* مي زيادة *
{الجزء الثالث }
أهم رسائل مي لجبران؛
إني أعتبرها وثيقة أدبية تاريخية طيبة من أنثى شرقية عربية طالعة من بوتقة أخلاق العروبة الفاضلة.. (من أوائل القرن الماضي. .أواخر الربع الأول منه )..وهي أديبة كبيرة وعلى خلق وتعرف معنى الود والوفاء..والمحبة العذرية النبيلة ..لهذا حافظت عليها دون أن أختصر منها شيئاً. ..ولا حرفاً واحداً..وهي في منتهى الجمال ..والعذوبة ..فكرا" ولغة فصيحة وحكمة ..وعشقا"عفيفا"..
الرسالة :
مي الى جبران
القاهرة ١٥ كانون الثاني ١٩٢٤
جبران !
لقد كتبت كل هذه الصفحات لأتحايد كلمة الحب. إن الذين لايتاجرون بمظهر الحب، ينمّي الحب في أعماقهم قوة ديناميكية رهيبة ، قد يغبطون الذين يوزعون عواطفهم في اللألأ السطحي، لأنهم لايقاسون ضغط العواطف التي لم تنفجر. ويفضّلون تضليل قلوبهم عن ودائعها، والتلهي بما لاعلاقة له بالعاطفة . يفضلون أي غربة وأي
شقاء ( وهل من شقاء وغربة في غير وحدة القلب ؟) على الإكتفاء بالقطرات الشحيحه.
مامعنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به! ولكني أعرف انك ” محبوبي ”، وأني أخاف الحب، أقول هذا مع علمي بأن القليل من الحب كثير. الجفاف والقحط واللا شيء بالحب خير من النزر اليسير، كيف أجسرعلى الأفضاء إليك بهذا؟ وكيف أفرّط فيه؟ لا أدري. الحمدلله أني أكتبه على ورق ولا أتلفّظ به، لأنك لو كنت حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام، ولاختفيت زمناً طويلاً، فما أدعك تراني إلا بعد أن تنسى. حتى الكتابة ألوم نفسي عليها أحياناً، لأني بها حرة كل هذه الحرية . قل لي ما إذا كنت على ضلال أو هدى. فإني أثق بك، وأصدق بالبداهه كل ماتقول! وسواء كنت مخطئة فان قلبي يسير إليك، وخير مايفعل هو أن يظل حائماً حواليك، يحرسك ويحنو عليك.
غابت الشمس وراء الأفق، ومن خلال الأشكال والألوان، حصحصت نجمة لامعة واحدة هي الزهره، أترى يسكنها كأرضنا بشر يحبون ويتشوقون؟ ربما وُجد فيها من هي مثلي، لها جبران واحد، تكتب إليه الآن والشفق يملأ الفضاء، وتعلم أن الظلام يخلف الشفق، وأن النور يتبع الظلام، وأن الليل سيخلف النهار، والنهار سيتبع الليل مرات كثيره قبل أن ترى الذي تحبه. فتتسرب إليها كل وحشة الشفق، وكل وحشة الليل، فتلقي القلم جانباً لتحتمي من الوحشة في إسم واحد : جبران !
*** ***
رسالة عشق عذري نقي وطاهر في منتهى الروعة والعذوبة والصدق..
تحياتي إلى روحها الصادقة في حبها الخالد إلى آخر حدود الشمس وأطراف الكون. ..
الجزء الرابع؛{رد جبران على رسالتها }
مصطفى مزريب.أبوبسام
جبلة.سورية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق