الثلاثاء، 12 مايو 2020

قصيدة {{عَاشِقَةَ اللَّيل}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ {{عزالدين الهمامي}}

عَاشِقَةَ اللَّيل

***

مَجْنُونَتِي مَاذَا قَدْ يَخُطُّ بَنَانِي

هَذَا كِتَابٌ إِليكِ مِنْ زِنْزانَة  وِجْدَانِي

دَنَا الليْلُ وَ أنْتِ أمِيرَةَ أحْلَامِي

مَعَ النُّجُومِ السَّائِرَاتِ السَاهِرَاتِ

 حُرْقَةٌ للعَاشِقِ وَلَوْعَةٌ لِلمُشْتَاقِ

فَدَعَانَا مَلِك الحُب إِلى مِحْرَابِهِ السَامِي

نَسِيتُ نَفْسِي وَ جَعَلتُ الحُبَّ خَمْرِي

فَاعبُرِي صَمْتِي وَحَنيني،

آهٍ يَا عَاشِقَةَ اللَّيل

صَارَ سُهَادِي لِلعَينِ صَاحِبًا

تَعَالِي وَعَانِقِي لَيْلِي الطَّوِيل

فَالليْلُ فِي صَمْتِهِ ضَجَّةٌ وَ فِي سِرِّهِ عِلمٌ جَمِيل

يَسْقِينَا صَبَابَة ثَمْلا فَيَتِيهُ الشَّوقُ  

لَسْتُ أدْرِي يَا حَبِيبَتِي لَسْتُ أدْرِي

فَفِي اللَّيْلِ بِنَا شَغفٌ وَكِلَيْنَا يُشْعِلُهُ الوَجدُ

تَعَالِي مَجْنُونَتِي فالدُّجَى أناشِيدٌ وأنغَام

وَلِي فِي الغَرَامِ سَريرَةٌ وَنُجُومُ مَسَاءٍ سَاهرةٍ

وَبِالسُّهْدِ لَيلُ العَاشقِين مُمتدُّ

والذِكرياتُ تَثورُ في الوِجدان

أَيَا أيُّهَا اللَّيلُ تَرَفَّقْ مَا لَكَ آخرٌ يُرْجَى

وأسْعَدَ الأوْقَاتِ عِندِي

لَيْلَةٌ تَمُرُّ بِدَهْرِي ويَهُدّأُ أَلَمِي

 فَأنْشِدُ رَاحَتِي فِي تِلَاوَةِ القُرآنِ

***

عزالدين الهمامي 

تونس

11/05/2020

ليست هناك تعليقات: