الأحد، 22 سبتمبر 2019

قصيدة{{حرب وسلام الاصابع }} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الراحلة الاستاذة {{كزال ابراهيم خدر}}

حرب وسلام الاصابع
ترجمة : حليم ابو زيد / سوريا / قامشلي
شعروالدتي المرحومة "كزال ابراهيم خدر
1
بين أصابعنا أنا وأنت
الآن أنا مثل أعمى
لا أميّز أصابعي
منذ يوم تشابكت فيه أصابعي وأصابعك
وأخذت ألوان ورائحة بعضها
لا تستطيع  الافتراق
2
أصابعُ يدي اليسرى
كثيراً من الاحيان ، وكالعدو
تهاجم يدي اليمنى
أتعلم لماذا تحسدها؟
لأن أصابعَ يدي اليمنى
هي التي تصافحُ يدك
3
أتذكّرُ منذ أن كنت طفلة
كيف كانت أمي تهددني
بأصبع الشهادة
وتقول بصوتٍ عال
أنت فتاة
لا تذهبي الى هناك ، عيب
ولا الى تلكَ الناصية عار
لا يجوز أن تذهبي،
وعندما كبرتُ
علّمتني أصابعُك
أن أكسر تلك الاصبع
عندما تهددني
4
في صغري
كنتُ قد تعوّدت مصَّ
أصبعي بشفتيَّ
حتى وبدون رحمة
كووا إبهامي بجمر سيكارة  أبي
تخيّل لو وردت مثلما كنتُ طفلة
أن أمصَّ جميعَ أصابعك
هل سيطاوعك قلبك
بأن تكويني
5
يقولون كفّار أولئك الذين
لا يبلّلون أصابعهم
خمس مرات في اليوم
لأنها تظل بدون وضوء
أنا في الفرائض الخمسة
أغسلُ أصابعي
بمطرِ عيونك،
وعلى صفحة خدّك
أصلي صلاةَ العشقِ
6
العشّاقُ ينظرون الى عيونك،
وأنا أنظر الى أصابعك
أولئك العشاق ليسوا عشاقاً حقيقيين مثلي
لانهم لا يفهمون مثلي
لغةَ رقصٍ وتشابكِ الاصابع
7
في زاوية دفتر أحد البيشمركة،
وبأنفاس أصابعِكَ
كتبتُ هذه الأسطر
لأحد رفاقك
أيّها الرفيقُ العزيز
عندما ترفعُ تحب العشق
وترددُّ نشيدَ الشّهادة
هناك امرأة في ظل قمرٍ عالٍ
تدقُّ أبوابَ السّماءِ من شدّةِ الجوعَ
من يدري أنها أمك
من يدري الآن أين قبرها
8
أنتَ شيخٌ كبيرٌ
وأنا فتاة صغيرة
أسمح لي أن أركع أمامك
واسجد لعظمتك
و باستحياءٍ أشبع أصابعك قبلاتٍ
9
كم متلهفة أنا
لشمِّ أصابِعَك
تلك الاصابع المباركة
التي لا رائحة دموع النساء تبعثُ منها
ولا رائحة دمِ الرّجالِ
10
كلُّ أصابِعِك جميلةٌ
عدا تلك الاصبع التي
تطوّقُها حَلقَة ؟

ليست هناك تعليقات: