الاثنين، 4 مايو 2020

نص نثري بعنوان {{جذوة من كوم رماد}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{رؤوف بن سالمة}}

♨جذوة من كوم رماد🌇

ثمّ..
مشيت
والذكرى وحيدين..
في مراتع الشوق والحنين...
أحمل أسفاري وعهودي القديمين..
وكانت عصايا تحملني لمرافئ الأمس المخمليّ..
وبقايا سطور ، معالم وشواهد  أطلال كقبر منسي..
يسرج الخاطر نورا يكاد يقتّق سربال الدّجى..
وحالك دروب حفّها ليل شتاء دهريّ بارد..
أنا والبعد رفيقين في عالم برزخي..
 وردي كانّ وشطآن الفرح تمتدّ
 أمواج سعادتها..
أنوارا..
فيّا
أنا الطيف..
المقبل من غبار...
مجرّات كون الذكرى والآه
ومنسيّ عبق الايّام وبعض الضجر..
ترفل المحاسن وصنوف الأغنيات بزمن العبقريّ..
ودفاتري وألواني المنتقاة  وعسس سعادتي..
لظى شمسي حانٍ ونورها المتّقد ..
بين هاتيك الرّوابي تشعشع..
سرّ طلسم وجودي..
وروحي الأبيّ..
مهجتي..
وخافق جوانحي..
حروف تمتشق الذكرى..
وعناقيد حبلى ببهيّ الصّور..
بين أرصفة ضفاف أنوار الإعترف ..
دروبا مشيناها فوق غيم وهديل البروق..
يا سنا ورديّ بهيج إلتماع حنيني ..
وملامح صمتي ووجومي ..
وطيف منسي أغرّ..
أغدق إرفادي..
غرائدا..
وسَنِ الحكايات..
من دهري المحترق لوعة..
ونجومه المزهرات في ثنايا المتوثّب ..
وسحر الوجود وحبّه السّرمديّ السّاري المكتنف...
أنا يا زمانه الغجريّ المسافر مفردا..
عكفت بمحراب كعبة روحه..
واجتباني ناسكا متعبدا ..
في كفّ رسم الليل..
وسرمد الصمت..
والريح..

بقلمي/رؤوف بن سالمة

ليست هناك تعليقات: