الجدار الوالد .. ؟
عيون حائرة تبحث بشغف .. ؟
في كل الوجوه وكل إتجاه عن ملاذ آمن
عن يد تطمئن الأفئدة قبل أن تمسح على
الرؤوس .
عن ميناء سلام ترسو فيه سفنهم بعد طول إبحار في بحر اليتم والحرمان .
تبحث عن الوجه الملائكي الذي سيبتسم
لهم من قلبه قبل ثغره .
عن من يجدون في ملامحهم الأمن والأمان
من منا سيضع يده بيد العدنان ويدخلان
معآ من باب الجنة بثقة وإطمئنان .
صبي ملتصق بالجدار .. ؟
يشكو له من ظلم طاله وتجاهل متعمد
يعاني منه وكأنه نكرة لاوزن له في أي ميزان .
قلت له .. ؟
مابالك ياصغيري تلتصق بقوة بهذا الجدار .. ؟
نظر لي بنظرة كلها إستحقار .. ؟
وأجابني بسخرية .. ؟
هذا والدي .. ؟
عفوآ هو يذكرني بوالدي .. !
جوابه إستوقفني وإستفزني .. ؟
قلت له .. ؟
وأين والديك .. ؟
فأشار بإصبعه الصغيرة للسماء .. ؟
كان جواب .. ؟
فيه من الحكمة والبلاغة الشيء الكثير .. ؟
لم أعد أتمكن من الصمود لأبقى واقفآ فجلست على الأرض وإتكئت على الجدار الأب .. ؟
قال رفقآ ياعماه ستؤذي والدي لاترمي بثقلك عليه هو كل ماتبقى لي في هذه
الدنيا أذهلني الصبي بجوابه ..!
قلت له .. ؟
مالذي فعله لك هذا الجدار .. ؟
أجابني من دون أي تردد .. ؟
هو يذكرني بأمي وأبي وأحن علي من من
يظنون أنفسهم بشر ويملكون في يسارهم
خافق . وفوقهم رب جبار سايسألهم عني وعن كل يتيم .. !
ألتصق فيه لايدعني وأشعر وأنا بين أحظانه
بالدف والأمان .. ؟
يقبلني يطمئنني ويؤكد لي بأنه سيتماسك وسيبقى ثابتآ ولن يخذلني في قادم الأيام .
هو ملاذي وقلبتي وكله أذان صاغية حين
يهيج بحر الأحزان بداخلي .. !
أنا ضائع مكسور الوجدان .. ؟
وغابتي مليئة بالوحوش والوحوش منهم
براء .
شكوتهم لربي وربي لن يخذلني وسينصرني
من ظلم من ساروا على الأقدام ولم يشعروا بي .
وأشاح بوجهه عني وإمتزج بود مع والده
الجدار .. !
شعرت بحجمي الحقيقي ومدى تقزمي .. ؟
وفاض الدمع وهرب من مقلتي حنانآ وخشية من المنتقم الجبار .
سرت مبتعدآ وسألت نفسي ألف سؤال .. ؟
ماذا لو كان هذا ولدي .. ؟
ماشعوري وأنا أراقبه من عالم البرزخ عالم
الأرواح .. ؟
ماشعوري لو كان هذا ولدي .. ؟
وألف عين وألف ناب حاقدة تتربص فيه لتمزقه إربا .
هو جائع عطش مهلهل الثياب .. ؟
سقيم يعاني من حرقة الفؤاد .. ؟
ضجيج الأسئلة ملئ راسي أرهقني بعثرني وعدت مسرعآ لذلك اليتيم لأحتويه وجدته .. ؟
مستلقيآ على الأرض قرب والده الجدار وقد فارق الحياة .
وترتسم على محياه علامات الرضا وعلى شفتيه إبتسامة صادقة .
هو بين يدي من هو أحن عليه من والديه .
سنسال عنهم يوم لاينفع مال ولابنون الا
من أتى الله بقلب سليم .
تعالوا نبحث عنهم بصدق النوايا لنزرع
فيهم الحب والأمل والثقة بأنهم ليسوا
لوحدهم وليسوا بنكرة .
وإن غدآ سيكون أجمل وأفضل وأنهم
جزء لايتجزء من المجتمع .
وإن رحمناهم سيرحمنا رب السماء .
الجدار الوالد .. ؟
جاسم الشهواني
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق