

        وضجّ المجلس  بالضحك ، في حين كان " بشير " يرددّ :

- ألم أقل لك ، أنت لا تصلح إلاّ لكتابة الشعر.

       قدّم " بشير " لضيوفه الشّاي ثمّ القهوة، وسكائر أجنبية فاخرة ، و " عبد الله " في حالة يرثى لها .. وكلّما همّ
بالانصراف راودته فكرة أن ينصرف شركاء صديقه قبله ، وبالتالي سيطلب الطعام من " بشير " حتى وإن تقاعس عن إحضاره .

      من خلال الجلسة علم أن شركاء " بشير" كانوا مدعويين على تناول الغداء ، ولقد تناولوا غداءهم قبل مجيئه بلحظات، وعرف أيضاً أن "بشير " قدّم لضيوفه( لحم بعجين) فقال حتى يحرّض " بشيراً " على إحضار بعض الأقراص له :

- والله ياأخي ( اللحم بعجين ) لذيذ ، أنا أفضله عن سائر المأكولات .

       فابتسم الجميع دون أن يحرّك " بشير " ساكناً .

       وبعد فترة شعر بالدوار .. وبالغثيان .. وبلعابٍ شديدٍ ، يملأ فمه ، وازداد شحوب وجهه ، أخذ جسده النحيل برتجف
 .. وانتبه الحضور إلى حالته، فأسرع" بشير " لإحضار  كأسِ الماءِ لهُ، وسألهُ شريكُ " بشير " الضخم الجثة :

- لعلّكَ جائع ؟!.

       أراد أن يغتنم الفرصة الذّهبية ، ويرغم  " بشيراً " على إحضار الطعام :

- والله أنا لم أفطر .. ولم أتناول الغداء .

       وأخذ الجميع يلومونه .. حتّى " بشير " دون أن يتحرّك :

- هذا لا يجوز .. الجوع كافر .. عليك أن تعتني بصحّتك .

      ولم يبادر " بشير " لتقديم لقمة لصديقه.

          حان وقت الغروب ، وأخذ القوم يتململون ، وينظرون في ساعاتهم . قال شريك بشير:

- متى وعدتَ الجماعة بحضورنا إليهم ؟ .

رد " بشير " :

- في تمام السّادسة .

     أدرك " عبد الله " أنّ القوم ، ينبهونه إلى ضرورة الانصراف
 .. نهض مستأذناً .. وما إن خرج حتّى صفعته الأمطار الهاطلة بغزارة لا مثيل لها .. حاول أن يحمي صلعته بيديه ، وانحنى راكضاً ومحتمياً بالشرفات .. وحين دوى الرّعد بقوة هزّت الأرض ، كان على " عبد الله " أن يقرفص فوق الرصيف ليتقيأ
فوق جداول الماء المتدفقة .

          الشوارع خالية ، مرعبة ، وعليه أن يجتاز طريقه من " الجميلية " إلى" حيّ الأعظمية" وهذه المسافة ستستغرق نصف ساعة معه بالتأكيد .

- (( سأترك الجامعة ..وأرجع إلى أهلي .. أعمل في أرضنا .. إن فشلتُ في تحقيق حلمي ، فهذا لا يعني أن أشارك " حموداً " أو" بشيراً " .. سأبقى إنساناً نظيفاً . )) .

       وفور أن دخل بيته ، وجفّف نفسه بعض الشيء .. هرع إلى المطبخ ليلتهم حبّات الزيتون . وبدرت في ذهنه فكرة .. جعلت الأمل يستيقظ في أعماقه الجائعة :

- (( نعم .. سأنزل وأبيع للسمّان كتبي الجامعية .. بالكيلو .)).
     أحضر حقيبة جلديّة يستعملها عند سفره لأهله ، ملأها بالكتب بسرعة جنونية .. لم يعد قادراً على الاحتمال، إنّه مهدّد بالسقوط .

       وبينما كان يهبطُ الدرجَ المعتمَ ، فجأةً توقفَ عن النّزول ، والدّهشةُ تقفزُ من عينيهِ الغائرتينِ ، هذا غيرُ معقولٍ .. إنّه لا يصدّقُ مايراه ، إنّه العجوزُ والده !!! .. يتوكّأُ على عكّازِهِ ، بينما يحملُ في يدِهِ الأخرى سلّةَ قَشٍ مليئةً لا شكّ بالأطعمة .
       لا .. لا يقدر أن يصدّقَ أنّ هذا المقوسَ الظهّرِ أبوه ..

         فوالدهُ مريضٌ لا يقدرُ على النّزولِ إلى المدينة .. تأمّلَهُ جيداً .. اقتربَ منّهُ أكثرَ ، والدّمعُ ينفرُ من عينيهِ .. وانبعثَ
صوتُهُ المخنوقُ من أعماقِهِ :

- أبي ؟؟؟!!!.

     كان الكهلُ رافعاً رأسَهُ الملفّعَ "بالجمدانة" السّوداءِ ، نحو " عبد الله " وفوقَ وجهِهِ المكسوّ بالتّجاعيدِ ترتسمُ على فمهِ الذي خلا من الأسنان منذ أمدٍ بعيدٍ ، ابتسامةً عذبةً ، دافئة . في حين كان يَلهثُ بعنفٍ وصعوبة :

- منذ الصباح وأنا أبحث عنكَ ياولدي .

       اندفَعَ نحوَ والدِهِ .. احتضنهُ بشدّةٍ .. بعنفٍ .. بقوّةٍ .. بشوقٍ .. بحنانٍ .. برقّةٍ .. بحُرقةٍ .. انحنى على يدِهِ التي تتمسّكُ بعكّازِها ، قبّلَها بحرارةٍ بالغةٍ ، أحسّ بدفئها، بنبضها ، بخلجاتِها ، بحنانِها ، فلم يكن يدرُكُ مدى حبّهِ وتعلقِهِ بأبيه ، قبل هذهِ اللحظة .

             وفجأةً .. تحوّلت يدُ والدِهِ المعروقةُ ، والراعشةُ ، والمتشققةُ ، أمام عينيهِ الدّامعتين إلى واحةٍ خضراءَ ، تشبه الرّيف بخيراتِهِ وعطاءاتِهِ ، وعاداتِهِ . 

     في حين كان " عبد الله " يصرخ ، بصوت شبيه بالنباح :

- آهٍ يا أبي .. لو تدري كم المدينة ابنة كلب ؟!.

                        مصطفى الحاج حسين .
                                    حلب

ومضة شعرية تحت عنوان {{بين عينيكِ وبيني}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل أحمد درويش}}


 بين عينيكِ وبيني 

ألفُ قبلةْ 
همسُكِ النُّسرين يحكيكِ
حكايَا
إنكِ في الروحِ نيسانٌ يغنّي
ألفَ هندٍ ، ألف دعدٍ   
ألفَ ليلى 
ألفَ عَبلةْ 
وفؤادي فيه منك 
ألفُ جفن ضاع مني 
 في عيون العشق 
أهداباً لنبلةْ ....!!

سهيل أحمد درويش 
سوريا _ جبلة

نص نثري تحت عنوان{{هل تعلم شيئا عن الأمان}} بقلم الشاعرة اللبنانية القديرة الأستاذة {{لينا ناصر }}


هل تعلم شيئا عن الأمان؟!
ذلك الشعور الذي يرافق حضور شخص ما، 
وكأنه قابع تحت إبطه، 
لا يمكنك تذوقه إلا حين تستشعر حضوره؟ 
هل تعي مامعنى أن تكون أنت!! 
ذلك الشخص!!؟ 
هل تدرك أن القلب يعشق ،ويتعلق، 
ويتقلب في الهوى على سبعين محمل، 
ولكنه يشعر بالأمان في حضور شخص واحد فقط؟! 
نعم انا لا أعشقك!! 
لا أريد حتى!! 
ولست الرجل الذي لطالما حلمت به
ولا الذي يناسب مقاسات جنوني!! 
لكنك
الرجل
الذي يجعلني أتحدث مع نفسي في حضوره.. 
الرجل الذي أبكي أمامه ،
وأمارس سخافاتي دون خوف، دون خجل.. 
الرجل الذي أرتكب الحماقات وأخبره بها دون ارتباك
أو وجل من تأنيبٍ هنا ونقدٍ لاذعٍ هناك.. 
أجل،، 
يليق بك،، 
أن أسميك نفسي.. 
مرآة روحي.. 
لا لا تظن أنني أغازلك،، 
إنني أغازل نفسي من خلالك.. 
لانني من خلالك أعرفني، 
من خلالك أراني.. 
من قال ان الحب هو اعظم ماتمنحه الأنثى لرجل أو حتى مايمنحه الرجل لأنثى؟ 
أنت لست شخص يليق به عشق معلب،، 
 ولا شخص تنصفه بعض عبارات غزل جاهزة،، 
 ولا حتى ذاك الذي يليق به،، 
 ان يكون ضحية غزوات مشاعر،
 ونزوات زائفة.. 
تليق بك
أنا!! 
فقط.. 
أنثى تراك تارة طفلاً، 
وتارة رجلاً ،
وفي مكان ما عجوز ،
وعلى أرجوحة ذكرى ما ،مراهق..
تلك التي تبعثرك ،
تجعلك تعيش مراحل حياتك جميعها في لحظة..
وكأنك في كل لحظة معها ،
تولد من جديد..! 

لينا ناصر 

خاطرة تحت عنوان{{ماذا الآن ؟}} بقلم الشاعر الليبي القدير الأستاذ{{يزيد مجيد}}


ماذا الآن ؟
القهوة 
ماذا بعد ؟ 
الوحدة 
ماذا بعد ؟
المنفى 
ماذا بعد ؟
الجحيم 
ماذا بعد ؟
القلب الذي فقد الشرايين ..
ماذا بعد ؟
خربشة..
ماذا بعد؟
يزيد مجيد

ليبيا 

قصة قصيرة تحت عنوان{{خداع}} بقلم الكاتب القاصّ المصري القدير الأستاذ{{محمد كامل محمد}}


خداع
أجلس على مكتبى منهكا، فعيوني لم تغمض طوال الليل، أحدق في الملفات المكدسة أمامى، ثم أدير نظري عنها، أرتشف فنجان من القهوه، فأستعيد بعض من حيويتي، ابدأ بترتيب أوراقي حسب أهميتها وأنغمس في عملي، أقوم بجميع المهام التى وكلت إليّ.
ينتهى اليوم الروتيني الثقيل فأخرج من عملي على عجل، أهبط درجات السلم، وعند المدخل يدهشني أجتماع حشد كبير من الناس، يلتفون حول شخص ممزق الثياب، ينهالون عليه ضربًا، بينما يصدر بعضهم السباب واللعنات عليه، يحاول بشتى الطرق الأفلات من بين أيديهم، فيحكمون سيطرتهم عليه، يستريحون قليلاً من عناء الضرب، ويعاودون ثانية منهالين عليه باللكمات والألفاظ الجارحة.
أدنو منه حتى يمكنني رؤيته بوضوح لتجنبه في مرات قادمه، الدماء تتدفق في سيلانها فتكسو وجهه، يطأطأ رأسه ليتخلص من وطأة الحصار حوله، يوجهون إليه أسئلة ولكنهم لا يمهلونه فرصة للأجابة عليهم، أقترح بعضهم أقتياده إلى مركز الشرطة، وافق الآخرون لمنعه من السرقة ثانية، 
يتقاذف إلى سمعى نحيب سيدة، أدير رأسي صوب الصوت، ألمح سيده عجوز تجاوزت الخمسين، تقبض بيديها على حقيبتها الصغيرة، ثم تخرج محتويتها وتبعثرها على الأرض، وتلملمها سريعًا وتنتصب واقفه وتبدي رأيها.
يتفق الجميع على تقديمه للشرطة ومثوله بين أيدى العدالة، يدنو منه أحدهم، يكيل له سيل من اللكمات المتتابعة، يصر على أن يقوده بنفسه للقسم، يجرجره من ثيابه الرثه الممزقة، وينصرف الجميع من حوله، فيعود الشارع إلى هدوئه وطبيعته، ولكن مشهد اللص لم يفارق خيالي، ببشرته 
الداكنة ووجهه المطلى بالدماء.
وعلى مشارف الشارع الذى أقطن به، أمر بجوار المقهى الشعبي الذى يجمعني بأصدقائي كل ليلة، بالصدفة تسقط نظراتي على اللص ممزق الثياب، أغتسل وغير بعض من هيئته، وأزال أثار الدماء من وجهه، وإن كانت قد تركت أثرًا على ملابسه، يجلس مبتهجًا واضعا قدم على الأخرى، يجلس بجانبه نفس الشخص الذى أقتاده من قبل إلى قسم البوليس، يتقاسمون أموالًا فيما بينهم وتجلجل ضحكاتهم.
محمد كامل محمد

مصر 

قصيدة تحت عنوان{{فاقد الشيء كريم}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{مقداد ناصر}}


 فاقد الشيء كريم 


فاقد الشيء اكثر من يعطي
و خير من يخفف عنك البلاء

لا كل مترف في انعامه مانح
و لا كل ذو عوز فيه شح البخلاء

فبعض رماد النار طهر للجروح
و رب محروق ينير الدرب بسخاء

بعض الماء يزيدك الما و عنى 
اذا صب في غير محله كدواء 

حريق القلب لا يطفأه قطر 
بل تحرقك أحيانا دموع البكاء 

خذ القناعة من رفيق العوز 
و يسلبك مترف جلبابك و الرداء 

الغنى غنى ألنفس لا الجيوب 
شحيح ألنفس غني بالخيلاء 

فاقد الروح في اوج عطائها 
ذاك من لا يعطي و ليس فيه رجاء 

مترف الخلائق و الانوار تحفه 
يعطيك ألنفس جوادا كالنبلاء 

مقداد ناصر.. العراق.. 21/4/2021
Mukdad #اريج_الذكريات#

قصيدة تحت عنوان{{لا أهواك }} بقلم الجزائرية القديرة الأستاذة {{حورية بن براهم}}


 (  لا أهواك  ) 


أطلتُ انتظارك 
و زاد عصيانك 
و فاق غرورك 
صرخ صمتي فوق رغباتي
عاندتني كبريائي و عزتي 
أنا ماعدتُ أهواك
إرحل دون رجعة
ليته يكون جميلاً من قبيلك 
إرحل و عجّل بخطاك 
قلتُها  بكبرياء ...
بدمعي لا أبكيكَ 
 خمدت الأشواق لا أشتاق
 لا رجاء عندي للقياك 
 أوصدتُ أبواب الهوى 
نعم مازلتُ بقلبكَ ..أعلم  !!
لكنّني أفرغتُ قلبي من هواك 
و عزفتُ لحن نسيانك نغما
 أردّده دون اشتياق ☝
دون وداع و فراقك ...
  إنّي لا أهواك  !!

                                       حورية بن براهم

قصيدة تحت عنوان{{سحب أمنيتي}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{رياض النقاء}}


 سحب أمنيتي

قد تبدو هي أمنيتي  
احالت مناي وبعثرتي
إلى ضجيج الصمت 
ومافيها سبل ملحمتي
الا ما جادت سر  رغبتي
حطامي بين موجيك
لعلي الملم اشرعتي 
وهذا البوح منك شراستي
اقطن في عرش ملكتي
بين صوت يزلزل ....
وبين حرفي شاخت احجبتي
الا ياسبيلي النابض ...
لعلك تقراني ....
وظلك ينساب ...
يلملم جراحي اللاهبة 
ويضرم نار الهشيم بشجوني
علها تبتسم ثغور شمسي
واسترق من نبض الحنين مهداي
إليك ياعزيزتي ومتقلب شططي
خذيني بين اروقة عرشك
وامنحيني تاج بسمتك الفاخرة
وهيبة عنفوانك يالذيذ الوله 
انتظر متراشق مطر امنيتي
ياحسا متدفقا نال مودتي 
رياض النقاء 
العراق

خاطرة تحت عنوان{{نبع الصفاء}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{منصور عياد }}


 " نبع الصفاء "


    شعر / منصور عياد 

بالقربِ من ربي الأمانُ
 يقودني 
 لسعادةٍ  بتلاوة الآيات 
أزهو بصومي
  في  النهار لأنّه
نبعُ الصفاءِ 
وزينةٌ لحياتي 
في ليلهِ 
 يبدو القيامُ منارةً
 والروح ُ 
تسرعُ نحوها  الخُطواتِ
شوقًا لطاعة  ِرِّبها 
 مسرورةً
  بصيامها 
ما أجملَ الطاعات ِ

قصيدة شعبية تحت عنوان{{ياللي إنت قلبك}} بقلم الشاعرة المصرية القديرة الأستاذة {{ميرڤت ناشد}}


 ياللي إنت قلبك...

كان ليا سكن وبيت
ليه بعدت عني...
 وأستغنيت...!!! 
ياللي إنت قلبك...
 كان ليه دفا.... 
ليه حبك ليا.... 
راح وإختفي...!!!! 
ياللي إنت قلبك...
 كان ليا دنيا.... 
ليه سبتني...
 أتوه ف الدنيا...!!!! 
ياللي إنت قلبك...
 كان ليا حياة.... 
ليه خلتني أموت....
علي قيد الحياة..??? 

(ميرڤت ناشد)

قصيدة تحت عنوان{{رنت وغنت وقالت بيت شعر }} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{عبدالسلام رمضان}}



رنت وغنت وقالت بيت شعر 

آلا من عاشق يهواني فأطرب


أفني له الروح والجسد وكيف  

ما شاء يلعب بي ثم يعرب


فقلت وما الأعراب فيك إلا تسلقا

كلما تسلقنا بسفح مشقة يصعب


عربنا أول شطر وتاهت دروبنا

أفعالك الياقوت والدر والذهب


إن كان نحوي بنحوك ضالعا

فمن يشعل النار غير النار والحطب


من قال فيك كلام بغير موضعه

فقد أشقاه عمره ونال الهم والتعب


أنا المعنى الوحيد الذي فيك غارقا

ومن دوني لكل الناس قد كذب


سأرسم من قاب قوسيك سلما

يحبس الأنفاس كما الفلك إن ركب


تشاطرني الروح ومجرى الدم فلذتي

كأني لدغت بناب أفعى وذنب عقرب


فسارت كما سار مجرى الدم بدوحتي

حتى غزانا الحب نواهلا وبات معذب


فهل أحدثك عن الشوق الذي أشتاقه

وكم أشتاق الى البيت الحرام ويثرب


تمنى الفؤاد آماني من سنين وكم رجا

من بئر زمزم مغتسل ومنه أشرب


،،،،د

بقلم 

عبدالسلام رمضان 

قصيدة تحت عنوان{{جلست والخوف بعنيها}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{علي جابر الكريطي}}



جلست والخوف بعنيها

والبؤس اغتال محياها 

ثلاث بنات تحضنهم 

تشكو من فقر أضناها 

لا أحد يسمع شكواها 

ثلاث بنات قد جعن 

وذلك فاقم بلواها

لا تدري جوعا ينهشها

فجوع بناتها أنساها 

لا تدري كيف تواسيهم 

والدمع أغرق عينها 

لا تملك قوتا تحضره 

ورغيف قد صار مناها 

كم كدت في الدنيا كدا 

والكد كثيرا أعياها

ثلاث بنات تحضنهم 

قد متن جوعا لولاها 

قد عاشت بؤسا أنهكها 

والدهر مرارا أسقاها  

والزمن الاغبر حاربها 

بالفقر القاتل أشقاها 

ما اهتمت للبؤس ولكن 

بؤس بناتها قد آذاها 

سحقتها الأيام سحقا 

وكثيرا مالت دنياها 

علي جابر الكريطي العراق 

قصيدة تحت عنوان{{نداء روح}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{نهاد احمد}}



نداء روح

تمحو ألم خصام نبضة عند سحر

فتهطل شوق على فؤاد لعناق ينتضر

ماكان نأيه ليمحو وله كجبل مستقر

ماض بخطاه راغب بجنان متيم وثمر

أويسلو عشق على القلب نقش حجر

أم يرمق خضر الدمن ولها من عرشه ينفر

كيف والروح معلقه وهواه بعمق جذر

بنابض لاعين له ولا أمنية بعتق من الجمر

انبأه ان آثر هجر ان له عودة كقمر

يأفل بحظرة شمس وبغسق خلفها يجر

آه لو أبصرت فناءه وكم ليله يعتمر

لاسوارك مكتحل بنضرة كسائل مصطبر

يبتغي رشفة من ضمأ تمده بعمر

أو قبس من نورهم يهبه البصر

لا عودة من هيام وان حكم الدهر

فكيف يلوذ بضله الهمام يتقهقر

وهو للروح بكفه بحملها ينثرها كدر

ليضيء السبيل لمن هو للقلب محتكر

أوردت روحي حياض وشهد نهر

أو تقطع كف كانت تروي العشق كشهد من علاه منهمر


نهاد احمد

بغداد 20/4/2020 

قصيدة هايكو تحت عنوان{{رمضان}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{محمد مهدي الخطيب}}



هايكو رمضان


رمضان

مازال الخير وفيرا 

أهلّ هلاله.


//////////////

في رمضان

مع العائلة تحلو

موائد الإفطار


////////////////


رمضان 

تتسابق الأيادي على المائدة 

مدفع الإفطار 


///////////////


رمضان 

كل الليالي متاحة 

مغفرة و رحمة.


////////////////


عند الفجر

فوانيس السماء الصافية 

يحلو الابتهال 


///////////


عند الفجر

يوقظ طفلي على السحور

المسحراتي 


محمد مهدي الخطيب/ سورية 

قصيدة تحت عنوان{{كيف أكون}} بقلم الشاعر الأردني القدير الأستاذ{{الأصيل_احمد_جغبير}}



كيف أكون

:

في وطني

بلا أبناء بلا إخوه

بلا أصدقاء

أين الوطن

عاري ليس ثياب

بل ظهيرة ومساء

ليلٌ ونهار 

بِلا حُلُم

بِلا أنيس يغار

الشر يغازلني

والأكف تتراقص حولي

بلا شُرطِي يُدافع عني

غناء لدمعة عين

وطرفةٌ لا رمش لها

غناء بلا أوتار

وبلا طبال

طيفٌ وخيال

كالشيطان يتكبر

على مفارش عمري

محلات بيع وشراء

بلا معرض

وعيون لا تعرف البكاء

خجل يعتريني

بين الفقهاء

وورد بلا أشواك

أين الحياة

وأين الصفاء

والأوطان بليغة الجراح 

في مآتم الشهداء 

ومسارح الضحكات 

:

#الأصيل_احمد_جغبير

قصيدة تحت عنوان{{فنان أتقنت الفن}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{باسل نده}}



.فنان أتقنت الفن 

    بعزف خطاك  

   ورسمت فيك 

      ألف ميل 

   إقصورة نحتت

فيها كل المراسم

        بالجمال  

 خيال فيه أبدعت 

       لا أبالي  

  وعلى جدران هواك 

     طقوس طيب

     مابين الريشه

  خط وموعد فيها

    مابين السطور 

     قرار التلاقي

 وبين مواسم العشق

     أشواق قطفتها

      بالشهد للزينه 

    وحنين كل وقت 

         بها إكليل 

    وتاج التباهي 

          مليكة  

      سطرت لأجلها

      مملكة بحرفي

  وسامرت الحنين بين

         أضلعي شهقات 

               فرح    

        حين التمني 

       بامتلاك فؤادي

          باسل نده 

        حكايا الصمت  

الثلاثاء، 20 أبريل 2021

قصيدة تحت عنوان{{أرض الأخرة}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{علاوي الكناني}}


(((أرض الأخرة)))
~~~~~~~~~~~~~~                                 ألملم شتات روحي الغائرة 
أطوف فوق شطأن المنية 
بين الروابي الغابرة 
أملأ فنجاني من رائحة الموت 
أثمل روحي الفاجرة 
أقتات على بقايا خبز 
تركته رحى الأيام العابرة 
رائحة شواء القمح 
على السفوح سائرة 
لازالت نهايتي مجهولة 
وقلمي يبحث عن رفاة المحبرة 
لم أستطع انقاذ مراكب 
كانت من أمامي عابرة 
مجزرة أقامها البحر 
على شرف الرحيل 
فالناس كانت مهاجرة 
بحثت عن ناجين 
لكن ..؟
دخولي البحر كانت 
ساعاته متأخرة
 لملم البحر أمواجه الكاسرة 
فقد انتصر في معركة 
من الأساس هي خاسرة 
أنتهى طيف الوداع 
ورسم حدود الغيث 
خلف أسوار المجزرة 
لم تسلم تلك الأفواه الفاغرة 
لا من دمار البلدان 
ولا حتى حين كانت مهاجرة 
كأنها على موعد مع الموت 
كأن القدر أتى بهم
الى أرض الآخرة 
ماذا ألملم من شتاتي 
وروحي هي الأخرى 
كانت مكابره
 تعثرت بغزل مشانق كانت حاضرة 
لم تعتبر بل كانت كمهرة غائرة 
وصلت خلف جدران الزمن
 ترى بصيص ضوء وسحب لم يسمع لها ضجيج
كأنها عقيمة تحمل
أسرار قرى غابرة 
عدت أدراجي أحمل خيبتي
 فما كنت خلفي ناظرا
الخوف واليأس ألجم  لساني
بكماء غير شاكرة
نسيت الرجاء ولم أذكر الدعاء
فقد محت مني الذاكرة
لحظة ضياع لن تكون يوما       عابرة

علاوي الكناني

العراق 

نص نثري تحت عنوان {{على أعتاب الصيف}} بقلم الشاعرة السورية القديرة الأستاذة{{لما حسن}}


 على أعتاب الصيف 

حنظلت شجرة الحنين 
سقيت اوراقها الثكلى
  بحرف جميل . ...
 رقيق ....
كففت أحداقها
 الذابلة 
بزهر نارنج وياسمين 
افترشت أغصانها 
عنان الفضاء
توسدت نسمات 
الندى
خلدت إلى النوم 
في غياهب الاحلام
نضجت 
أثمرت 
سكر ونبيذ تين
لما حسن

قصيدة تحت عنوان{{أنا قربك}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة {{جيلان رياض }}


أنا قربك
لا تخشى الظلام
قنديل عشقنا
لن يطفئه الزمان
سرمدي مهما حاولت النسيان
أنا قمرك وأنت المجر
بعدك إنهيار
رفقاً بقلب قصد أرضك بسلام
دعك من قسوة الكلام والتشبت بالظلام
حضنك يكفيني
لا أبحث عن قصور
وبين ذراعك مينائي
أنت وطنِ
والآمان بوجودك

جيلان رياض 

قصيدة تحت عنوان{{نهج الصيام}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{فراس الخشاب}}


 ( نهج الصيام) 


عباد الله..صوموا خير صوم
   فيوم الصوم ليس كأي يوم

وبروا مثلما بر المزكى
  وقوموا الليل..فالتقوى بقوم

أيا من كنت للمولى حبيبا
   ومنتجبا لديه بخير ..علم

ويامن جئت للأرجاء نورا
  لينفتق الظلام...وكل ظلم

حببتك يارسول الله حبا
  يفوق محبتي حقا لإمي

هواك بمهجتي ودمي تغشى
  وفي لحمي وحقاوسط عظمي

فديتك بالأقارب ماحييت
  وبين أقاربي خالي وعمي

ورغما عن ذوي الشبهات أهفو
   فما منهم ليحبط فيك عزمي

  فهذه مهجتي سعدت لديكم
    طواعية وليس الحب رغمي

حبيب الله نأملكم شفيعا
      بيوم العرض.ماأرتدنا لأثم

وبدرك عندنا ماغاب عنا
        فسنتكم تضيء بكل عتم

وإنك قد عرفت بنا رؤوفا
   سموت مع الكرام بخير حلم

وعترتكم ومن أوصيت فينا
  مخافة أن نسيء لهم بضيم

حببنا فيك سيدة النساء
   لنا الزهراء في نسك وعلم

وسبطان لنا سفن النجاة
         ببحر لايفيده أي عوم

فراس الخشاب
                  Feras Alkahshaab

نص نثري تحت عنوان{{صهيل على شرفات الصمت}} بقلم الشاعرة السورية القديرة الأستاذة {{ميساء علي دكدوك}}


 ** صهيل على شرفات الصمت**

    ****************بقلمي:
          ميساء علي دكدوك/سوريا
          *****************
  لملمت أشتات روحي على ...
  شرفات الصمت ،حيث نوافذ العشق
 عمقي سفينة لاهثة 
 خلف شواطىء ،لها بريق انتظار 
 لها نكهة الاستسلام ، للقاء 
 خلعت نعل الجسد 
 وعمق أعماقي جرح 
 في عمقه رجل وقمح 
 رجل في وجهه كتب الصلاة 
  وصمت الآلهة 
 وفي عينيه نشوء الزمن 
 وبرق النبوءات 
 يجثو في محراب عينيه شيخ 
 يوقد البخور تراتيل ندم
 توقفت عند منعطف السجود 
 كان للمكان حوار
 مشيت مكاني
  أحمل طفلي وأمي وأمواج البحر ..
  والسماء بغيمها 
  مددت يدي 
  أربت على كتفيه 
 ارتسمت أمامي صورة لآلهة الخبز
 في عينها خابية وكؤوس وقمح
 تدخل شارع البؤساء
 رأيت صورة حاكم 
 مات من التخمة 
 بجواره جوار بلا عدد 
 يرقصن ثملات ، متثاقلات 
  ياااا لثقل التيجان 
 رائحة  الجنس والموت 
 رائحة (الشامبانيا ) والمسك
 خطيئة الكافرين بالعشق
 حفرتها آلهة الخصب 
 على رقاب ضمائرهم 
 يااااالا البؤس ...
 ياشقوة الشعر
 هو الموت الذي أعيشه كل لحظة
 والحياة التي أموت كل لحظة 
  إنها الحرب المقدسة التي ...
  من أجلها يخبز رغيف القصيد
  يوقظ الصبح من أزقة البؤساء
 يطارد آلهة البيادر بوجع ناي 
 يسترق اللحن من أفواه الجياع ..
 وتخمة الموائد من مساكن الشياطين
  آااااه حبيبي 
  أواسيني أنني أراك ...
  في لوحة البؤساء ألوان قوس قزح
  تتكيء في ذاكرتي كسفينة ...
  أتعبها الإبحار بين مفازات الضياع
  أغنيك لحنا يخترق الأكوان
  أسكن في عينيك وطنا ...
  يرفض الإستسلام 
 أدخل إليك عاشقة 
 يهز عرش روحها شبق اللقاء
 يطيب الموت القضية على الضفاف 
 ينبت الريحان والبخور بين الصخور
 وبين البحر والرمل يثمر البن ...
 والبرتقال والنخيل  والزيتون 
  واااا وجعي ...
  جزر يابسة وضياع 
   بين  وطن ووطن 
 آاااه ياشرفات الصمت 
  يمزقك اغتراب العاشقين 
  مزقهم الإحباط 
  أدمنوا الإنزواء 
  لن يتوه عاشق على الحدود
  ولن يغيبك عن روحه ظلام
  لن تضيعي وكل الشموس والأقمار
   عيونهم ....
   ترنو إليك بأجنحة القصائد .
  **********
*****17/4/2021 بقلمي:
   ميساء علي دكدوك.

قصيدة تحت عنوان{{أصابع من شموع}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{لؤي الشاهري}}


 أصابع من شموع

... ..................

ستذكرها
وتذكر مقلتيها
وكم من دمعة لهثت عليها
وأطياف
تنشقهن قلبي... يحث
الليل انجمه اليها
وتحتفل العطور بها
ظلالا
تجول وترتمي في وجنتيها
وتلك يدي
يغص بها أنتظار
يهم بها الحنين إلى يديها
أصابع كالشموع مضرجات
تراوغ
لتستريح براحتيها
ستذكرها...
وتذكر امسيات
تباكت...
حينما سألت عليها
...............

لؤي الشاهري /. العراق

قصيدة تحت عنوان{{أزهلتني عقدة الفستان}}بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{يونس المحمود}}


أزهلتني عقدة 
الفستان
وهذا الرسم
وشم على عنق
 الريم والرن
والمهى وميرا
 زين عنقك
بهذا الوشم 
كل أنواع 
الطواويس والغزلان
فستانك الأصفر 
هل ارتديتيهي
من كثرة الغيرة
أو مزاجيتك
في الهوى
أم ياحبيبتي 
من وجع الحرمان
ياويل قلبي
من يستطيع
البعد عن 
ملكة الحب
ها.  وجهها 
يتدفق الجمال
منه ك نور 
وهبها الله لها
مكمناً لدفئ والحنان
والصدر أرجوحة
غازلها الجلنار
بألوانه الحمراء
ليعقد الرمان
ليبقى رمزاً
لكل من يعشق
ومزار الهوى
لكل عاشقين
الكون على
مر الأزمان
والخصر يتمايل
دلعاً على إيقاع
قلوب الهائمين
بذاك الخصر
النحيل تتصادم
صدى الآهات 
لتدخل معمل
الروح تتصنع
تتكون هناك
تخرجها الروح
أغنية تعزفها
الشرايين والأوردة
يتغنى بها القلب
أول مطلعها
ياغصن البان
أعشقك أهيم بك
كيف ماكنت
أنت مكمن القلب
ومسكن الروح
إمزجيني بمزاجك
بكوب خمر
عتقيه بخوابي
شفتيك إثمليني 
واروي عاشق 
عطشان

يونس المحمود سورية 

قصيدة تحت عنوان{{كأنّي إعلانٌ للحرب}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{جيلان رياض}}


كأنّي إعلانٌ للحرب

كيف أخشاك
 وعيناك عهد سلام ؟
هل أنت أنس
 أم ملك الجان؟
دعك من مكر ثعالب
هي جائعةٌ نحو النزاع
انا روح  شبح 
لأبلغ حبك 
قمر لطهر جرحك
 أسطوره عمرك التي لا تنسى
أنا قبلة طفلتك
 شهدٌ على قداس عيونك
لعناقك حبا
انا صرخة حربّ
سمع بطهرها النيل
عشقنا  خرائط الأرض
لنحرق ويلاتِ الفراق
 بعبير دجلة وإصرار الفرات
تتعالى الأصوات 
نحن من عقدنا الوثاق 
نلوّنُ  به الجبال 
أنا أنفاسك الحرة
 مهما تصاعد الدخان
سيزول كل وهم
وعندك يتوقف الزمان .

جيلان رياض

العراق. 

قصيدة تحت عنوان{{شهر رمضان}} بقلم الشاعرة اللبنانية القديرة الأستاذة {{فاطمة البلطجي}}


شهر رمضان

شهرٌ ليس 
كباقي الشهور

يهلّ هلاله 
في اول ظهور

ويكتمل بدراً 
ثم يدور

ليعود هلالاً 
وعيداً ونور

شهر كريم
يراضي اليتيم

ويصل الرحم
بقلبه الرحيم

شهر الصلاة
وشهر الصيام

وشهر المحبة
وشهر السلام

فيه العبادة
وفيه الدعاء

وفيه تكثر
اوجه العطاء

ليغفر الله 
ويرفع البلاء

ويتقبّل منّا
ويجيب الرجاء

شهر التمور
وشهر البخور

وشهر الموائد
فطور وسحور

تجوع ولكن
لوقت قصير

لتعرف معنى
جوع الفقير

فيرقّ قلبك
ولو كنت أمير

وتعلم انك عبد
القدير

تقبّل الله منك
القليل 

ببركة منه يصبح
الكثير

فكل عام غني
تصير

برضا الله
العلي البصير

فأهلاً وسهلاً 
بشهر نفيس

يصير الشيطان
فيه حبيس

والملائكة فيه
خير ونيس

فاطمة البلطجي

لبنان /صيدا 

قصيدة تحت عنوان{{ولك في حرفي جواب}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{اكرم كريم }}


 ولك في حرفي جواب 

ان شأت اذقتك حسا
نااء عن كاهلك العتاب
يا حبيبي تعال وماضيا
اخفف عنك بعض الغياب
الا وقد رايتك نحوي قادما 
تنفض عن ايامك االسراب 
وتجدد بلهف مدادك قائدا 
احتسبك مستبشرا منساب
انيق بخطواتك اي وراجيا
لثم العبارة ياحبا دنا بباب
امضي الي وكن حاسما
اسكنتك في احداقي منساب
بريق حسنك اجتاح اعينا
ياخارق الجمال انت مهياب
اشتاق الى خدك وكم ساطعا
تهفو اليك النفس وبك مذاب 
اكرم كريم 
العراق

خاطرة تحت عنوان{{ على الضفة الأخرى }} بقلم الشاعرة اللبنانية القديرة الأستاذة {{لينا ناصر}}


 على الضفة الأخرى

أقدام الحنين راسخة.. 
تتنقل بين ذكرى وأخرى بخطوات متثاقلة.. 
فهي تارة مزهرة بربيع لقاء عابر تدغدغ أطيافه الذاكرة.. 
وتارة أخرى تجتاحه أعاصير الوجد فتنهمر سيول الدمع بغزارة.. 
ذلك العرق النابض مني
بقي هناك حيث حضورك حاضر بكافة أطيافه.. 
وأنا التي بلغت ال "هنا"
بالكثير من العثرات والعنا.. 
حيث الغياب الذي تطعن أحكامه
دون أن تدرك أنني 
أمرر الأيام متقنّعةٌ بالصمود متظاهرة بالقوة والثبات.. 
كأضغاث احلام بالية
وحين أتوق للحياة
أختلي بنفسي هناك
حيث ألتقيك.. 
على مشارف الضفة الأخرى! 

لينا ناصر

قصيدة تحت عنوان{{ دمدم الرب علينا دمدمة}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{عبدالسلام رمضان}}


 دمدم  الرب  علينا  دمدمة

قد  حان  يوم  القطف   يوم  الملحمة

تترقب  عيون  الناس  مولاها  الكريم
ماأسعد الورع التقي يوم شد الأحزمة

تمطر  الدنيا  علينا  غيث  داء  لا دواء
ونفير جاس في الأرض ظلام المظلمة

كم وحوش أيقنت  في البراري تآلفت 
تلبس الرحمة لباسا يا ترى من  علمة

وكم من أبن آدم جاس في الأرض بلاء
يقتل  الموت قتالا  ليس  فيه  مرحمة

قدجزعنا ذل عيش ومراة وخباثة أينعت
تزهق  الأرواح  فينا   بلا  ذنب   أعدمة

أي  إسلام  نعيش  أي  دنيا  نحن  فيها 
فسلام  على الدنيا الجوع  فيها مكرمة

قد  تولى اليوم  فينا  وعلينا  كل  وغد 
قالو عنه  من  سلالة  ونبوة  الهاشمة

أمست الدنيا علينا كم رخيصة أي رخص
وثلة الأنذال أمست هي السلطة الحاكمة

خيرونا  بين  ذلا   ومهانة    أن   نعيش 
أو  نطاوعهم  على  ماهم  عليه  أبرمة

فهنيئا  لمن  مات  لم  يرى  هذا  الزمان
العيش فيه كأس مر والفوضى فيه عارمة

كل من حولك أفعى وسم  عقرب يلدغك
غشنى الوجه  البرئ والطراوة  والجلود

                  الناعمة

صدقوه وهو كاذب وعظموه  وهو  دجال 

                   منافق 

والكل   يعلم   أنه   أغبى   غبي   جاهلا

           خير  منه  مسيلمة

،،،،
بقلم
عبدالسلام رمضان

قصيدة شعبية تحت عنوان{{انا على وعدي معاك}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{محمد تريكه تريكه}}


 انا على وعدي معاك 


مش هارجع في كلامي 

انا جاي وهستناك 

ونفسي الاقيك قدامي 

يالي انت معاك العمر 

يا احلي من البيض والسمر 

كل اللحظات بتمر 

وانا جنبك بعيش احلي ايامي........... 

سنين عايشين سوا 

سنين بتفوت هوا 

عليل وانت الدوا 

يااغلي ماليا..............

معاك اجمل حياه 

معاك القلب تاه 

معاك طوق النجاه 

اه يابحر حنيه.................

ده في كل مكان بلاقيك 

من كتر التفكير فيك 

اه يا احلي ماليا شريك 

ده حياتي وعمري فداك 

تحياتي....محمد تريكه تريكه

قصيدة تحت عنوان{{دربُ الدُّموعِ}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{مصطفى الحاج حسين}}


* دربُ الدُّموعِ ..*

                       شعر : مصطفى الحاج حسين .

تحتَ لُحاءِ الدَّمعِ أنتظرُ الدَّربَ
سيأتي إليَّ على أكتافِ اللهفَةِ
حاملاً بيدَيهِ ينابيعَ الأشرعةِ
وأجنحةَ الفجرِ
في عينَيهِ نوافِذُ ندى
في قلبِهِ أسرابُ ضوءٍ
الضُّحكةُ مزروعةٌ على جانبيهِ
الوردُ يَغُصُّ في رملهِ
والفراشاتُ تتقافزُ فوقَ مسارِهِ
سأركضُ على سِعَةِ انتظاري
أقدامي سَتَدُوسُ الأوجاعَ
أثقالُها مثلُ السَّحابِ
ترفرفُ في قاعِ اختناقي
تبحثُ عن نسمةٍ تسرَّبتْ مِنَ الوَطَنِ
بلادي بِلا طُرقاتٍ
بلادي بلِا جِهَاتٍ
بلادي بِلا أبَوابٍ
وأنا أِّطرُقُ جمرَ اللوعةِ
أنادي على حلمٍ تَسَلَّقَ انكساري
على فضاءٍ أكلتهُ الشَّواهقُ
وصارَ الكونُ قبرَ حنيني
وصارَ الشَّوقُ مَحبَرَةَ نبضي
أكتبُ نحيبي
على أوراقِ احتضاري *

                     مصطفى الحاج حسين .

                             إسطنبول 

قصيدة تحت عنوان{{خَمَّرْتُ قلبي}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل أحمد درويش}}


خَمَّرْتُ قلبي ...!
___________
خمّرتُ قلبي بالنَّدى
يا لَلندَى ...
خمرٌ غريبْ ...!
و أتيتُ وحدي مثلما
طيرٌ يناغيه هوىً
مِنْ مثلِ صوتِ العندليبْ ...!
خمّرتُ قلبي بالجوى .
هذا الذي يدري بأنّي مُغْرَمٌ
والخفقُ أعياهُ الحبيبْ
كم ينثني قلبي إلى
جفنٍ يقبّل مهجتي
و يقول لي :
ما مِنْ مُجيبْ...!!
أحببتُ روحَك والضُّحى
أحببتُ ذيَّاك الّلمى
يغري فؤادي دائماً
إذْ إنّه ...
بدمي كشمعٍ عاشقٍ
وبه مُذابٌ أو مذيبْ ...!!
خمّرتُ قلبي بالنَّدى
و  الخمرُ أحلاهُ جنونٌ راكعٌ
أبداً يصلي مثلما
صلّى على شغفٍ عجيبْ
عصفورةٌ أنت إذا
طارت تفوح
كجفنك الغالي عطور ، بعدما..
مسك وطيبْ
و الله إنّك في المدى
مثلُ الصدى
مثلُ الأماسي داعبت
قلبي الغريبْ ..
قلبي على جمرِ الهوى
يشتاق دوماً للحبيبْ
و أحبّكِ ...
و أحبُّ غيماتٍ دنت
من مهجتي ...
و الغيمُ أشهاهُ  الصبيب
غيماتُكِ أنَّى تكوني...
إنها قلبي الذي
يشتاقك ...
ناراً تلظّى دائماً
لله ما أحلَى اللهيبْ ...!
في حضرة العشق أذوب كأنني
من مثلِ شمعٍ يتكي
عينيكِ نارًا ، كي تحرِّقَ
أو تُذيبْ ...
ذوبِي على أشلاءِ قلبي إنه
وردٌ وطيبْ ...!
أحلى العيونِ عيونُكِ
لكأنَّها وردُ الصباح يقول لي :
لا إنّكِ شمسُ الشّروقِ
أو المغيبْ ...!

سهيل أحمد درويش

سوريا _ جبلة 

خاطرة تحت عنوان{{يا عالق الهجر}} بقلم الشاعر الأردني القدير الأستاذ{{جواد الجيوسي}}


 يا عالق الهجر

من حبك ما هم
تزيد القلب من هم
ما تبقى من العمر
قد ما مر
حبيت من العمر
والدهر ما مر
حنين الفراق كان معك
مر
يا هجر لا
تمر
وكلك أسى
وغم
للقلب حن
واترك الحقد
والغم ولا تهجر من أحببت 
🌹🌹🌹د.جواد الجيوسي 🌹🌹🌹الأردن

قصيدة تحت عنوان {{أهلا رمضان}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{صلاح شوقي}}


((  أهلا رمضان ))
زارنا  ضيف  من بين
الزوار... كريم خيره عميم
ينتظره المؤمن  بشغف
يكرهه المفطر الفاجر اللئِيم
و ذو المزاج المدخن يتأفف
 متى الاذان ، أنا سقيم
ويتجاهل الطاعات صلاة
وتلاوة والتسبيح فأجرُها عظيم
والفائز فيه ذو اليد العليا  ذو 
الخير ، ومن اتي الله بقلب سليم
والبعيد عن القيل والقال ولا
ينسي ، ان الله بسِر النفس عليم
هنيئا لمن يداوم بعده على
 القرآن والطاعة وصفات الحليم
ولا تقنظ من ضيق ومعك كنز 
الاستغفار ، وابتهل فالرَّزَّاق كريم
وصلاتك على الرسول مع سبحان الله 
وبحمده صباح ومساءً ، اجرهاعظيم
صيامه بكل الجوارح ، شهر الرحمة
 والمغفرة والعِتق من الجحيم
إنه شهر البركات والطاعات
 والتراحم إنه ، شهر رمضان الكريم
**************
د. صلاح شوقي

منيالقمح...............20/4/2021 

قصيدة شعبية تحت عنوان{{تبعتها}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{الهادي عباس}}


---------   تبعتها.   ---------

تبعتها بالعين
 في مشيتها
وخليت النظر
 في طريقها يمتد
في كل خطوة
العين ما سابتها
وفي كل حركة
يتقوى معاها الشد
...........................
شدت عيوني ليها
زادة اللهفة
وما قدرت عليها
القلب ينحب
ليعته مخبيها
والفكر يسبح
وفي الخيال شرد
هي أنيقة
ولبسها مواتيها
الخيال وافي
مع سماحة قد
..........................
عدلت مشيتها
كأنها عيني
من الوراء حستها
مفاتن انوثة 
للنظر كشفتها
كأنها تترقب
موقفي والرد
وأنا...النبض
تعدل على خطوتها
وحسيت دمي
وسط العروق برد
...........................
تبعتها بالعين
في مشيتها
وخليت النظر
في طريقها يمتد
في كل خطوة
العين ما سابتها
وفي كل حركة
يتقوى معاها الشد

                   الهادي عباس- تونس 

قصيدة تحت عنوان{{المعاملة يا أخي الإنسان}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{جمال أحمد طلبه محمد}}



قصيدة★(المعاملة يا أخي الإنسان)★

              ********************


أخي الإنسان كن دائماً نبيلا


فإن لم تستطع فلتكن جميلا


 بالناس رحيماً بكرة وأصيلا


الخالق يرفعك المقام الجليلا


الدين معاملة بمحكم التنزيلا


لسانك فلا تنطق كلاما وبيلا


عينك لا تتناول بها أي رزيلا


معاملتك بالمحبة تكن فضيلا


لتكن لكل الفضائل لها فصيلا


فيحيا قلبك ولا يكون عليلا


وكن لركب الفضائل متعجلا


كن للحق مدافعاً بلا تحويلا


وإياك تكن بالأعراض صليلا


يكن حسابك بالآخرة يسيرا


اجتنب ذوي القلب الضريرا


**********************

بقلم الشاعر الأديب جمال أحمد طلبه محمد

المنصوره الدقهليه جمهورية مصر العربية

الأحد (٢٠٢١/٤/١٨) 

قصيدة شعبية تحت عنوان {{الرضا بالموجود}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{إبراهيم محمد قويدر}}



( الرضا بالموجود )

بقلمي : إبراهيم محمد قويدر 


************************


الرضا حالة سكون للنفس وسعادة بالموجود .


الناس أحلامهم غرقت فى بحر موجه عنيد .


ضاقت نفوسهم برزقهم قليلا ضيق محدود .


الرجل يعمل ليل نهار ويرجع لبيته مكدود .


والأسرة بدون حاكم تتفكك تتهدم السدود .


كنا زمان الأسرة فى غرفة والبساط ممدود .


الولد والبنت والام والأب والحصيرة جريد .


الحب والود والإخلاص والبسمة ع الخدود .


والجيران ووقفتهم مع بعضهم بدون حدود .


أطباق رايحة لهم جاية للطعام وخبز القديد .


برام الأرز المعمر ورائحة الملوخية والثريد .


الجار ينام على حس جاره والباب بلا مقاليد .


الناس تأكل مع بعضها عيش وملح بالتحديد .


علمونا الحب يعيش بيننا من جد الجدود .


ونصحى من الفجرية نسعى بلا كسل وركود .


تساعد( ست الدار) زوجها والجودة بالموجود .


ازرعوا الخير فى كل مكان طاعة لرب الوجود .


الرضا حالة سكون للنفس وسعادة بالموجود .


بقلمي : إبراهيم محمد قويدر 

شاعر القرية 

مصر - البحيرة