"أيام لم نعشها بعد"
***
السُؤَالُ الذِي يَطرَحُ نَفَسه هَل النفَاق جَمِيل وَ فَوضَى اللامُبَالاة حَلا يَعِيشُ بِه الإنسَان بَعد أن عَلمَته الحَيَاة مَعنى أن يَكونَ إنسَان، عَلمَتهُ أكثَر مِمَّا تَعَلمَه فِي مَقَاعِد الدرَاسَة بِالمَدَارِسِ و المَعَاهِد وَ حَتى فِي الجَامِعَات أينَ دَرَس ونَهَل العِلم حَتى تَحَصل عَلى أعْلى المَرَاتب، وَ نَال أكبَرَ درَجَات المعرفة و شَغَلَ أكبَرَ المَنَاصِب القِيَادِية وَلكِنَّهُ لمْ يَتَعلم كَمَا تَعَلمَ و لا يَزَال يَتَعَلم مِن آلامِهِ و ألامِ المُحِيِطينَ بِه، و كذلك مِن كُل التَجَارِب التِي يَخُوضُهَا و مَا يَعْتَرِضُهُ مِن مَصَاعِب لَا تَخْطُر له بِبَال، وَ تَبقَى عَقَارِب السَّاعَة تُسْرِع فَتَأخُذُ رَبِيعَ أيَّامنَا التِي بِدورِهَا تَركُضُ بِنَا لتُبَعثِرَ قُلوبنَا طَورًا بِسَرِقَتِهَا أثمَن كُنُوزنَا ...
"أيَّامٌ لمْ نَعِشهَا بَعْد"
قَد تَتَكاثر المَصَاعب بالحَيَاة والقَلب الرَّقِيق لمْ يَرْتَوِ يَعدُ مِن نَهرِ الحَيَاة فَلَا تَجِد بِالقُربِ من يَمُد يَد المُسَاعَدة، ولا مَن يَحمِلُ عَنكَ الأتعَابَ التي قَد تعْتَرِضُكَ وَتُثْقِلُ كَاهِلَكَ وَ لا حَتى من يُنَوِرُ لَكَ الطَرِيق، و كَأنَّكَ تَسْكُنُ بِأحْلامِكَ ذَلِك البَحر الذي تَحسَبَه صَدِيقًا فَهو بِالتأكيدِ أنِيقٌ، عَمِيقٌ بِالمَسَافَات، و لكنَّه خَطِيرٌ بَل أخطرُ مِمَّا يَخطُرُ بِالبَال، وَ هَكذا هِي الأيَام التِي لم نَعِشهَا بَعدُ نَبْقَى نَرْقُبُهَا فِي شَغَفٍ كَي نَنعَمَ بِالزمَنِ الجَمِيل لأننَا دَومًا نَطُوقُ لِعَلاقَةٍ أكبَرُ مِن مُجَرد مَوضُوعٍ حَيَاتِي يَسْكننَا لِنَعِيشَه وَ نَتَعَايَشُ لَه، بِه وَ مَعَهُ و لا نشعر فيه بالغربة بمعناها الروحي العميق و نبدأ البحث عن أشياء تشبهنا ./ ..
عزالدين الهمامي
بوكريم – تونس
28/10/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق