طللُ الأحبابِ يهتاجُ الذِكَر
...
طللُ الأحبابِ يهتاجُ الذِكَر
وعصيُّ الدمعِ يرخيه الأثر
يدّعي الصبرَ وما يدري الفتى
أنّ مَن غالبهُ الشوقُ خسر
جُبِلَ القلبُ على حبِّ المها
ولها فيه مقامٌ قد عُمِر
قالت الهندُ لأترابٍ لها
ليس للصبِ خلاصٌ قد أسِر
من رأى العين وأجفانَ المها
قد رأى الموتَ جميلًا فانتحر
ما رأيتُ الدهرَ شخصًا عاقلًا
كان مسحورًا ولا يرجو النُشَر
غادةٌ تجلو بمسواكٍ لها
قد جنته الآن وضّاحَ الدُّرَر
عُلَّ بالشهد وخمرٍ عُتّقَت
وفتيتِ المسكِ والماءِ الخَصِر
لو سقت منه عجوزًا شربةً
لرجا عَودُ الشبابِ المندثر
أترى المرآة في وجه المها
أم ترى الوجه بمرآة البشر
تعكسُ المرآةُ بدرًا كاملًا
قد تبدّى نورُهُ حتى بهر
ورخيمُ الصوت لم يجهر به
يسدلُ السترَ على الوجهِ الخفِر
وهي لو تبعد عن قلب الفتى
لرأيت القلبَ للبعد انفطر
فدعِ الغيدَ ولا تحفل بها
برحيب الصدر لا الصدرِ الحَصر
ربَّ خصمٍ صنعتْهُ نجدتي
كاد من شدة غيظٍ ينفجر
قد تمنّى لقيتي حين انبرت
هُزِمَ الغرُّ وولاني الدبر
صورةٌ واحدةٌ تبدو لهُ
وله في السرّ أفنانُ الصور
إنّما نحن كنخلٍ باسقٍ
ساد في الدهر على كلِّ الشجر
لا تغطينا عجاجاتٌ بدت
هل يغطي الليلُ أنوارَ القمر
كلما حلَّ ظلامٌ حالكٌ
زادنا نورًا ولا نخشى السرر
نحرزُ السبقَ ولا نرضى بأن
ينتشي بالفوزِ كذابٌ أشر
شاكرينَ اللهَ فضلًا إنّما
يرزقُ اللهُ ومَن شاء شكر
كم قريبٍ قطع الحبلَ بنا
فوصلنا حبلَهُ ثم كفر
كم رجا الساعون منا كبوةً
فكبا الساعي وما نال الوطر
وجهولُ القومِ قد أوعدنا
مثلما أوعدَ ضرغامًا نُغَر
رام أن يهدمَ مجدًا شامخًا
فأتى الطودَ بعودٍ منكسر
ومسيءُ الظنِّ لو يبصرني
أحرزُ الغاياتِ غيظًا لانفجر
فترى كلَّ حقودٍ حاسدٍ
حصرَ الصدر ووجهٌ مكفهر
إنّ ذاك الغرَّ ما أجهلَهُ
هجر الذكر وفيه المعتبر
ويكأنّ الدهرَ طيفٌ قد مضى
ودعا الداعي إلى شيءٍ نُكُر
...
🇮🇶 الشاعر عبد القادر الموصلي
🌴🌴🌴🌴🌴
صوتًا
https://youtube.com/channel/UCSSOqB0FGglHqyKYRV4Ga-w