الاثنين، 16 نوفمبر 2020

قصة قصيرة تحت عنوان {{دعي أساورك ترج }} بقلم الكاتبة الجزائرية القديرة الأستاذة {{ملاك نورة حمادي}}


*دعي أساورك ترج *
جئت اليوم أجر حزني ....و أنعي حال هذا الزمان
فأنصتوا للحكاية ....خذوا العبرة ....و أدعوا معي الرحمن 
كان يامكان و قد يحدث الآن .. فتاة أسمها الدهر «غريبة» أنهكها الفقر و جثم على صدرها القهر 
بكت لحالها العيون ....و صادقتها أشجار الزيتون 
قبلتها الشمس على وجنتيها ...و عشق التراب يديها 
و إن نامت الشمس عادت إلى البيت تجر رجليها ...
، تدق الباب و تقول....... 
أنِ أرجوك يا أبي .. إفتح لي الباب 
آه يا إبنتي . دعي أساورك ترجّ ...يال وجلي 
فإني أخشى  ذاك الوحش .... أن يسمعها يا أبي 
.. و أنا أيضاً أخشاه يا إبنتي 
وا اسفاه علي زمن جعل الشيّخ متلفّع في بُرْنُسِهِ منعزلاً .. يتدفّأ ......و إبنته مهمومة بلقمة العيش
بكت ذاكرته و هي تعيد صباحات الأمس حينما كانت 
العجوز تنسج دون توقّف .. تحيك الخيطان و كأنها تحيك الحياة .... و الأطفال من حولها يتلقنون ذكريات الأيام الخوالي ....و الثلج رابض خلف الباب.....و قدر هناك تغلي ..... تحلم بدفء الربيع المقبل 
حينها سيسهر القمر .. و النجوم تغني .. وحَطَبة البلّوط تحلّ محلّ حصيرة الصفصاف.... و العائلة مجتمعة،، تنصت لحكايا العجوز ....لكن كل ذلك طوته الذاكرة ومحاه غدر الزمان ...و كتب الدهر على ملامحها أن تعيش غريبة تصارع وحش ذاك المكان ....
وتردد ...
انِ أرجوك يا أبي .. إفتح لي الباب 
آه يا إبنتي . دعي أساورك ترجّ .
ملاك نورة حمادي🖊

الجزائر 

ليست هناك تعليقات: