الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

نص نثري تحت عنوان {{جالسة أمام نافذة تشرين}} بقلم الشاعرة اللبنانية القديرة الأستاذة {{غزوة يونس}}


جالسة أمام نافذة تشرين
اطالع المطر،ألوّح للعصافير المهاجرة
وأصغي لأنّات الوريقات كلما سقطت أرضا
فجأة تعود بي الذكرى إلى أيام الدراسة الأولى
حين كانت أمي تمعن في محو حروفي لأكتب بخط أجمل..
ما كانت أمي تدرك يومها أن الممحاة من أدوات الفتك..
وكم تمزقت كراستي وانكسرت الحروف وما هزلت الممحاة المشؤومة.

مرة، حملت الكراريس ليلا وهربت
بخطي العاثر
أبحث عن شيخ الكتابة ليفتيني
تعبا افترشت الكراريس ونمت..
جاءت الساحرة!
قالت:سأحولك لشجرة في الدار لتتوبي عن الهروب..
لعله دعاء امي لأعود،
شجرة خضراء في  الصباح، مغروسة في أرض الخير، تعانق السلام، وتفيض ثمرا..
وحدها الأشجار بريئة في زمن الغابات يا أمي.

أيتها الساحرة الليلية! 
هلا تضمدين جذوري اليوم لأبقى، او تعيدينني طفلة كما كنت، لأكتب حروف الشمس بالأصفر وحروف البحر بالأزرق وحروف أمي بالأجمل..
وأعدك، لن أهرب ثانية أبدا. 

فالعالم في الخارج مخيف. 

ليست هناك تعليقات: