قصة
الجزء الاول
رحلت من غير وداع
محمد يجد نفسه وحيد
منعزل عن محيطه بل عن كل هذا العالم
لم يجد من يفهمه ويمد له يده لينتشله من هذه الوحدة القاتلة .
ملامحه غامضة لاتفصحه للآخرين عن مايدور بداخله . نرجسي الطباع لكنه لم يؤذي أي أحد . من لم يعرفه يخشاه ويحذر من الأقتراب .
دروس الحياة كانت صعبة عليه وتركت بداخله الف شرخ . أكتفى بالذات ..
قرر ان يصنع له عالمه الخاص ليغنيه عن كل هذا العالم الواسع .
كان كل ليلة يعانق ذاته يواسيه ويغمض عينه ليفتح تلك الستائر السميكة عن مسرح أحلامه القديمة .
كل ليلة هو وأحلامه وكل أمانيه وكل مامر عليه من شخوص بحياته يقدمون عرض مسرحي . بعد العرض يصفق بحرارة وشغف ويكتب سيناريو مسرحية الليلة القادمة .
يستيقظ كل صباح في تمام الساعة الخامسة ليصلي الفجر ويضع أبريق الشاي على النار ، يعد فطوره ويضع كرسيان وكوبين ووردة حمراء .
يهديها كل صباح لتلك الدمية كبيرة الحجم
هي حبيبته وشريكته بكل شيء .
هذا ديدنه كل صباح ليكسر ذلك الحاجز النفسي الذي تأصل بداخله .
يحدثها بسعادة كبيرة وحب لايمكن وصفه ويتحين الفرصة ليمد يده ويمسك بذلك القفاز الأسود الذي ترتديه بكل رقة .
بعد ان ينتهي من تناول فطوره يودعها بقبلة ويحمل حقيبته ليذهب لعمله الحكومي بكل نشاط .
إستمر هذا الحال لفترة طويلة ..
كان سعيد بهذه الحياة التي صنعها لذاته .
أرسل بطلبه المدير العام .. ؟
وقف عند الباب عدل هندامه وربطة عنقه قرع المدير العام الجرس فدخل محمد الغرفة ، ألقى بكل إحترام التحية على المدير والحضور .
طلب منه المدير ان يجلس فجلس وكله أذان صاغية لمديره .
قال له المدير .. ؟
ياأستاذ محمد .. أنت من أكفئ الموظفين بهذه الشركة وأكثرهم إنضباط وأخلاقك عالية .
إحمر وجه محمد وشكر مديره بخجل .
المدير ..
يامحمد أود أن أخبرك بشيء
أجابه محمد .. نعم أستاذ
قال له .. الأستاذة حنان من معارفي ..
محمد نظر لها بزاوية عينه ..
أريد ان أضعها معك بنفس الغرفة لتعمل معك لتعلمها وتدربها وتعلمها خبايا الامور الإدارية .
محمد ..
على الرحب والسعة ولي عظيم الشرف .. بثقتك وبوجودها معنا .
المدير ..
تبسم ثغره لكنه أخفى تلك الإبتسامة بسرعة .. ؟
لأن محمد إحمر وجهه وتعرق .. !
المدير ..
كان يعلم بمدى خجل محمد
طلب منهم الذهاب لقسمهم للمباشرة
خرجا بعد ان ودع السيد المدير
سار محمد بالمقدمة والموظفة الجديدة خلفه ، لكنه كان مرتبك بمشيته ومضطرب
لاحظت حنان وضع محمد الغير طبيعي ضحكت بداخلها وإستمرت بالمشي ورائه .
يتبع
جاسم الشهواني
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق